لا أخاف على أهلى جوزيه إلا من المباريات التى تخلو من الدوافع الحقيقية والتحدى الصارخ ، فحين يتعملق بفريقه أمام إنبى و بيتروجيت والحدود ويدخل مباراة الزمالك والكل يتوقعها تاريخية تراه يتعثر ويخطف التعادل بشق الأنفس ، وفى مباراة كان من المفترض أن تكون للتويج أمام سموحة ينهار فى النصف الأخير من الشوط الثانى ويتعادل بشق النفس فى الثانية الأخيرة .
لاتزال أخطاء الأهلى فى التحضير الممل فى وسط الملعب والاحتفاظ بالكرة بين الأقدام حتى تفقدها تمريرة بلا عنوان وترتد خطيرة ، نشاهد المباريات ونحن نغالب النوم حتى ننتبه وقد تأخر الأهلى ، وتبدأ الروح ولعب الكرة والحماسة والكرة للأمام . وربما يهاجم أكثر من نصف الفريق حتى ينتزع التعادل فإن لم يكن كافيًا وهناك وقت استمرت طريقة اللعب ( الحماسية ) حتى يتحقق الفوز أو التعادل ، فلم يخسر أهلى جوزيه حتى الآن مباريات .
يفقد الأهلى هيبته ويصعب الأمور على نفسه حين يحتكم إلى منطق اللعب الجماعى ولكن بلاهدف بلا جمل تكتيكية ومواقف هجومية واضحة تفرض أسلوب اللعب على المنافسين كما كان يفعل من قبل فى الموسم الأسطورى 2005/2006 حتى يكون الهدف فى مرماه صفارة الإنذار والتحول ، ولما كان المدير الفنى المسئول الأول عن الفوز فهو بالطبع كذلك عن التردى والسقوط ، لايكفينى وأنا عاشق للأهلى أحترم المدير الفنى البرتغالى وأثق فى قدراته أن أقول لنفسى : (المهم نفوز بالبطولات) لا ..المهم عندى هيبة الفريق والتفوق الحقيقى لنجوم يرتدون قميصًا مسئوليته أثقل من حمل الجبال .
اللاعبون هم الأساس ، وقد تجاوز بعضهم الثلاثين وتشبعوا بالبطولات وظلوا فى الملاعب يؤدون بأقل مجهود مدخرين جهدهم لمباريات متلاحمة ، وكأنهم تحولوا إلى موظفين يحافظون على وظائفهم يدافعون عنها فقط ولا تجد فيهم متعة اللعب – إلا فيما ندر - والاستماتة من اللحظة الأولى والتركيز المتتابع المتزايد فى المباريات ، أمثال وائل جمعة ومعوض وعاشور وغالى ، وقليل منهم يعمل بذكاء ويدافع عن نجوميته وليس منهم إلا بركات أو تريكة وهو يحاول التغلب على الإصابات ، وأشفق عليه حين يضع فى رأسه محاولات منتقديه وكارهيه من الغلاويين للأهلى الذين يعتبرون تريكة نجم الكرة المصرية الأول ورائد هذا الجيل صانع بطولات الأهلى وعرش مصر الأفريقى .
قليل من اللاعبين لايملك النجومية أمثال أحمد السيد عقلية الموظف يؤدى فقط المهم أن يبقى فى التشكيل لا يتطور آداؤه مع الزمن ولا تضيف له الخبرة ولا يصل إلى (فورمة) إلا فى لعبة أو مباراة وفى المقابل يخطيء كثيرًا ، أما الكابتن إينو فهو سعيد جدًا بالرقم الذى يحمله وقد حمله قبله عظماء أعظمهم بيبو ينزل الملعب ليكون ارتكازيًا فيخطئ فى التمركز والتمرير كثيرًا ويعيد الكرة إلى الخلف أكثر ويقوم بإعاقات كفيلة بإقصائه من الملعب ولا يفكر إلا فى التسديدة التى قد تصيب فى الموسم كله مرة أو مرتين ينتظرها ليشعر نفسه بالنجومية ، أما الكابتن جدو الخلوق جدًا وقد ظل يعيش فى نشوة هداف إفريقيا الذى يؤدى ربع الساعة دون مجهود حقيقى فيكون بمثابة تميمة الحظ ، ولكنه بدأ يستشعر الآن دوره فى فريق بحجم الأهلى فبدأ يتفانى وصار مؤشر الآداء يرتفع ويتحسن كثيرًا جدًا وإن كان لايزال أمامه الكثير، شريف عبد الفضيل نجم كبير يريد أن يثبت مهاراته فيميل إلى الصعب ولا يملك التركيز الكافى ففى مواقف كثيرة لا يستطيع هو وجمعة أن يؤدى أحدهما دور الليبرو العاقل ، أما أحمد عادل فحدث ولا حرج حارس إمكاناته الفردية جيدة جدًا فيجيد فى بعض الكرات المنفردة ولكنه لا يملك شخصية القائد القادر على توجيه الفريق وتنظيم الدفاع أمامه بالإضافة لافتقاده أهم لازمتين لحارس المرمى : الجرأة والثقة ، فتراه – فى الغالب - مهتزًا وخاصة حين ترد إليه الكرة ، كأنه لايتمناها أن تذهب إليه ، ويبقى قلب الأسد أحمد فتحى نجم النجوم فى الأهلى والمحطة الفارقة فى آداء الأهلى وباعث روح الرجولة والقتال فى الفريق مفعم بالحيوية والثقة واستحق عن جدارة أفضل لاعب فى هذا الموسم ، وفى رأى هو أقرب اللاعبين للإحتراف الأوربى الحقيقى .
الجهاز الفنى بقيادة البرتغالى مانويل جوزيه ، يجيد أشياء ترفع من آداء الفريق وتهيمن على البطولات ، يتعامل مع اللاعبين بمعيار نفسى دقيق ويجيد تهيئتهم وهم يعتمدون عليه لاستنفار طاقاتهم والوصول بهم إلى أقصى درجات التركيز والالتزام ، يجيد قراءة الملعب ومفاجأة الخصوم بتغيرات ربما ينتقدها البعض لأنه يراها غير تقليدية ، فلايفهمها وإنما يوجهها المحللون حسب أهوائهم أو حسب نتيجة المباراة ، المهم أن عبقرية جوزيه فى قراءة الملعب وكشف هوية الخصوم وتغيير الملعب ومفاجأة الخصوم تصطدم دائمًا بصخرة غروره أحيانًا ، فيفقد كل تركيزه وينهار معه آداء اللاعبين وتكثر أخطاؤهم حين ينتشى بنفسه ويشمخ بإنجازاته ويتعالى متحديًا الإعلام الذى انتقده ، صحيح أن أقدام اللاعبين قد تتسبب فى الأخطاء ولكن عقل جوزيه هو الذى ترك لها حبل الأمور على غاربها وأعطى الضوء الأخضر للتراخى ، مادام هناك وقت للتركيز فإن ضاع الفوز والتتويج فى مباراة سموحة فهو مضمون فى مباراة (المقاولون) وإن تأخرنا فى مباراة المقاصة فالتعادل قريب ، وإن عبرنا مباراة الوداد فالبطولة طويلة .
غرور جوزيه لن يستمر وهو يستشعر الخطر ويعرف جيدًا ما يطلبه الجمهور الذى يعشقه ويعلق عليه الآمال والأحلام ، فسريعًا ما سيعود يقاطع الإعلام وينقطع لعمله ويتفرغ لعلاج أخطاء لاعبيه النفسية ويلهمهم روح الفوز والبطولة.
البطولة الأفريقية ستكون صعبة على النادى الأهلى ولكنى واثق بإذن الله فى قدرات اللاعبين وروحهم باستشعار خطر ضياع البطولة ، وواثق فى قدرات الجهاز الفنى على صنع الفوز وتذليل الصعاب أمام اللاعبين وتهيئتهم للفوز بالبطولة الأغلى فى تاريخ الأهلى الذى يعشق البطولات ومدير فنى يعشق الأرقام القياسية وجمهور عظيم يعرف قيمة فريقه ويعتز به ويفاخر الدنيا بعشقه .
البطولة الأفريقية من نصيب الأهلى بإذن الله فمن رحم الصعاب تولد البطولات وفى التحدى يتجلى معدن الأبطال وسيتكاتف الجميع حول الكيان الرائع ونحلق فى العلالى بحرية ... مع نسر الأهلى رمز الوطنية ... فى كأس العالم للأندية
ويبقى الأهلى دائمًا .... فوق الجميع