مواطنون يحطمون ما تبقى من مقر الوطني بملوي بالمنيا راحوا فين ولاد .... دول؟ مفيش ولا واحد من الـ .... دول، تلك كانت
أغلب الكلمات وعلامات الاستفهام علي ألسنة الأهالي والصبية الذي دفعهم
الفضول وساقتهم أرجلهم لدخول مقر الحزب الوطني المحترق بمدينة ملوي.
كان
مقر الحزب الوطني بمدينة ملوي جنوب المنيا هو أخر مقار الوطني علي مستوي
الجمهورية التي تتعرض للحرق من ثوار قبل رحيل الرئيس المخلوع حسني مبارك
عندما أشعل متظاهرون مقر الحزب قبل إعلان تنازل الرئيس المخلوع عن منصبه
بدقائق قليلة واستمرت ألسنة اللهب ترتفع فوقه عدة ساعات حتى ساعة متأخرة
من مساء أمس الأول الجمعة وظلت النيران تتصاعد من ذلك المقر رغم استخدام
وحدة الدفاع المدني بملوي ملايين الجالونات من المياه في عملية إطفاء شارك
فيها الأهالي خوفاً من وقوع كارثة بالمدينة لو انتقلت النيران لمبني
سنترال المدينة العملاق الملاصق لمقر الحزب.
واستغرب الأهالي مناورات النيران التي كانت تخمد مع طوفان المياه
المستخدمة في عملية الإطفاء ثم تعود لتستعر من جديد بسبب أطنان الأوراق
الموجودة داخل ذلك المقر في عدد من الدواليب وكأن ألسنة اللهب حملت داخلها
الغضب الثوري تجاه سياسات ذلك الحزب.... أو كانت تحتفل بسقوط عهد طالما
عاني فيه المصريون من القهر وتزوير الإرادة اللذان كان الوطني رمزا لهما.
ورصدت
كاميرا مصراوي صباح الاثنين فرحة الأهالي والصبية بدخولهم مقر تلك القوة
السلطوية دون ممانعة من أحد معبرين عما كبت داخلهم من رغبة على مدى عقود
مبادرين بتكسير ما تبقي واغتنام قليل من الأوراق المبللة التي أهملتها
ألسنة اللهب لتكون شاهدة علي سقوط رمز وزوال عهد.
وتنوعت تلك
الأوراق بين مضابط جلسات المجالس المحلية القروية ومحلي مركز ملوي الذي
كان يستقر في ضيافة الوطني بنفس المبني، كذلك استمارات عضوية للآلاف الذين
سعوا لتلك العضوية للارتقاء أو الترقي الوظيفي أو حماية مصالحهم.
عبر
الاندماج في عملية سياسية مهترءة من أقصر أبوابها ولم يخطر بأذهانهم أبداً
أن يأتي يوم تدوس أقدام العابرين طلباتهم أو تعبث أيدي أطفال الشوارع
بصورهم.