حرب 1967 أو حرب الأيام الستة/ هي حرب حدثت عام 1967 بين إسرائيل وكل من مصر و سوريا و الأردن وبمســـــــــاعدة لوجستية من لبنان و العراق و الجزائر و السعودية و الكويت أنتـــهت بإنتصار إسرائيل واستيلائها على قطاع غزة و الضفة الغربية و سيناء و هضبة الجولان
تعد حرب 1967 الحرب الثالثة ضمن سلسلة الحروب خاضهتا إسرائيل عدة دول عربية في ما سمي بالصراع العربـــــــــــي الإسرائيلي و قد انتـــهت باستيلاء إسرائيل على كامل,دوله فلسطين هذه المنطقة الجغرافية التي كانت السلطة القائمــــــة
عليها ما بين عام 1923 وحتى عام 1948 تدعى حكومة فلسطين تحت الانتداب البريطاني وتدعوا الأرض القائمة علــــــيها فلسطين. ومعظم أهلها من العرب المسلمين والمسيحيين بالإضافة إلى أقلية من اليهود. وكان نفوذ هذه السلطة يمتد على جميع الأراضي التي يدعوها اليهود اليوم إسرائيل ويعرفها غالبية الشعوب العربية بفلسطين ويطلقون عليها اسم فلسطين المحتلة. وهذه الأرض كانت جزءا من بلاد الشام لأكثر من أربعة عشر قرنا.
تسمى هذه الحرب (بالإنجليزية: Six Days War) وتترجمها المصادر الإسرائيلية وبعض المصادر العربية غير الرســــــــــمية
والأجنبية الناطقة بالعربية كـ (حرب الأيام الستة) بالعربية، بينما تشيع تسميتها الشعبية بالعربية كـ (النكسة).
اندلعت الحرب في 5 يونيو/حزيران 1967 بهجوم إسرائيلي على قواعد سلاح الجو المصري في سيناء كان هذا الـــهجوم النقطة الفاصلة بين فترة ثلاثة أسابيع من التوتر المتزايد والحرب الشاملة بين إسرائيل وكل من مصر، والأردن، وســـــوريا
في غضون الحرب قامت قوات عراقية - كانت مرابطة في الأردن - بمساندة قوات البلاد العربية.
1
مقدمات الحرب
-----------------------------------------------------------------------
تشكلت حالة التوتر تدريجيا منذ نهاية 1966 ففي 15 مايو 1967 عندما جاوزت قوات برية كبيرة من الجيش المصري قناة السويس ورابطت في شبه جزيرة سيناء لإظهار حالة الإستعداد بعد معلومات سوفيتية. غيرت هذه الخطوة و تطورات أخرى (راجع فقرة جذور الحرب بالأسفل) الحالة القائمة بين مصر وإسرائيل لأول مرة منذ أزمة السويس (1956) ودفع ذلك الحكومة الإسرائيلية إلى إعلان حالة تأهب في صفوف الجيش الإسرائيلي. في 16 مايو طالب الرئيس المصري إخلاء قوات الأمم المتحدة UNEF من سيناء وقطاع غزة. كانت هذه القوات الدولية تراقب وقف إطلاق النار بين إسرائيل ومصر منذ 1957. بعد مفاوضات فاشلة استمرت يومين مع كل من حكومتي مصر وإسرائيل، حيث أصرت مصر على إخلاء القوات الدولية ورفضت إسرائيل مرابطتها على الجانب الإسرائيلي من خط الهدنة، غادرت قوات الأمم المتحدة المنطقة في 18 مايو 1967 . في 22 مايو أعلنت مصر إغلاق مضيق تيران أمام السفن الإسرائيلية، الأمر الذي اعتبرته إسرائيل سببا للحرب. في 30 مايو وقع الرئيس المصري والعاهل الأردني على اتفاقة تحالف عسكري الذي أنهى النزاع بين الدولتين. في 5 يونيو شن الجيش الإسرائيلي هجوما على القوات المصرية في سيناء بينما بعث رئيس الوزراء الإسرائيلي برسالة للعاهل الأردني عبر وسيط أمريكي قائلا أن إسرائيل لا تهاجم الأردن إذا بقي الجيش الأردني خارج الحرب.
2
جذور الحرب - ما بين أزمة السويس ويونيو 1967
----------------------------------------------------------------
انتهت أزمة السويس بانسحاب إسرائيلي من شبه جزيرة سيناء وقطاع غزة في 8 مارس/آذار 1957 كما اتفقت إسرائيل ومصر على دخول قوات دولية تابعة لـلأمم المتحدة (UNEF) إلى المناطق التي انسحبت منها إسرائيل لحماية وقف إطلاق النار. بعد الإنسحاب أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي أن إسرائيل ستعتبر إعادة إغلاق الممر المائي في تيران أمام سفن إسرائيلية سبباً لحرب. بين مارس/آذار 1957 وأبريل/نيسان 1967 كانت الحدود بين إسرائيل ومصر هادئة نسبياً، بينما تكثفت الإشتباكات بين إسرائيل وسورية في 1964 بشأن النزاع على استغلال مياه نهر الأردن.
في نوفمبر/تشرين الثاني 1966، انتهى التفاهم بين الحكومتين الإسرائيلية والأردنية بشأن تهدئة الحدود الطويلة بين البلدين حيث قُتل 3 جنود إسرائيليون بانفجار لغم على خط الهدنة قرب قرية السموع بجنوبي الضفة الغربية في لواء الخليل الذي كان تابعا للمملكة الأردنية الهاشمية، فشنّ الجيش الإسرائيلي هجوماً متذرعين بهذه الحجة على قرية السموع الحدودية وهدم بيوتاً كثيرةً فيها وإدعت إسرائيل آنذاك أن 50 أردنياً وإسرائيلياً واحداً قُتلوا في تلك المعركة. وحسب تقارير الأمم المتحدة فإن خسائر الجيش الأردني لم تزد عن 16. وقد أعلن الإسرائيليون فيما بعد أن قائد الحملة الإسرائيلية في هذه المعركة قتل فيها أثناء القتال. وكان قد ورد في قرارات الأمم المتحدة عند إعلان وقف إطلاق النار عام 1948 في أحد شروطها أن تخلو الضفة الغربية من الأسلحة الثقيلة كالدبابات والمدفعية الثقيلة. إلا أن استخدام الإسرائيليين لهذه الأسلحة في هذه المعركة، حرضت سكان الضفة على المطالبة بإدخال الأسلحة الثقيلة، مما حدا بالملك حسين بإقرار دخولها20 نوفمبر/تشرين الثاني 1966 تحسبا لأي هجوم آخر بنفس المستوى.
طوال الشهور الأول من عام 1967 كانت الجبهة السورية مع إسرائيل مشتعلة بنيران متقطعة بين الجانبين, بسبب الاشتباكات المدفعية بين الجانبين و تسلل وحدات من المهاجمين الفلسطينين إلى داخل إسرائيل و تسلل وحدات كوماندوز إسرائيلية إلى داخل سوريا من جانب آخر[11],كان الإتجاه العام داخل إسرائيل يميل للتصعيد العسكري مع سوريا إلا أن ليفي أشكول رئيس الوزراء لم يكن في صف التصعيد إلا أن الضغط العسكري و شكاوي المستوطنات الإسرائيلية على الحدود دفعت بإتجاه التصعيد بصورة أكبر[12],ففي يوم 5 أبريل أعلن ليفي أشكول في الكنيست: "إن إسرائيل قررت أن ترد بالطريقة التي تراها ملائمة على سوريا, و أن الطريق إلى دمشق مفتوح"[13], في 7 أبريل (نيسان) 1967 أسقطت إسرائيل 6 طائرات سورية من طراز ميغ 21(إثنتان داخل سوريا و أربع آخرين منهم ثلاث طائرات داخل الأردن[14]) على خلفية تصاعد التوتر بين الجانبين, و تبادل لإطلاق النار و القصف,و أمر الملك حسين بتسليم الطيارين الثلاثة (وهم النقباء وقتها علي عنتر و محي الدين داوود و أحمد القوتلي)اللذين هبطو بالبارشوت داخل الأردن إلى سوريا[15],بعد أحداث سبعة أبريل كانت التوقعات تقريبا على كل الأصعدة بأن الحرب لا محالة ستنشب بين سوريا و إسرائيل, فعلى الجانب السوري زادت العمليات الفلسطينية ضد الإسرائيليين, و على الجانب الإسرائيلي هدد رابين و أشكول الجانب السوري بان الأسوأ لم يأت بعد, فوكالة المخابرات الأمريكية أخبرت الرئيس جونسون بإحتمالية وقوع تحركات ضد سوريا, و توصل المصريون إلى نفس الإستنتاج, كان اخطر التهديدات الإسرائيلية لسوريا ما نشرته وكالة أخبار الدولية للنشر (UPI) , كان الإعتقاد السائد وقتها ان المصدر المجهول لهذه التصريحات هو رابين, لكن ذلك المصدر كان الجنرال أهارون ياريف, رئيس الإستخبارات العسكرية, أثارت هذه التصريحات موجة عارمة من القلق على الصعيد العربي[16], في 28 أبريل أبلغ وكيل وزارة الخارجية السوفيتية سيميونوف نائب الرئيس المصري أنور السادات أن ليفي أشكول بعث برسالة إلى الكسي كوسجين رئيس الوزراء السوفيتي حول الأوضاع على الجبهة السورية الإسرائيلية يحمل فيها سوريا مسئولية الإستفزاز, و أن رئيس الوزراء الروسي قام بتقريع السفير الإسرائيلي بسبب حشدها لقوات ضد سوريا, فاخبره السفير الإسرائيلي أنه مخول بنفي تلك المعلومات, و ان ليفي أشكول طلب من السفير الروسي الذهاب بنفسه لزيارة الجبهة الشمالية للتأكد, فرفض الاخير معللا ذلك بقدرة الإتحاد السوفيتي على معرفة الحقيقة بوسائله الخاصة[17],في 13 مايو 1967 أبلغ مندوب المخابرات السوفيتي "سيرجي" (كان مستشارا بالسفارة السوفيتية بالقاهرة) مدير المخابرات العامة المصرية بأنه يوجد 11 لواءا إسرائيليا محتشدا على الجبهة السورية [18],في 14 مايو أصدر المشير عبد الحكيم عامر أوامره بوضع جميع وحدات الجيش المصري على أهبة الإستعداد, بسبب الحشود الإسرائيلية الكثيفة على الحدود مع سوريا, و عندما ناقشه رئيس العمليات اللواء أنور القاضي في عدم جاهزية الجيش للحرب, اخبره المشير بأللا يقلق, فالقتال لم يكن جزءا من الخطة الموضوعة و إنما استعراض كرد على التهديدات الإسرائيلية لسوريا[19].في 15 مايو ذهب الفريق محمد فوزي إلى سوريا, ولم يستطع الحصول على أي معلومة تؤيد المعلومات الروسية, حتى الصور الجوية لم تظهر أي تغيير في مواقع القوات الإسرائيلية في يومي 12 و 13 مايو[20]. في 15 مايو بدأت مصر بتكثيف قواتها في سيناء , و نظر إلى هذه التحركات من قبل الإستخبارات الأمريكية و البريطانية على أنها "تحركات دفاعية تهدف لإظهار للتضامن مع السوريين في وجه التهديدات الإسرائيلية", حتى ان الإسرائيلين لم يظهروا قلقا كبيرا تجاه هذا التحركات, حتى عندما حذر رابين أنهم لا يمكنهم ترك الجنوب بدون تعزيزات,لم يثر الأمر قلقا كبيرا لتشابه تلك الخطوة مع تحركات سابقة تمت عام 1960 في ظل مشاكل حدثت على الجبهة السورية وقتها, وذهب القادة الإسرائيلين للمشاركة في احتفال عسكري بالذكري التاسعة عشرة لقيام دولة إسرائيل[21]. و في 16 مايو طالبت مصر القوات الدولية بالخروج من أراضيها في خطاب وجهه الفريق أول محمد فوزي إلى قائد القوات الدولية الجنرال الهندي ريخي و قام بتسليمه العميد عز الدين مختار يطالبه فيه بسحب جميع جنوده, للحفاظ على سلامتهم , و ذلك بسبب حالة التأهب التي عليها الجيش و تركيز القوات على الحدود الشرقية استعدادا لأي هجوم من إسرائيل[22].في البداية تعامل الإسرائيليون بتفهم مع التحركات المصرية, كان الإسرائيليون مايزالوا في حالة تركيز على الوضع السوري[23]. في 22 مايو أعلنت مصر إغلاق مضيق تيران أمام السفن إسرائيلية المتجهة إلى ميناء إيلات. اعتبرت إسرائيل هذه الخطوة إعلان حرب نسبة إلى تصريح رئيس وزرائها بعد أزمة السويس وتكثيف القوات المصرية في سيناء.
في 5 يونيو (حزيران) 1967 شن سلاح الجو الإسرائيلي هجوما مباغتا على جميع المرافق الجوية المصرية ودمرها خلال 3 ساعات مطلقا بذلك شرارة الحرب.
3
العمليـات العسكـرية
------------------------------------------------------------------------------------------
عند الشروع بالعمليات العسكرية استثمرت القيادة الإسرائيلية جملة عوامل الهدف منها جني الأرباح من معركتها المزمعة، أهمها:
* بسبب صغر حجم إسرائيل النسبي ومحدودية جيشها استخدمت استراتيجية استندت فيها على الاستفادة من جميع العوامل والظروف والطاقات من سوقية وتعبوية عسكرية منها تحديد الأهداف من الحرب، حيث رأت إسرائيل أن من أهم الأهداف المتوخاة من الحرب هي تثبيت ركائز الدولة العبرية الفتية من خلال ضرورة استثمار الحقبة التي كانت تشهد نشأة وتأسيس الدول العربية الحديثة العهد بمؤسسات الدولة والمجتمع المدني والعسكري كونها ناشئة حديثا من انفصال ولايات وإمارات عثمانية كدول حديثة الإستقلال تمتلك فلسفة مجتمع وبرامج عمل واسترتيجيات قيد التكوين. كما اعتمدت إسرائيل بسبب هشاشة تكوينها كدولة على دولة عظمى من خلال عقد المعاهدات الاستراتيجية التي من خلالها تقدم الخدمات الجلى لتلك الدول أو من خلال تأثيرات الجاليات اليهودية المتنفذة سياسيا واقتصاديا فيها أو ما يسمى باللوبي الداعم لإسرائيل (الأيباك) (بالإنجليزية: AIPAC) المشكل من الزعامات والقيادات اليهودية الأمريكية.[25]
* اعتمدت إسرائيل على الحرب الاعلامية.
* أطلقت حملة من الحرب النفسية.
* استغلت القضية اليهودية القديمة في أوروبا المستندة على الظلم الواقع على اليهود ومعاناتهم من اضطهاد الأعراق غير السامية أي ما يسمى "بالعداء للسامية" كقضية ديريفوس وغيرها ، وآخرها اضطهاد نظام هتلر لهم بما يسمى محارق الهولوكوست .
* أطلقت حملة دعم في اميركا وإنجلتراتحديداً من خلال الكنائس البروتستانتية ذات العقيدة القريبة من الفكر اللاهوتي التوراتي معتمدةً على التلمود المشترك بين اليهودية وتلك الطائفة التي يدين بها اغلب الإنجليز والاكثرية الساحقة من الاميركان. استغلت إسرائيل عوامل عربية داخلية أخرى مثل انشغال الدول العربية بانقلابات فاشلة او بلبلة داخلية كتكفير الاخوان المسلمين للحكومة المصرية ومحاولاتهم قلب نظام الحكم والتحريض على حرق معامل حلوان الأمر الذي أشغل الدولة كثيراً مما ترتب عليه إصدار أحكام إعدام بحق المحرض على العملية سيد قطب .وكذلك استثمرت الأدوار التي لعبها الجواسيس من اليهود العرب وغيرهم مثل منير روفا الذي اختطف طائرة ميغ 21 وعزرا ناجي زلخا وايلي كوهين وغيرهم، في جمع المعلومات عن السلاح العربي للتعرف على أسراره ومواجهته والعمل كطابور خامس لتحطيم الجبهات الداخلية العربية.
* اعتمدت على مبدأ التفوق في السلاح فبعد أن كانت القوات العربية متفوقة تسليحيا لغاية عام 1965 عقدت إسرائيل عدد مهم من الاتفاقات لإعادة تسليحها بأحدث الأسلحة الغربية.
* اعتمدت كذلك على مبدأ التفوق الجوي في ساحة المعركة ذلك لوهن الجندي الإسرائيلي وومحدودية حيلته وعدده. و بنت قيادة الجيش والأركان الإسرائيلية خططها على الانفراد بكل جبهة عربية على حدة لعدم امكانيتها من فتح أكثر من جبهة في آن واحد].
* اعتمدت على الدول الكبرى من خلال عدم فسح المجال للقوات العربية بالمبادئة واختيار الزمان والمكان المناسبين لأي تخطيط عسكري تعبوي وعدم فسح المجال أو إعطاء فرصة للقوات العربية بتنظيم قطاعاتها لصد الهجوم أو القيام بهجوم مقابل من خلال إلتزام الدول الكبرى الأعضاء بمجلس الأمن باصدار قرار وقف إطلاق النار بعد إتمام العدوان مباشرة لإظهار العرب وكأنهم اخترقوا القرارات والمواثيق الدولية وبهذا يستحقون الردع والعقاب ، وقد كان من أهم أسباب هزيمة الجبهة المصرية الهجمات اللتى قامت.
أثناء بدء العمليات قامت القوة الجوية الإسرائيلية بضرب المطارات والقواعد الجوية العربية وتحطيم طائراتها ، وكذلك إستفادت من الضربة الجوية اللتى قامت بها القوات الجوية الأمريكية والبريطانية اللتان كانتا متمركزتان بقاعدتى هويلز والعدم بليبيا واللتى كان من أهم نتائجها تحييد سلاح الجو المصرى واللذى كان بإمكانه تقديم الدعم والغطاء الجوى للقوات المصرية أثناء العمليات العسكرية أو حتى أثناء الإنسحاب ، ثم استثمرت تحرك الوحدات العربية في عملية إعادة التنظيم الخاصة بالقيادة العربية المشتركة وشنت هجوماً بالدروع باستخدام اسلوب الحرب الخاطفة على الضفة الغربية التي كانت تابعة للاردن وعلى مرتفعات الجولان السورية وقطاع غزة الذي كان تابعاً لمصر ولسيناء كل على انفراد حيث استعملت الأسلحة المحرمة دولياً كالنابالم وقذائف البازوكا. حدث ارتباك لدى القوات المصرية بسبب قرار الانسحاب العشوائي الخاطيء الذي اصدره القائد العام للقوات المسلحة المصرية المشير عبد الحكيم عامر ، في الوقت الذي قررت فيه الوحدات السورية إعادة تنظيمها للرد على المعركة أو الضربة الأولى .إلا أن مجلس الأمن سارع بإصدار قرار وقف إطلاق النار ففسح ذلك المجال أمام القوات الإسرائيلية بتنظيم وحداتها فيما يسمى عسكرياً استثمار الفوز. شارك الرئيس العراقي عبد الرحمن عارف بقوات عسكرية لدعم الجبهة على الرغم من القوات الكبيرة الرابضة في المفرق في الأردن الا ان الدعم الأمريكي والبريطاني والفرنسي المعلن بالتدخل في حالة رد الدول العربية على العدوان مالم تستجيب لقرار مجلس الامن الدولي 242 ، الامر الذي افشل خطط الهجوم المقابل العربية وجعل إسرائيل بواقع المنتصر
4
الساعة __________________________________________________ __________ الحدث
الإثنين __________________________________ 5 يونيو 1967
07:45 صباحا __________________________________________ الساعة إسرائيل تشن ضربة جوية استباقية تستهدف القواعد الجوية المصرية وتدمر الجانب الأكبر من السلاح الجوي المصري
08:15 صباحا __________________________________________ القوات الإسرائيلية تقتحم قطاع غزة وشبه جزيرة سيناء.
09:45 __________________________________________ المدفعية الأردنية تقصف القدس ووسط إسرائيل..طائرة أردنية تحاول شن غارة على تل أبيب. طائرات عراقية تقصف مدينة نتانيا وقاعدة رامات ديفيد
12:00 ظهرا __________________________________________ إسرائيل تقصف مطارات سورية
القوات الأردنية تستولي على مقار تابعة للأمم المتحدة في القدس في جبل المكبر.
الطائرات السورية تتوغل داخل فلسطين وتقصف أهدافا في حيفا وعمق إسرائيل.
سلاح المدفعية السوري يدمر مواقع تمركز قوات إسرائيلية
17:00 مساء __________________________________________ المدفعية الأردنية تقصف تل أبيب.
طائرات إسرائيلية تقصف قاعدة جوية عراقية غرب العراق.
18:00 مساء __________________________________________ المدفعية السورية تقصف روش بينا شمال إسرائيل.
الثلاثاء __________________________________ 6 يونيو 1967
القوات الإسرائيلية تواصل تقدمها في سيناء
03:00 صباحا __________________________________________ قوة إسرائيلية تستولي على مركز شرطة اللطرون المحصن على حافة الضفة الغربية وقوة أخرى تقطع الطريق بين القدس ورام الله.
06:15 صباحا __________________________________________ قوات مظلية إسرائيلية تستولي على "تلة الذخيرة" وهو موقع أردني بشرق الأردن.
13:00 بعد الظهر __________________________________________ استسلام مدينتي رام الله وجنين للقوات الإسرائيلية. والجيش الإسرائيلي يستكمل استيلاءه على قطاع غزة.
17:20 مساء __________________________________________ الجيش الإسرائيلي يستولي على قلقيلية
20:00 مساء __________________________________________ صدور أوامر بالانسحاب الكامل للجيش المصري
24:00 منتصف الليل _____________________________________ صدور أوامر بالانسحاب الكامل للجيش الأردني.
الأربعاء __________________________________ 7يونيو 1967
10:00 صباحا _____________________________________ إسرائيل تستكمل احتلال البلدة القديمة في القدس.
12:15 بعد الظهر _____________________________________ صدور أوامر نهائية للقوات الأردنية بالانسحاب
طائرات سورية تقصف مواقع في وسط إسرائيل .
19:30 مساء _____________________________________ سقوط أريحا.
الخميس __________________________________ 8يونيو 1967
15:20 مساء ______________________ مصر تقبل وقف إطلاق النار.
الجمعة __________________________________ 9يونيو 1967
01:00 صباحا ______________________ طلائع القوات المدرعة الإسرائيلية تصل إلى قناة
السويس وتحتل كامل سيناء المصرية.
11:30 صباحا ______________________ الجيش الإسرائيلي يبدأ الزحف صوب الخطوط السورية ويواجه بنيران كثيفة.
القوات السورية تركز القصف على تمركز الجيش الإسرائيلي
السبت __________________________________ 10يونيو 1967
14:30 مساء ______________________ إسرائيل تستولي على مدينة القنيطرة بهضبة الجولان السورية بعد معارك عنيفة.
15:00 مساء ______________________ وزير الدفاع الإسرائيلي موشي ديان يلتقي الجنرال أود بول من الأمم المتحدة للموافقة على وقف إطلاق النار اعتبارا من الساعة 18:00.
.
5
الأسباب المباشرة لإخفاق الجيوش العربية
---------------------------------------------------------------------------------
كان انتصار إسرائيل في معاركها في عام 1967 م راجعاً إلى عدة أسباب منها:
1. غياب الخطط العسكرية الحربية على مستوى القيادة العربية الموحدة بسبب غياب إرادة القتال لدى القيادات العربية.
2. الاستعداد الإسرائيلي التام للحرب.
3. استخدام إسرائيل لعنصر المفاجأة في ضرب القوات العربية، حيث لم يتوقع العرب هجوماُ عند الفجر لكن إسرائيل نفذت الهجوم في هذا الوقت؛ مما أفقد العرب توازنهم وسبب خسائر فادحة في صفوف القوات العربية.
4. تفوق القوات الإسرائيلية المسلحة بأفضل الأسلحة الغربية الحديثة وخاصة سلاح الطيران الإسرائيلي الذي سيطرت به إسرائيل على ميادين القتال في جبهات مختلفة.
5. مساندة الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية لإسرائيل عسكرياً واقتصادياً.
6. نقص التدريب الجيد والأسلحة المتطورة في صفوف الجيوش العربية. (بالرغم من أن الجيش الأردني تمكن من دحر هجوم إسرائيلي رئيسي استهدف احتلال المزيد من الأراض العربية في معركة الكرامة في 21 مارس 1968 بعد بضعة أشهر فقط من حرب 1967 بنفس التسليح ودون غطاء .
6
خسائر الحرب
----------------------------------------------
* إسرائيل: كانت خسائر إسرائيل متواضعة بالنسبة للدول العربية.فقد كانت كما يلي (26):
الجبهة الأردنية:مقتل 480 إسرائيلي
الجبهة المصرية: مقتل 238 إسرائيلي
الجبهة السورية مقتل 141 إسرائيلي
* اما الخسائر العربية فكانت كما يلي:
مصر: استشهاد 11500 جندي مصري
سوريا: استشهاد 2500 جندي سوري
الأردن: استشهاد 700 جندي أردني
7
تداعيات الحرب
----------------------------------------------
عل من أسوأ نتائج الحرب من وجهة نظر قطاع غزة وشبه جزيرة سيناء وهضبة الجولان، وتحطم معنويات الجيوش العربية وأسلحتها وبعد اجراء المحاكمات لمتسببي الفشل العسكري وبعد مضي فترة من الزمن اخذت تتكشف الحقائق عن اخفاق القائد العام للقوات المسلحة المشير عبد الحكيم عامر بوضع الخطط وتنفيذها بالشكل الصحيح بضمنها خطط الانسحاب العشوائي. وصدر عن مجلس الأمن القرار 242 في تشرين ثاني 1967 الذي يدعوا إسرائيل إلى الانسحاب من الأراضي التي احتلتها في حزيران 1967 وبعودة اللاجئين إلى ديارهم .
أدت حرب 1967 إلى إعادة تنظيم الخطط العسكرية العربية واعدة تنظيم قطعها. •كذلك قيام القوات المصرية والسورية بحرب الاستنزاف على القوات الإسرائيلية وكانت من منجزاتها عملية ايلات التي تم الهجوم على ميناء أم الرشاش الذي اسمته إسرائيل إيلات حيت تم تلغيم الميناء وقتل عدد من العسكريين وإغراق بارجة إسرائيلية. ولم تتوقف العمليات العسكرية السورية في الجولان من بعد 1967 واستمرت حرب الاستنزاف عدة سنوات ، من جهتها استخدمت إسرائيل الحرب النفسية والإعلامية لتصوير هذه الحرب على انها نكسة وهزيمة لشل القدرة العربية على القتال لكن مماطلة الإسرائيليين في تنفيذ قرار الأمم المتحدة أدت إلى تفكير العرب بالحرب مرة أخرى وكان ذلك في 6 أكتوبر/ تشرين الأول 1973م.
حرب 1967 أو حرب الأيام الستة/ هي حرب حدثت عام 1967 بين إسرائيل وكل من مصر و سوريا و الأردن وبمســـــــــاعدة لوجستية من لبنان و العراق و الجزائر و السعودية و الكويت أنتـــهت بإنتصار إسرائيل واستيلائها على قطاع غزة و الضفة الغربية و سيناء و هضبة الجولان
تعد حرب 1967 الحرب الثالثة ضمن سلسلة الحروب خاضهتا إسرائيل عدة دول عربية في ما سمي بالصراع العربـــــــــــي الإسرائيلي و قد انتـــهت باستيلاء إسرائيل على كامل,دوله فلسطين هذه المنطقة الجغرافية التي كانت السلطة القائمــــــة
عليها ما بين عام 1923 وحتى عام 1948 تدعى حكومة فلسطين تحت الانتداب البريطاني وتدعوا الأرض القائمة علــــــيها فلسطين. ومعظم أهلها من العرب المسلمين والمسيحيين بالإضافة إلى أقلية من اليهود. وكان نفوذ هذه السلطة يمتد على جميع الأراضي التي يدعوها اليهود اليوم إسرائيل ويعرفها غالبية الشعوب العربية بفلسطين ويطلقون عليها اسم فلسطين المحتلة. وهذه الأرض كانت جزءا من بلاد الشام لأكثر من أربعة عشر قرنا.
تسمى هذه الحرب (بالإنجليزية: Six Days War) وتترجمها المصادر الإسرائيلية وبعض المصادر العربية غير الرســــــــــمية
والأجنبية الناطقة بالعربية كـ (حرب الأيام الستة) بالعربية، بينما تشيع تسميتها الشعبية بالعربية كـ (النكسة).
اندلعت الحرب في 5 يونيو/حزيران 1967 بهجوم إسرائيلي على قواعد سلاح الجو المصري في سيناء كان هذا الـــهجوم النقطة الفاصلة بين فترة ثلاثة أسابيع من التوتر المتزايد والحرب الشاملة بين إسرائيل وكل من مصر، والأردن، وســـــوريا
في غضون الحرب قامت قوات عراقية - كانت مرابطة في الأردن - بمساندة قوات البلاد العربية.
1
مقدمات الحرب
-----------------------------------------------------------------------
تشكلت حالة التوتر تدريجيا منذ نهاية 1966 ففي 15 مايو 1967 عندما جاوزت قوات برية كبيرة من الجيش المصري قناة السويس ورابطت في شبه جزيرة سيناء لإظهار حالة الإستعداد بعد معلومات سوفيتية. غيرت هذه الخطوة و تطورات أخرى (راجع فقرة جذور الحرب بالأسفل) الحالة القائمة بين مصر وإسرائيل لأول مرة منذ أزمة السويس (1956) ودفع ذلك الحكومة الإسرائيلية إلى إعلان حالة تأهب في صفوف الجيش الإسرائيلي. في 16 مايو طالب الرئيس المصري إخلاء قوات الأمم المتحدة UNEF من سيناء وقطاع غزة. كانت هذه القوات الدولية تراقب وقف إطلاق النار بين إسرائيل ومصر منذ 1957. بعد مفاوضات فاشلة استمرت يومين مع كل من حكومتي مصر وإسرائيل، حيث أصرت مصر على إخلاء القوات الدولية ورفضت إسرائيل مرابطتها على الجانب الإسرائيلي من خط الهدنة، غادرت قوات الأمم المتحدة المنطقة في 18 مايو 1967 . في 22 مايو أعلنت مصر إغلاق مضيق تيران أمام السفن الإسرائيلية، الأمر الذي اعتبرته إسرائيل سببا للحرب. في 30 مايو وقع الرئيس المصري والعاهل الأردني على اتفاقة تحالف عسكري الذي أنهى النزاع بين الدولتين. في 5 يونيو شن الجيش الإسرائيلي هجوما على القوات المصرية في سيناء بينما بعث رئيس الوزراء الإسرائيلي برسالة للعاهل الأردني عبر وسيط أمريكي قائلا أن إسرائيل لا تهاجم الأردن إذا بقي الجيش الأردني خارج الحرب.
2
جذور الحرب - ما بين أزمة السويس ويونيو 1967
----------------------------------------------------------------
انتهت أزمة السويس بانسحاب إسرائيلي من شبه جزيرة سيناء وقطاع غزة في 8 مارس/آذار 1957 كما اتفقت إسرائيل ومصر على دخول قوات دولية تابعة لـلأمم المتحدة (UNEF) إلى المناطق التي انسحبت منها إسرائيل لحماية وقف إطلاق النار. بعد الإنسحاب أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي أن إسرائيل ستعتبر إعادة إغلاق الممر المائي في تيران أمام سفن إسرائيلية سبباً لحرب. بين مارس/آذار 1957 وأبريل/نيسان 1967 كانت الحدود بين إسرائيل ومصر هادئة نسبياً، بينما تكثفت الإشتباكات بين إسرائيل وسورية في 1964 بشأن النزاع على استغلال مياه نهر الأردن.
في نوفمبر/تشرين الثاني 1966، انتهى التفاهم بين الحكومتين الإسرائيلية والأردنية بشأن تهدئة الحدود الطويلة بين البلدين حيث قُتل 3 جنود إسرائيليون بانفجار لغم على خط الهدنة قرب قرية السموع بجنوبي الضفة الغربية في لواء الخليل الذي كان تابعا للمملكة الأردنية الهاشمية، فشنّ الجيش الإسرائيلي هجوماً متذرعين بهذه الحجة على قرية السموع الحدودية وهدم بيوتاً كثيرةً فيها وإدعت إسرائيل آنذاك أن 50 أردنياً وإسرائيلياً واحداً قُتلوا في تلك المعركة. وحسب تقارير الأمم المتحدة فإن خسائر الجيش الأردني لم تزد عن 16. وقد أعلن الإسرائيليون فيما بعد أن قائد الحملة الإسرائيلية في هذه المعركة قتل فيها أثناء القتال. وكان قد ورد في قرارات الأمم المتحدة عند إعلان وقف إطلاق النار عام 1948 في أحد شروطها أن تخلو الضفة الغربية من الأسلحة الثقيلة كالدبابات والمدفعية الثقيلة. إلا أن استخدام الإسرائيليين لهذه الأسلحة في هذه المعركة، حرضت سكان الضفة على المطالبة بإدخال الأسلحة الثقيلة، مما حدا بالملك حسين بإقرار دخولها20 نوفمبر/تشرين الثاني 1966 تحسبا لأي هجوم آخر بنفس المستوى.
طوال الشهور الأول من عام 1967 كانت الجبهة السورية مع إسرائيل مشتعلة بنيران متقطعة بين الجانبين, بسبب الاشتباكات المدفعية بين الجانبين و تسلل وحدات من المهاجمين الفلسطينين إلى داخل إسرائيل و تسلل وحدات كوماندوز إسرائيلية إلى داخل سوريا من جانب آخر[11],كان الإتجاه العام داخل إسرائيل يميل للتصعيد العسكري مع سوريا إلا أن ليفي أشكول رئيس الوزراء لم يكن في صف التصعيد إلا أن الضغط العسكري و شكاوي المستوطنات الإسرائيلية على الحدود دفعت بإتجاه التصعيد بصورة أكبر[12],ففي يوم 5 أبريل أعلن ليفي أشكول في الكنيست: "إن إسرائيل قررت أن ترد بالطريقة التي تراها ملائمة على سوريا, و أن الطريق إلى دمشق مفتوح"[13], في 7 أبريل (نيسان) 1967 أسقطت إسرائيل 6 طائرات سورية من طراز ميغ 21(إثنتان داخل سوريا و أربع آخرين منهم ثلاث طائرات داخل الأردن[14]) على خلفية تصاعد التوتر بين الجانبين, و تبادل لإطلاق النار و القصف,و أمر الملك حسين بتسليم الطيارين الثلاثة (وهم النقباء وقتها علي عنتر و محي الدين داوود و أحمد القوتلي)اللذين هبطو بالبارشوت داخل الأردن إلى سوريا[15],بعد أحداث سبعة أبريل كانت التوقعات تقريبا على كل الأصعدة بأن الحرب لا محالة ستنشب بين سوريا و إسرائيل, فعلى الجانب السوري زادت العمليات الفلسطينية ضد الإسرائيليين, و على الجانب الإسرائيلي هدد رابين و أشكول الجانب السوري بان الأسوأ لم يأت بعد, فوكالة المخابرات الأمريكية أخبرت الرئيس جونسون بإحتمالية وقوع تحركات ضد سوريا, و توصل المصريون إلى نفس الإستنتاج, كان اخطر التهديدات الإسرائيلية لسوريا ما نشرته وكالة أخبار الدولية للنشر (UPI) , كان الإعتقاد السائد وقتها ان المصدر المجهول لهذه التصريحات هو رابين, لكن ذلك المصدر كان الجنرال أهارون ياريف, رئيس الإستخبارات العسكرية, أثارت هذه التصريحات موجة عارمة من القلق على الصعيد العربي[16], في 28 أبريل أبلغ وكيل وزارة الخارجية السوفيتية سيميونوف نائب الرئيس المصري أنور السادات أن ليفي أشكول بعث برسالة إلى الكسي كوسجين رئيس الوزراء السوفيتي حول الأوضاع على الجبهة السورية الإسرائيلية يحمل فيها سوريا مسئولية الإستفزاز, و أن رئيس الوزراء الروسي قام بتقريع السفير الإسرائيلي بسبب حشدها لقوات ضد سوريا, فاخبره السفير الإسرائيلي أنه مخول بنفي تلك المعلومات, و ان ليفي أشكول طلب من السفير الروسي الذهاب بنفسه لزيارة الجبهة الشمالية للتأكد, فرفض الاخير معللا ذلك بقدرة الإتحاد السوفيتي على معرفة الحقيقة بوسائله الخاصة[17],في 13 مايو 1967 أبلغ مندوب المخابرات السوفيتي "سيرجي" (كان مستشارا بالسفارة السوفيتية بالقاهرة) مدير المخابرات العامة المصرية بأنه يوجد 11 لواءا إسرائيليا محتشدا على الجبهة السورية [18],في 14 مايو أصدر المشير عبد الحكيم عامر أوامره بوضع جميع وحدات الجيش المصري على أهبة الإستعداد, بسبب الحشود الإسرائيلية الكثيفة على الحدود مع سوريا, و عندما ناقشه رئيس العمليات اللواء أنور القاضي في عدم جاهزية الجيش للحرب, اخبره المشير بأللا يقلق, فالقتال لم يكن جزءا من الخطة الموضوعة و إنما استعراض كرد على التهديدات الإسرائيلية لسوريا[19].في 15 مايو ذهب الفريق محمد فوزي إلى سوريا, ولم يستطع الحصول على أي معلومة تؤيد المعلومات الروسية, حتى الصور الجوية لم تظهر أي تغيير في مواقع القوات الإسرائيلية في يومي 12 و 13 مايو[20]. في 15 مايو بدأت مصر بتكثيف قواتها في سيناء , و نظر إلى هذه التحركات من قبل الإستخبارات الأمريكية و البريطانية على أنها "تحركات دفاعية تهدف لإظهار للتضامن مع السوريين في وجه التهديدات الإسرائيلية", حتى ان الإسرائيلين لم يظهروا قلقا كبيرا تجاه هذا التحركات, حتى عندما حذر رابين أنهم لا يمكنهم ترك الجنوب بدون تعزيزات,لم يثر الأمر قلقا كبيرا لتشابه تلك الخطوة مع تحركات سابقة تمت عام 1960 في ظل مشاكل حدثت على الجبهة السورية وقتها, وذهب القادة الإسرائيلين للمشاركة في احتفال عسكري بالذكري التاسعة عشرة لقيام دولة إسرائيل[21]. و في 16 مايو طالبت مصر القوات الدولية بالخروج من أراضيها في خطاب وجهه الفريق أول محمد فوزي إلى قائد القوات الدولية الجنرال الهندي ريخي و قام بتسليمه العميد عز الدين مختار يطالبه فيه بسحب جميع جنوده, للحفاظ على سلامتهم , و ذلك بسبب حالة التأهب التي عليها الجيش و تركيز القوات على الحدود الشرقية استعدادا لأي هجوم من إسرائيل[22].في البداية تعامل الإسرائيليون بتفهم مع التحركات المصرية, كان الإسرائيليون مايزالوا في حالة تركيز على الوضع السوري[23]. في 22 مايو أعلنت مصر إغلاق مضيق تيران أمام السفن إسرائيلية المتجهة إلى ميناء إيلات. اعتبرت إسرائيل هذه الخطوة إعلان حرب نسبة إلى تصريح رئيس وزرائها بعد أزمة السويس وتكثيف القوات المصرية في سيناء.
في 5 يونيو (حزيران) 1967 شن سلاح الجو الإسرائيلي هجوما مباغتا على جميع المرافق الجوية المصرية ودمرها خلال 3 ساعات مطلقا بذلك شرارة الحرب.
3
العمليـات العسكـرية
------------------------------------------------------------------------------------------
عند الشروع بالعمليات العسكرية استثمرت القيادة الإسرائيلية جملة عوامل الهدف منها جني الأرباح من معركتها المزمعة، أهمها:
* بسبب صغر حجم إسرائيل النسبي ومحدودية جيشها استخدمت استراتيجية استندت فيها على الاستفادة من جميع العوامل والظروف والطاقات من سوقية وتعبوية عسكرية منها تحديد الأهداف من الحرب، حيث رأت إسرائيل أن من أهم الأهداف المتوخاة من الحرب هي تثبيت ركائز الدولة العبرية الفتية من خلال ضرورة استثمار الحقبة التي كانت تشهد نشأة وتأسيس الدول العربية الحديثة العهد بمؤسسات الدولة والمجتمع المدني والعسكري كونها ناشئة حديثا من انفصال ولايات وإمارات عثمانية كدول حديثة الإستقلال تمتلك فلسفة مجتمع وبرامج عمل واسترتيجيات قيد التكوين. كما اعتمدت إسرائيل بسبب هشاشة تكوينها كدولة على دولة عظمى من خلال عقد المعاهدات الاستراتيجية التي من خلالها تقدم الخدمات الجلى لتلك الدول أو من خلال تأثيرات الجاليات اليهودية المتنفذة سياسيا واقتصاديا فيها أو ما يسمى باللوبي الداعم لإسرائيل (الأيباك) (بالإنجليزية: AIPAC) المشكل من الزعامات والقيادات اليهودية الأمريكية.[25]
* اعتمدت إسرائيل على الحرب الاعلامية.
* أطلقت حملة من الحرب النفسية.
* استغلت القضية اليهودية القديمة في أوروبا المستندة على الظلم الواقع على اليهود ومعاناتهم من اضطهاد الأعراق غير السامية أي ما يسمى "بالعداء للسامية" كقضية ديريفوس وغيرها ، وآخرها اضطهاد نظام هتلر لهم بما يسمى محارق الهولوكوست .
* أطلقت حملة دعم في اميركا وإنجلتراتحديداً من خلال الكنائس البروتستانتية ذات العقيدة القريبة من الفكر اللاهوتي التوراتي معتمدةً على التلمود المشترك بين اليهودية وتلك الطائفة التي يدين بها اغلب الإنجليز والاكثرية الساحقة من الاميركان. استغلت إسرائيل عوامل عربية داخلية أخرى مثل انشغال الدول العربية بانقلابات فاشلة او بلبلة داخلية كتكفير الاخوان المسلمين للحكومة المصرية ومحاولاتهم قلب نظام الحكم والتحريض على حرق معامل حلوان الأمر الذي أشغل الدولة كثيراً مما ترتب عليه إصدار أحكام إعدام بحق المحرض على العملية سيد قطب .وكذلك استثمرت الأدوار التي لعبها الجواسيس من اليهود العرب وغيرهم مثل منير روفا الذي اختطف طائرة ميغ 21 وعزرا ناجي زلخا وايلي كوهين وغيرهم، في جمع المعلومات عن السلاح العربي للتعرف على أسراره ومواجهته والعمل كطابور خامس لتحطيم الجبهات الداخلية العربية.
* اعتمدت على مبدأ التفوق في السلاح فبعد أن كانت القوات العربية متفوقة تسليحيا لغاية عام 1965 عقدت إسرائيل عدد مهم من الاتفاقات لإعادة تسليحها بأحدث الأسلحة الغربية.
* اعتمدت كذلك على مبدأ التفوق الجوي في ساحة المعركة ذلك لوهن الجندي الإسرائيلي وومحدودية حيلته وعدده. و بنت قيادة الجيش والأركان الإسرائيلية خططها على الانفراد بكل جبهة عربية على حدة لعدم امكانيتها من فتح أكثر من جبهة في آن واحد].
* اعتمدت على الدول الكبرى من خلال عدم فسح المجال للقوات العربية بالمبادئة واختيار الزمان والمكان المناسبين لأي تخطيط عسكري تعبوي وعدم فسح المجال أو إعطاء فرصة للقوات العربية بتنظيم قطاعاتها لصد الهجوم أو القيام بهجوم مقابل من خلال إلتزام الدول الكبرى الأعضاء بمجلس الأمن باصدار قرار وقف إطلاق النار بعد إتمام العدوان مباشرة لإظهار العرب وكأنهم اخترقوا القرارات والمواثيق الدولية وبهذا يستحقون الردع والعقاب ، وقد كان من أهم أسباب هزيمة الجبهة المصرية الهجمات اللتى قامت.
أثناء بدء العمليات قامت القوة الجوية الإسرائيلية بضرب المطارات والقواعد الجوية العربية وتحطيم طائراتها ، وكذلك إستفادت من الضربة الجوية اللتى قامت بها القوات الجوية الأمريكية والبريطانية اللتان كانتا متمركزتان بقاعدتى هويلز والعدم بليبيا واللتى كان من أهم نتائجها تحييد سلاح الجو المصرى واللذى كان بإمكانه تقديم الدعم والغطاء الجوى للقوات المصرية أثناء العمليات العسكرية أو حتى أثناء الإنسحاب ، ثم استثمرت تحرك الوحدات العربية في عملية إعادة التنظيم الخاصة بالقيادة العربية المشتركة وشنت هجوماً بالدروع باستخدام اسلوب الحرب الخاطفة على الضفة الغربية التي كانت تابعة للاردن وعلى مرتفعات الجولان السورية وقطاع غزة الذي كان تابعاً لمصر ولسيناء كل على انفراد حيث استعملت الأسلحة المحرمة دولياً كالنابالم وقذائف البازوكا. حدث ارتباك لدى القوات المصرية بسبب قرار الانسحاب العشوائي الخاطيء الذي اصدره القائد العام للقوات المسلحة المصرية المشير عبد الحكيم عامر ، في الوقت الذي قررت فيه الوحدات السورية إعادة تنظيمها للرد على المعركة أو الضربة الأولى .إلا أن مجلس الأمن سارع بإصدار قرار وقف إطلاق النار ففسح ذلك المجال أمام القوات الإسرائيلية بتنظيم وحداتها فيما يسمى عسكرياً استثمار الفوز. شارك الرئيس العراقي عبد الرحمن عارف بقوات عسكرية لدعم الجبهة على الرغم من القوات الكبيرة الرابضة في المفرق في الأردن الا ان الدعم الأمريكي والبريطاني والفرنسي المعلن بالتدخل في حالة رد الدول العربية على العدوان مالم تستجيب لقرار مجلس الامن الدولي 242 ، الامر الذي افشل خطط الهجوم المقابل العربية وجعل إسرائيل بواقع المنتصر
4
الساعة __________________________________________________ __________ الحدث
الإثنين __________________________________ 5 يونيو 1967
07:45 صباحا __________________________________________ الساعة إسرائيل تشن ضربة جوية استباقية تستهدف القواعد الجوية المصرية وتدمر الجانب الأكبر من السلاح الجوي المصري
08:15 صباحا __________________________________________ القوات الإسرائيلية تقتحم قطاع غزة وشبه جزيرة سيناء.
09:45 __________________________________________ المدفعية الأردنية تقصف القدس ووسط إسرائيل..طائرة أردنية تحاول شن غارة على تل أبيب. طائرات عراقية تقصف مدينة نتانيا وقاعدة رامات ديفيد
12:00 ظهرا __________________________________________ إسرائيل تقصف مطارات سورية
القوات الأردنية تستولي على مقار تابعة للأمم المتحدة في القدس في جبل المكبر.
الطائرات السورية تتوغل داخل فلسطين وتقصف أهدافا في حيفا وعمق إسرائيل.
سلاح المدفعية السوري يدمر مواقع تمركز قوات إسرائيلية
17:00 مساء __________________________________________ المدفعية الأردنية تقصف تل أبيب.
طائرات إسرائيلية تقصف قاعدة جوية عراقية غرب العراق.
18:00 مساء __________________________________________ المدفعية السورية تقصف روش بينا شمال إسرائيل.
الثلاثاء __________________________________ 6 يونيو 1967
القوات الإسرائيلية تواصل تقدمها في سيناء
03:00 صباحا __________________________________________ قوة إسرائيلية تستولي على مركز شرطة اللطرون المحصن على حافة الضفة الغربية وقوة أخرى تقطع الطريق بين القدس ورام الله.
06:15 صباحا __________________________________________ قوات مظلية إسرائيلية تستولي على "تلة الذخيرة" وهو موقع أردني بشرق الأردن.
13:00 بعد الظهر __________________________________________ استسلام مدينتي رام الله وجنين للقوات الإسرائيلية. والجيش الإسرائيلي يستكمل استيلاءه على قطاع غزة.
17:20 مساء __________________________________________ الجيش الإسرائيلي يستولي على قلقيلية
20:00 مساء __________________________________________ صدور أوامر بالانسحاب الكامل للجيش المصري
24:00 منتصف الليل _____________________________________ صدور أوامر بالانسحاب الكامل للجيش الأردني.
الأربعاء __________________________________ 7يونيو 1967
10:00 صباحا _____________________________________ إسرائيل تستكمل احتلال البلدة القديمة في القدس.
12:15 بعد الظهر _____________________________________ صدور أوامر نهائية للقوات الأردنية بالانسحاب
طائرات سورية تقصف مواقع في وسط إسرائيل .
19:30 مساء _____________________________________ سقوط أريحا.
الخميس __________________________________ 8يونيو 1967
15:20 مساء ______________________ مصر تقبل وقف إطلاق النار.
الجمعة __________________________________ 9يونيو 1967
01:00 صباحا ______________________ طلائع القوات المدرعة الإسرائيلية تصل إلى قناة
السويس وتحتل كامل سيناء المصرية.
11:30 صباحا ______________________ الجيش الإسرائيلي يبدأ الزحف صوب الخطوط السورية ويواجه بنيران كثيفة.
القوات السورية تركز القصف على تمركز الجيش الإسرائيلي
السبت __________________________________ 10يونيو 1967
14:30 مساء ______________________ إسرائيل تستولي على مدينة القنيطرة بهضبة الجولان السورية بعد معارك عنيفة.
15:00 مساء ______________________ وزير الدفاع الإسرائيلي موشي ديان يلتقي الجنرال أود بول من الأمم المتحدة للموافقة على وقف إطلاق النار اعتبارا من الساعة 18:00.
.
5
الأسباب المباشرة لإخفاق الجيوش العربية
---------------------------------------------------------------------------------
كان انتصار إسرائيل في معاركها في عام 1967 م راجعاً إلى عدة أسباب منها:
1. غياب الخطط العسكرية الحربية على مستوى القيادة العربية الموحدة بسبب غياب إرادة القتال لدى القيادات العربية.
2. الاستعداد الإسرائيلي التام للحرب.
3. استخدام إسرائيل لعنصر المفاجأة في ضرب القوات العربية، حيث لم يتوقع العرب هجوماُ عند الفجر لكن إسرائيل نفذت الهجوم في هذا الوقت؛ مما أفقد العرب توازنهم وسبب خسائر فادحة في صفوف القوات العربية.
4. تفوق القوات الإسرائيلية المسلحة بأفضل الأسلحة الغربية الحديثة وخاصة سلاح الطيران الإسرائيلي الذي سيطرت به إسرائيل على ميادين القتال في جبهات مختلفة.
5. مساندة الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية لإسرائيل عسكرياً واقتصادياً.
6. نقص التدريب الجيد والأسلحة المتطورة في صفوف الجيوش العربية. (بالرغم من أن الجيش الأردني تمكن من دحر هجوم إسرائيلي رئيسي استهدف احتلال المزيد من الأراض العربية في معركة الكرامة في 21 مارس 1968 بعد بضعة أشهر فقط من حرب 1967 بنفس التسليح ودون غطاء .
6
خسائر الحرب
----------------------------------------------
* إسرائيل: كانت خسائر إسرائيل متواضعة بالنسبة للدول العربية.فقد كانت كما يلي (26):
الجبهة الأردنية:مقتل 480 إسرائيلي
الجبهة المصرية: مقتل 238 إسرائيلي
الجبهة السورية مقتل 141 إسرائيلي
* اما الخسائر العربية فكانت كما يلي:
مصر: استشهاد 11500 جندي مصري
سوريا: استشهاد 2500 جندي سوري
الأردن: استشهاد 700 جندي أردني
7
تداعيات الحرب
----------------------------------------------
عل من أسوأ نتائج الحرب من وجهة نظر قطاع غزة وشبه جزيرة سيناء وهضبة الجولان، وتحطم معنويات الجيوش العربية وأسلحتها وبعد اجراء المحاكمات لمتسببي الفشل العسكري وبعد مضي فترة من الزمن اخذت تتكشف الحقائق عن اخفاق القائد العام للقوات المسلحة المشير عبد الحكيم عامر بوضع الخطط وتنفيذها بالشكل الصحيح بضمنها خطط الانسحاب العشوائي. وصدر عن مجلس الأمن القرار 242 في تشرين ثاني 1967 الذي يدعوا إسرائيل إلى الانسحاب من الأراضي التي احتلتها في حزيران 1967 وبعودة اللاجئين إلى ديارهم .
أدت حرب 1967 إلى إعادة تنظيم الخطط العسكرية العربية واعدة تنظيم قطعها. •كذلك قيام القوات المصرية والسورية بحرب الاستنزاف على القوات الإسرائيلية وكانت من منجزاتها عملية ايلات التي تم الهجوم على ميناء أم الرشاش الذي اسمته إسرائيل إيلات حيت تم تلغيم الميناء وقتل عدد من العسكريين وإغراق بارجة إسرائيلية. ولم تتوقف العمليات العسكرية السورية في الجولان من بعد 1967 واستمرت حرب الاستنزاف عدة سنوات ، من جهتها استخدمت إسرائيل الحرب النفسية والإعلامية لتصوير هذه الحرب على انها نكسة وهزيمة لشل القدرة العربية على القتال لكن مماطلة الإسرائيليين في تنفيذ قرار الأمم المتحدة أدت إلى تفكير العرب بالحرب مرة أخرى وكان ذلك في 6 أكتوبر/ تشرين الأول 1973م.
........................................................
اتمني ان ينال اعجابكم
.............
ابن غزة