شفيق يعد بالتحقيق في "مجزرة
التحرير" والجيش يفصل بين مؤيدين مبارك ومعارضيه
يتواصل توافد المتظاهرين على ميدان التحرير وسط القاهرة الخميس رغم
الاشتباكات العنيفة التي جرت امس بين مؤيدين لمبارك ومعارضين له ، فيما افادت مصادر
اخبارية بأن مظاهرات ستنطلق اليوم في مدينتي الاسكندرية والسويس للمطالبة بتنحي
الرئيس حسني مبارك.
ونقلت وكالة "رويترز" للانباء عن شهود عيان قولهم ان
مسلحين بالسكاكين وهروات من انصار مبارك يتجمعون في ميدان التحرير
.
وافاد مراسل قناة"الجزيرة" ان عدد من المتظاهرين من
المحافظات المختلفة يأتون الآن الى ميدان التحرير للانضمام الى
المحاصرين.وذكرت تقارير اخبارية ان الجيش يحاول اقامة حواجز في
ميدان التحرير بين مؤيدين لمبارك ومعارضين له ، فيما قامت عناصر من الجيش بمنع
المهاجمين من الصعود الى كوبري 6 أكتوبر . وقال مراسل لـ "رويترز" في الموقع إن هناك فاصلا
يبلغ حوالي 80 مترا بين الطرفين. وهذه هي المرة الأولى التي يشاهد فيها جنود الجيش
وهم يتحركون بحسم لوقف العنف.
في
هذة الاثناء ، افاد مراسل قناة "الجزيرة" بأن الآلاف يحتشدون عند مسجد القائد
ابراهيم في الاسكندرية شمال القاهرة للمطالبة بتنحي مبارك ولتأييد المتظاهرين في
ميدان التحرير، وفي السويس ،شمال شرق،ينوي المتظاهرون التجمع في ميدان الشهداء
للمطالبة برحيل مبارك.
وكانت اشتباكات عنيفة بدأت أمس الأربعاء حين حاول
أنصار الرئيس مبارك دخول ميدان التحرير في وسط العاصمة بالقوة في محاولة منهم
لإخراج الآلاف من المحتجين الذين يعتصمون هناك منذ أيام داعين إلى تنحي الرئيس. وقد
تراشق الطرفان بالحجارة في معارك كر وفر استمرت ساعات.
وبحسب روايات شهود
العيان رمى مؤيدو مبارك في وقت لاحق بقنابل حارقة وقطع من الاسمنت على المعتصمين في
ميدان التحرير من أسطح البنايات المجاورة.
وقال متظاهرون إنهم احتجزوا بعض
مثيري الشغب الذين يوصفون في مصر بـ"البلطجية" وتسليمهم إلى قوات الجيش.
وكانت
قوات الجيش قد رفضت التدخل، ولكنها أطلقت النار في الهواء في محاولة منها لتفريق
المتظاهرين.
واتهم المتظاهرون رجال شرطة بلباس مدني باقتحام الميدان
والاعتداء على المتحجين على حكم مبارك، وعرض بعض المتظاهرين هويات شرطة سقطت من
المقتحمين.
اشتباكات "التحرير"
وبعد هذة التطورات السريعة ، اعلنت وزارة الصحة الخميس مقتل خمسة
أشخاص وإصابة 836 آخرين في اشتباكات ميدان التحرير.
وقال الدكتور أحمد سامح
فريد وزير الصحة اليوم إن خمسة أشخاص قتلوا في أحداث العنف التي شهدها ميدان
التحرير بوسط القاهرة .
وقال الوزير في حديث هاتفي للتليفزيون المصري إن
معظم القتلى سقطوا نتيجة التعرض للرشق بالحجارة وهجمات بقضبان معدنية وهراوات.
وأضاف أنه انطلقت أعيرة نارية فجر اليوم.
وأضاف أن 836 جريحا نقلوا إلى
المستشفيات منهم 86 مصابا مازالوا يعالجون.
مشاورات مع
المعارضة
وحول
احداث ميدان التحرير ، ذكر التليفزيون المصري أن رئيس الوزراء الفريق احمد شفيق
اعلن انه سيتم التحقيق فيها ، بالاضافة الى انه بصدد اجراء اجتماع مع ممثلي
الاحزاب والقوي المعارضة للخروج من الأزمة.
ودعا شفيق اليوم كافة الأطراف الى الحفاظ على
مصر ولم الشمل وترجيح العقل حتى الوصول الى حلول للازمة الراهنة مؤكدا ان ما حدث في
ميدان التحرير بقلب القاهرة أمس "لن يمر مرور الكرام".
واعتبر شفيق في تصريح
للتليفزيون المصري ان ما حدث من صدام بين مؤيدين للرئيس حسني مبارك ومتظاهرين
معتصمين "خطأ قاتل" لم يكن مقدرا مشددا على أن ما حدث من صدامات دامية بين الجانبين
سيكون موضع تحقيق.
واشار في هذا الاطار الى أن حوارا بينه ونائب الرئيس
اللواء عمر سليمان من جانب ومجموعة من قوى المعارضة وممثلين لشباب المتظاهرين من
جانب آخر سيبدأ اليوم لايجاد مخرج للوضع الراهن وانهاء حالة التظاهر والاعتصام
لاستئناف العمل بمختلف أجهزة الدولة.
ولفت شفيق في الوقت نفسه الى أن
الاقتصاد المصري يتحمل خسائر وأعباء كبيرة بسبب الأحداث الجارية قائلا "كفانا خسائر
لأن ما يحدث الآن لا يقبله مواطن مصري" متمنيا "أن تخلص النوايا للخروج من المأزق
وعبور الأزمة الحالية".وكان رئيس الوزراء بدأ صباح الخميس في مباشرة
مهام عمله بمقر مجلس الوزراء وذلك للمرة الأولى منذ تشكيل الحكومة الجديدة يوم
الاثنين الماضي.
وذكر التليفزيون المصري أن شفيق أجرى اتصالات بالوزراء
لمتابعة آخر تطورات الأوضاع لتحقيق الاستقرار في مصر..ومن جانبها ، نفت الحكومة المصرية الخميس اي دور لها
في حشد المؤيدين للرئيس حسني مبارك ضد المحتجين المناهضين للنظام في ميدان التحرير
بوسط القاهرة وقالت انها ستحقق في من يقف وراء ذلك.وقال مجدي راضي المتحدث باسم الحكومة المصرية "اتهام
الحكومة بحشد هذا هو اختلاق محض. هذا سيهزم هدفنا في اعادة الهدوء" وأضاف ان
الحكومة فوجئت باعمال العنف.وقال ان الحكومة ستعمل على التعرف على من يقف وراء
ذلك.واعلن حزب "الوفد" المعارضة انه هيئته التنفيذية
العليا ستجتمع اليوم لبحث موقفها من الأحداث الأخيرة التي شهدها ميدان
التحرير.ومن جانبه ، بدأ عمر سليمان نائب الرئيس المصري
مشاوراته الخميس مع الاحزاب والقوى السياسية المعارضة لبحث الاوضاع التي تشهدها
البلاد حاليا .
وكان سليمان رهن بدء المشاورات مع القوى السياسية بانهاء
الاحتجاجات ، داعين المتظاهرين في ميدان التحرير إلى العودة الي بيوتهم والالتزام
بحظر التجول من أجل استعادة الهدوء.
ونقلت وكالة أنباء الشرق الاوسط المصرية
عن سليمان قوله إن الحوار مع المعارضة مرهون بانتهاء الاحتجاجات في
الشوارع.
وأكد سليمان "أن المشاركين في هذه التظاهرات قد وصلوا برسالتهم
بالفعل سواء من تظاهر منهم مطالبا بالإصلاح بشتى جوانبه أو من خرج معبرا عن تأييده
للسيد رئيس الجمهورية وما جاء بكلمته لأبناء الشعب مساء أمس".
وقال نائب
الرئيس إن الحوار مع القوى السياسية الذي "يضطلع به بناء على تكليف السيد الرئيس
يتطلب الامتناع عن التظاهرات وعودة الشارع المصري للحياة الطبيعية بما يتيح الأجواء
المواتية لاستمرار الحوار ونجاحه.وبدوره ، قال الناطق باسم جماعة الإخوان المسلمين محمد
مرسي لـ"سي ان ان" إن الجماعة ترفض تأجيل مبارك لتسليم السلطة وتطالب بالتغيير
حالا، مضيفا "نحن بحاجة لحقبة جديدة ولنظام جديد".
وقال متحدث باسم حركة
"كفاية" المعارضة في تصريح "للجزيرة" إن ما حدث أمس جعل المحتجين أكثر تصميما على
الاطاحة بالرئيس مبارك.
وأضاف إنه لن تكون هناك مفاوضات مع أي شخص في نظام
مبارك بعد ما حدث ومازال يحدث في ميدان التحرير.
وكان الرئيس مبارك وعد يوم الثلاثاء بتسليم السلطة في
سبتمبر/ايلول في محاولة لنزع فتيل تحد غير مسبوق لحكمه الذي بدأ قبل 30 عاما مما
اثار غضب المحتجين الذين يريدونه التنحي فورا ودفع الولايات المتحدة لان تقول ان
التغيير "لابد وان يبدأ الان".
وبعد ذلك بيوم طلب الجيش من المحتجين في
ميدان التحرير العودة الى بيوتهم، الى ان اندلعت مساء الأربعاء المواجهات بين
المؤيدين لمبارك والمعارضين له .
ايام
حاسمةفي
غضون ذلك ، توقع مسئول أمريكي مطلع على تطور الأحداث في مصر أن تسوء الأوضاع في هذا
البلد خلال الفترة المقبلة كثيرا، معتبرا أن اليومين المقبلين سيكونان حاسمين في
تحديد مسار الوضع هناك.
ونقلت شبكة "سي ان ان" الاخبارية الأمريكية عن
المسئول الذي رفض الكشف عن هويته إنه يتوقع أن تصبح الأوضاع "سيئة جدا" في الشارع
المصري خلال الفترة المقبلة، مضيفا إن اليوم أو اليومين المقبلين سيكون لهما الدور
الحاسم في تحديد مسار الأوضاع في البلاد.
وتساءل "هل سيواصل الجيش المصري
التصرف بشكل مسؤول أم أنه سينقسم؟ هل سيدرك الرئيس المصري حسني مبارك أن المطالب
الحقيقية للناس هي أن يقوم بنقل سريع للسلطة؟ لا أدري ما إذا كان لدى أحد إجابة
واضحة على هذه الأسئلة".
ومن جهة أخرى، قال مسئول عسكري للشبكة إن الاتصالات
الأمريكية تزايدت مع الحكومة المصرية خلال الساعات الماضية، وأعرب عن أمله في أن
يحافظ الجيش على حياده في الفترة المقبلة، ولكنه أبدى قلقه من أن تكون المواجهات
الجارية في ميدان التحرير بوسط القاهرة بين متظاهرين موالين للنظام وآخرين معارضين
"خيارا جديدا" اتخذه الأخير.
وأمل المسئول أن يقوم الجيش بالضغط على مبارك
لدفعه لمغادرة السلطة، وأضاف إنه مع مرور الوقت سيتضح الموقف الحقيقي للجيش بشكل
أفضل.