"رائحة مارادونا" تنقذ الأرجنتين وتهدد استقرار ميسي!
عندما تجمد المنتخب الأرجنتيني وفشل نجمه الشهير ليونيل ميسي في إيجاد
الحلول المناسبة أمام الدفاع البوليفي المتكتل، ظهر المهاجم الشاب سيرخيو
أغويرو لينقذ الموقف ويفلت بالمنتخب الأرجنتيني من كمين المباراة
الافتتاحية لبطولة كأس أمم أمريكا الجنوبية (كوبا أمريكا) المقامة حاليا
في الأرجنتين. وجاء الفرج على يد أغويرو، الذي يعتبر "قبضة من أثر"
و"شيئا من رائحة" أسطورة كرة القدم الأرجنتينية دييغو أرماندو مارادونا،
نظرا لأن الأخير هو جد ابن مهاجم أتلتيكو مدريد الإسباني المطلوب في
العديد من الأندية الأوروبية وعلى رأسها ريال مدريد ويوفنتوس الإيطالي. وسقط المنتخب الأرجنتيني (راقصو التانغو) في فخ التعادل
1-1 مع نظيره البوليفي في المباراة الافتتاحية التي جرت في ساعة مبكرة من
صباح السبت (بتوقيت جرينتش). وقال أغويرو، الذي سجل هدف التعادل لفريقه قبل ربع ساعة
من نهاية المباراة: "كانت المباراة صعبة، تكتل المنتخب البوليفي أمام
وداخل منطقة جزائه ليصعب من مهمتنا في هز الشباك"، مشيرا إلى أن الهدف
الذي دخل شباك الأرجنتين في بداية الشوط الثاني ضاعف من صعوبة المهمة. وأضاف: "لحسن الحظ، سنحت الفرصة أمامي لتسجيل هدف
التعادل.. هذه هي المباراة الأولى لنا ولم نهدر أي شيء حتى الآن، المنافسة
الآن أصبحت أكثر صعوبة عن سنوات مضت.. نحتاج لبعض الحظ".
الكلمة الفاصلة لأغويرو وفي هذه الظروف الجوية الباردة التي أقيمت فيها المباراة، انتظر الجميع
النجم الشهير ميسي ليحسم للتانغو الأرجنتيني المباراة ولكن زميله أغويرو
كان صاحب الكلمة الفاصلة. ولم يجد المنتخب الأرجنتيني الوسيلة المناسبة لكسر الدفاع
البوليفي المتكتل لتزداد عصبية المشجعين في المدرجات بعدما نفذ صبرهم، حتى
شارك أغويرو في الثلث ساعة الأخير من اللقاء ليبث النشاط في هجوم الفريق
ويحقق التعادل. وكاد أغويرو نجم هجوم أتلتيكو مدريد يسجل هدف الفوز للتانغو الأرجنتيني ولكن الحارس البوليفي كارلوس أرياس حرمه من ذلك.
وأوضح أغويرو أن فريقه افتقد للحظ في هذه المباراة حيث سنحت له عدة فرص في
نهاية اللقاء ولكنه فشل في استثمارها. وقال اللاعب: "يتعين علينا مواصلة
تطوير مستوانا وعروضنا وقدرتنا على الاستحواذ على الكرة والسيطرة على
مجريات اللعب وهو ما افتقدناه في مباراة بوليفيا". ولم يقدم المنتخب الأرجنتيني العرض الذي يستطيع به نشر
الدفء بين مشجعي الفريق في المدرجات أمام هذا البرد الشديد، كما أثار
العرض المتواضع شكوكا كبيرا لدى أنصار التانغو بشأن قدرة فريقهم على حسم
اللقب في البطولة الحالية. وكان الاقتناع السائد في المدرجات خلال النصف الأول من
الشوط الثاني هو ضرورة لجوء سيرخيو باتيستا المدير الفني للفريق إلى إجراء
تغيير لزيادة القدرات الهجومية للفريق. وبالفعل، أجرى باتيستا تغييرا موفقا في الدقيقة 71 عندما دفع بأغويرو على حساب إيزكويل لافيتزي.
ميسي الحاضر الغائب وكان ميسي هو الحاضر الغائب في هذه المباراة حيث سدد اللاعب كرة واحدة
خطيرة على المرمى البوليفي ومرر عددا قليلا من الكرات إلى لافيتزي بينما
لم يظهر تماما في الشوط الثاني. ولم يستطع ميسي في هذه المباراة تحقيق طموحات وتوقعات
أنصار التانغو الذين لم يجدوا وسيلة للتأكيد عن ثقتهم بها سوى نشر صورتين
كبيرتين له في المدرجات كتب عليهما "إلى الأمام إلى الأمام... ميسي ميسي"،
ولكن ميسي فشل في هز الشباك ليبدأ صبر الجماهير تجاهه في النفاد. وعندما كان المنتخب البوليفي لا يزال متقدما بهدف، سنحت
الفرصة أمام ميسي ليعلن عن نفسه بقوة حيث احتسبت للفريق ضربة حرة على حدود
قوس منطقة الجزاء في مواجهة المرمى البوليفي. وبالفعل، سدد ميسي الكرة ولكن بشكل أقل كثيرا من مهاراته
التي اعتاد بها تسديد الكرة في مبارياته مع برشلونة لتصطدم الكرة بالحائط
البشري الدفاعي ليضاعف من خيبة أمل الجماهير بينما حرص زميله المدافع
غابرييل ميليتو على مساندته وتشجيعه من خلال التصفيق له.
ضغوط مضاعفة وعن الأداء المتواضع لزميله ليونيل ميسي نجم برشلونة الأسباني، أكد أغويرو
أن الضغوط التي يواجهها ميسي تضاعف من صعوبة المهمة عليه وأنه يحتاج إلى
مساندة الجميع وعلى أنصار الفريق التزام الهدوء في تعاملهم معه. وفي المقابل، طالب ميسي مشجعي التانغو بالهدوء وعدم
الاندفاع في انتقاد الفريق بعد الأداء المتواضع والنتيجة المخيبة للآمال
في المباراة الافتتاحية. وقال ميسي: "لم نفقد السيطرة على مجريات اللعب في
المباراة.. أغلقوا الطريق أمامنا ولم نستطع اختراق الدفاع المتكتل. لم يكن
هذا ما توقعناه.. ما زالت أمامنا مباراتان ويتعين علينا الفوز بهما". وأوضح ميسي أن أكثر ما يحتاجه الفريق الآن هو الهدوء
والابتعاد عن العصبية والاندفاع قبل مباراتيه الباقيتين في المجموعة أمام
منتخبي كولومبيا وكوستاريكا. وأضاف: "لم نحقق هدفنا من المباراة وهو الفوز
ولكننا قدمنا بعض الأمور الجيدة".