الآلاف يسيطرون على «التحرير» ويرفضون دعوة «حجازي» لإخلاء الميدان
رفض آلاف المتظاهرين مطالبة الدكتور صفوت حجازي، الداعية الإسلامي، لهم بمغادرة الميدان، وتحذيراته من «المندسين والبلطجية».
وقال محمد سيد أحد المتظاهرين:«لسنا بلطجية، وليس غريبا أن
يتحدث أحد الدعاة الذين يظهرون فجأة في كل مشكلة مع المواطنين كما حدث في
قنا»، وتابع:«هل عدنا للحديث مرة أخرى عن المدنسين ومثيري الشغب؟ إذا كانت
الداخلية تصر على اتباع خطى العادلي قاتل الثوار، وتهين أهالي الشهداء
وتعتدي بالضرب عليهم، وتعتقل النشطاء، فلينتظروا مصير وزير داخلية مبارك،
وما يحدث من استخدام قنابل مسيلة للدموع ورصاص مطاطي واتهام للمتظاهرين
يعيدنا لسيناريو جمعة الغضب 28 يناير».
وهتف المتظاهرون الذين تدفقوا بالآلاف إلى ميدان التحرير
للتضامن مع أسر الشهداء الذين تم الاعتداء عليهم «اضربونا بالرصاص.. احنا
عايزين القصاص» و«حط العادلي جمب مبارك .. دم الشهدا تاري وتارك»، مطالبين
بضم الرئيس المخلوع حسني مبارك إلى ووزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي في
قضية قتل أكثر من 800 شهيد وإصابة نحو 6500 جريح خلال الثورة، ومنددين
بمواصلة طريقة «القمع والتخوين ومحاولة تشويه الثورة للتهرب من محاكمة
القتلة».
السيطرة على الميدانوأحكم المتظاهرون قبضتهم على ميدان التحرير، وامتدت صفوفهم من
كوبري قصر النيل وحتى منتصف شارع محمد محمود، كما انتشروا حتى ميداني
الشهيد عبد المنعم رياض، وطلعت حرب، ليفتحوا الطريق أمام المزيد من
المواطنين للانضمام لهم عبر كوبري قصر النيل وكوبري 6 أكتوبر ومناطق باب
اللوق وعابدين. وكانت الشرطة قد دخلت في صدامات عنيفة مع المتظاهرين،
مستخدمة القنابل المسيلة للدموع، ونجحت لمدة نحو ساعة، وحتى الواحدة والربع
تقريبا، في غلق الميدان، إلا أن توافد آلاف المتظاهرين، دفع الشرطة إلى
التراجع نحو شارعي محمد محمود وقصر العيني، لتتمركز هناك وتطلق وابلاً من
القنابل. وتحصنت قوات الأمن المركزي والمدرعات في امتداد شارع محمد محمود
حتى تقاطعه مع شارع منصور المؤدي لمبنى وزارة الداخلية، مدخل منطقة عابدين
مع امتداد شارع شريف.
ونظم المتظاهرون أنفسهم في مجموعات لتوزيع الكمامات والخل
لمواجهة قنابل الشرطة، وقال خالد زكي، أحد المتظاهرين:«حتى الآن لم يدن سوى
أمين شرطة من وزارة الداخلية، التي يصر وزيرها على وصف المتظاهرين بأنهم
مرة بلطجية ومرة مثيري الشغب، وحين سمعت تلك العبارة من الداخلية تذكرت
العادلي فوراً، فخرجت للتظاهر لأنهم وصفوا الثوار بالكلمة نفسها قبل رحيل
مبارك، وكأنه لم يرحل فعلاً».
وأضاف:«هناك حاجة لنعرف عبر تغيرات ملموسة هل قمنا بثورة، أم
أن النظام لا يزال يقاوم الشعب ثمن الثورة من دمه.. نحتاج لأن نعرف كيف يظل
الضباط الذين عذبوا المواطنين، وأطلقوا عليهم الرصاص الحي ودهسوهم
بالمدرعات في مناصبهم، وبعضهم يذهب للمحاكمة بتهمة قتل الثوار العزل، ثم
يعود ليمارس عمله، فهل هذه سياسة العيسوي الجديدة لإعادة الوضع إلى ما كان
عليه قبل 25 يناير». وكانت وزارة الداخلية قد وصفت المتظاهرين بأنهم من
«مثيري الشغب».
وتابع:«من يصف ثوار مصر بالبلطجية إما شخص غير واعي، أو متآمر
على هذه الثورة ولا يريدها أن تكتمل، فحتى الآن وبعد أن قالوا على متظاهري
التحرير بلطجية، خرج بيان القوات المسلحة ليؤكد أنهم من شباب الثورة وأخلي
سبيلهم، ومرة أخرى يعودون لممارسة ذات اللعبة القديمة، وبدلا من ضبط الأمن
في الشارع ووقع معاقبة الشعب على الثورة بنشر البلطجية، يحاولون الآن
العودة للغة القلة المندسة والحديث عن المؤامرات والبلطجية ولم يبق إلا أن
يظهر مبارك في خطاب على الشاشة لنعرف أننا في يناير 2011 ولسنا في يونيو».
قنابل جديدةوأكد عدد من المتظاهرين أن قوات الأمن تستخدم «قنابل جديدة
ذات قوة أشد مما استخدمته ضد الثوار في 28 يناير»، واعتبروها «النسخة
المعدلة»، ورصدت «المصري اليوم» عددا من فوارغ المقذوفات التي استخدمتها
قوات الأمن، ومكتوب عليها باللغة الإنجليزية Made in U.S.A، وعلى الفوارغ كتبت مجموعة تحذيرات منها أن إطلاق تلك القنابل على الأشخاص بشكل مباشر «قد يؤدي لوقوع إصابات وجراح أو الموت».
وشدد المتظاهرون على عزمهم المبيت في ميدان التحرير حتى تتحقق
مطالبهم، معلنين تضامنهم مع أسر الشهداء «التي تتعرض للإهانة والضرب
والمساومة على يد الشرطة».
دعوات للتضامنوكانت حركة «6 أبريل» و«حملة دعم البرادعي» و «ائتلاف شباب
الثورة» قد دعوا بعد تجدد الاشتباكات بين الأمن المركزي والمتظاهرين إلى
النزول للمشاركة في مظاهرة واعتصام للتعجيل بمحاكمة مبارك والعادلي في قضية
واحدة بتهمة قتل الثوار، ونشرت حركة شباب 6 أبريل على صفحتها الرسمية
بموقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» خبرا عن وصول المستشار زكريا عبد العزيز
رئيس نادي القضاة السابق لميدان التحرير، ولم تتمكن «المصري اليوم» من
التأكد من صحة الخبر من مصادر مستقلة.
وكانت الاشتباكات بدأت بين قوات الأمن والمتظاهرين، بعد
احتجاج مجموعة من أسر شهداء الثورة على «تجاهلهم» في حفل أقيم في مسرح
البالون، لتكريم الشهداء، وكان غالبية المحتجين من أهالي الشهداء المعتصمين
منذ أيام أمام ماسبيرو للمطالبة بمحاكمة مبارك في قضية قتل المتظاهرين.
وعقب الاشتباكات العنيفة التي استخدمت فيها قوات الشرطة الهراوات وقنابل
الدخان، والقنابل المسيلة للدموع، لجأ الأهالي إلى ميدان التحرير، لتنضم
إليهم أعداد متزايدة من المتظاهرين، فيما لاحقتهم قوات الشرطة بقنابل الغاز
المسيل للدموع.