قامت مجموعة من أهالي مدينتي النهضة والعبور بالقاهرة بقطع طريق مصر إسماعيلية
الصحراوي في الاتجاهين مطالبين بحضور محافظ القاهرة وتسليمهم شققا
سكنية.
وقد تجمع ما يقرب من 150 شخصا من رجال وسيدات قاطني مدينتي
العبور والنهضة في الساعة الثامنة من صباح اليوم الاثنين، وقاموا بوضع أعمدة
الإنارة والأحجار في طريق مصر إسماعيلية الصحراوي في الاتجاهين ومنعوا عبور
السيارات وتهديد من يحاول العبور بتكسير سيارته وتهشيم زجاجها. وعندما استفسرنا عن
سبب تجمعهم أخبرنا أحد الأهالي أنهم مجموعة من الأسر التي استلمت إيصالات استلام
شقق سكنية تابعة لمحافظة القاهرة من الوحدات المخصصة لحديثي الزواج، ثم فوجئوا برفض
المحافظة تسليمهم للوحدات السكنية.
وقالت مديحة محمود إنها تملك "نصبة شاي
مع زوجها في ميدان العاشر بالسلام وقامت منذ سبع سنوات بالتقدم للمحافظة لأخذ شقة
سكنية ودفعت جميع الرسوم التي طلبتها المحافظة ومعها إيصالات بذلك، وحتى الآن لم
تتسلم الشقة".
في حين قال أحمد عبده تباع على "سيارة ميكروباص"، إنه توجه مع
مجموعة من المستفيدين من مشروع إسكان حديثي الزواج بالإيصالات التي بحوزتهم إلى مقر
محافظة القاهرة وقام أحد الضباط هناك بإعطائهم أوراقا مختومة بختم النسر والمحافظة،
تمهيدا لاستلامهم الشقق، ولكنهم فوجئوا بموظفي الحي يخبرونهم بأن هذه الأختام مزورة
ولا يعترف بها الحي والمحافظة.
وقال عبد الله حسن عامل في ورشة أحذية، إن
المحافظة أعطتهم مجموعة من الخيام داخل نادي العبور على وعد بأن يمر عليهم المحافظ
لتسليمهم شققهم ولكن حتى الآن لم يحدث شئ، وقال إنهم لا يثقون في وعود الحكومة خاصة
أن هناك الكثير من الشقق السكنية الخالية والتي قام مجموعة من المواطنين باحتلالها
والإقامة فيها.
ويحكي سعيد أن كل خمسة أفراد وقفوا أمام بلوك سكني شاهرين
العصى الخشبية والسكاكين والأسلحة البيضاء وقاموا بتقسيم شقق البلوكات على أصدقائهم
وأقاربهم، وأكد سعيد أن هناك مجموعة أخرى من الأهالي تقف الآن أمام مبنى محافظة
القاهرة للمطالبة بالشقق السكنية، وأن هناك أنباء عن وقوع حريق في
المحافظة.
وبعد مايقرب من الساعتين تقدمت إحدى السيدات باكية تطالب الأهالي
بفتح الطريق وقالت "سيدة" إنها تبيع السمك ومعها كمية من الأسماك قامت بشرائها من
سوق العبور وتخشى من فسادها، وبالفعل قام أهالي مدينة النهضة بفتح الطريق لسيارات
الأسماك والخضروات، وقالوا إنها أرزاق ناس بسطاء مثلنا ولاذنب لهم فيما يحدث، فقامت
تاجرة السمك بإطلاق زغروطة وقبلت جبين أحد المحتجين.
فيما قامت قوات من
الجيش والشرطة العسكرية بالوقوف أمام المحتجين دون تدخل، واكتفت باستدعاء عدة عربات
مدرعة خاصة بالشرطة العسكرية لتأمين موقع الأحداث.
وعند الساعة الثانية عشر
ظهرا حضر أحد المسؤولين في محافظة القاهرة ورفض في البداية التحدث للشروق؛ لأنه جاء
لحل مشكلة المواطنين وليس للتحدث مع الإعلام على حد قوله، ولكنه صرح بأن ما حدث هو
سوء فهم لدى المواطنين حيث قامت المحافظة بتوفير 2000 وحدة سكنية لحديثي الزواج من
شباب مدينة النهضة والعبور. وكان قد تم الإعلان عن بداية التسليم في شهر يوليو
القادم، ولكن مع أحداث 25 يناير وتضرر عدد من أحياء المحافظة، أصدر المحافظ عبد
العظيم وزير قرارا بوقف تسليم الوحدات لحين إعادة العمل في الأحياء المتضررة، ولكن
الأهالي اعتقدوا أن المحافظة قد تراجعت في قرارها. وردا على وجود حريق أمام مبنى
المحافظة، قال إن الحريق كان محدودا جدا وتمت السيطرة عليه، وأنه حدث نتيجة إلقاء
عقب سيجارة مشتعل على مجموعة من القمامة بجانب مبنى المحافظة، وليس له أي علاقة
بالمحتجين ولا طلباتهم.
وما زالت المفاوضات جارية بين المحتجين وبعض من
مسؤولي المحافظة مع إصرار المحتجين على غلق الطريق حتى الآن.