إذا ذكر يوم عرفة، فقد ذكر أفضل الأيام وأبركها، فليس ثمة يوم طلعت فيه الشمس، أو
غربت، هو خير من يوم عرفة أبداً، فقد ورد أن صيامه لغير الحاج يكفر ذنوب سنتين، ثبت
عن أبي قتادة أن رسول الله سُئل عن صوم يوم عرفة فقال: { يكفّر السنة الماضية
والباقية } [رواه مسلم]. وقد ورد أنه ما رئي إبليس في يوم هو أصغر و لا أحقر، ولا
أغيظ من عشية يوم عرفة
فضل صوم يوم عرفه :وهو
اليوم التاسع من ذي الحجة ، وقد أجمع العلماء على أن صوم يوم عرفة أفضل الصيام
أنه يوم مغفرة الذنوب والعتق من النار والمباهاة بأهل الموقف:
ففي صحيح مسلم
عن عائشة _رضي الله عنها_ عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ما من يوم أكثر من أن
يعتق الله فيه عبدأ من النار من يوم عرفة، وإنه ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة فيقول:
ما أراد هؤلاء؟).
وعن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن الله تعالى
يباهي ملائكته عشية عرفة بأهل عرفة، فيقول: انظروا إلى عبادي، أتوني شعثا غبراً)
رواه أحمد وصححه الألباني".
الإكثار من الدعاء بالمعفرة والعتق في هذا
اليوم، فإنه يرجى إجابة الدعاء فيه: فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (خير الدعاء
دعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك
له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير) "رواه الترمذي وحسنه
الألباني".
فعلى المسلم أن يتفرغ للذكر والدعاء والاستغفار في هذا اليوم العظيم،
وليدع لنفسه ولِوالديْه ولأهله وللمسلمين، ولا يتعدى في عدائه، ولا يستبطئ الإجابة،
ويلح في الدعاء، فطوبى لعبد فقه الدعاء في يوم الدعاء.