تدفق مئات الآلاف على ميدان التحرير وساحات «التظاهر» فى المحافظات أمس،
تلبية لدعوة «المعتصمين فى الميدان» بجعل يوم أمس «أحد الشهداء». وفيما أقام
المسلمون صلاة الغائب على شهداء «ثورة 25 يناير» أدى الأقباط «ثلاث صلوات» فى قلب
الميدان، بدأت فى الحادية عشرة صباحا، تبعتها أخرى فى الواحدة ظهرا، وثالثة فى
الثانية بعد الظهر، لإتاحة الفرصة لأكبر عدد من الأقباط لأداء الصلاة. ومنذ الساعات
الأولى من صباح أمس، توافد مئات الآلاف مجددا على الميدان، استجابة لدعوة «أسبوع
الصمود» التى أطلقها «المرابطون فى التحرير»، الذين دعوا إلى مسيرات مليونية أيام
الأحد والثلاثاء والجمعة.
وأصدر أقباط فى الميدان بيانهم الأول الذى قالوا فيه: «باسم دماء الشهداء نتوحد
معًا، حيث لم تفرق رصاصات الغدر بيننا، بيان شعب واحد وقلم واحد ومصير واحد، نحن
هنا مسيحيين ومسلمين من أجل هدف واحد وهو رحيل النظام» ووقع مصدرو البيان باسم
«الثوار الأقباط».
وقالت أمانى طلعت (طبيبة) «جئت لإقامة صلاة قداس
الأحد فى ميدان التحرير لأرد على من يقولون إن الثورة يحركها عناصر الإخوان»،
مضيفة: «الشعب هنا مسلمون ومسيحيون ودم المسلم الذى امتزج بدم المسيحى لن يذهب
هدرا».
وشهد ميدان التحرير، أمس إبداعات جديدة للتعبير عن «عدم التفريط فى
دماء الشهداء»، كان آخرها وضع عشرات الأطفال على الأسفلت وتكفينهم بعلم مصر، فيما
وقف مئات المتظاهرين ينثرون حولهم الورود.
وضربت الميدان أمس موجة من
الأمطار والطقس السيئ، وواجهها المعتصمون بنصب المزيد من الخيام، مؤكدين من خلال
اللافتات التى وضعوها عليها «إصرارهم على البقاء حتى يتحقق مطلبهم برحيل مبارك».
وفى زيارته للميدان أمس، طالب الإعلامى حمدى قنديل بأن يشكل شباب الثورة من
بينهم وفدا للتفاوض مع النظام، مشددا عليهم ألا يتركوا أى شخص أو مجموعة تتفاوض
باسمهم.
فى غضون ذلك شارك مئات الآلاف من أبناء الإسكندرية فى صلاة الغائب التى
أقيمت أمس أمام مسجد القائد إبراهيم، بالتزامن مع القداس الذى أقامه أقباط من
المحافظة أمام ساحة المسجد.
وأطلق أبناء الإسكندرية أسماء شهداء المواجهات
على الشوارع التى كانوا يقيمون بها، وهو ما التزم به سائقو الميكروباصات، لينادوا
على أسماء المحطات بأسماء الشهداء.
على الصعيد ذاته طالب نحو 80 كاتبا وفنانا
ومثقفا بتنحى الرئيس مبارك، وقالوا فى بيان أصدروه، مساء أمس الأول، إن «حل الأزمة
يبدأ بتنحى مبارك الآن»، مشيرين إلى أن هذا هو «المخرج الوحيد للأزمة الحالية فى
مصر».
وأكد البيان أن مبارك «هو السبب وراء كل المشكلات التى عانى منها
الشعب المصرى طيلة 30 عاما مضت»، وأنه «المتسبب فى الانهيار الذى أصاب الاقتصاد
المصرى».