عزيزي حسام حسن.. الرقم 5 بيضحكك؟ من يقول إن الأهلي القاهري يفوز بالدوري الممتاز في مصر كاذب، لأن
الحقيقة هي أن باقي الفرق تتنافس وتتهافت وتتصارع لإهداء اللقب إلى القلعة
الحمراء.
الكل يلعب لصالح الأهلي دون أن يدري، لتستيقظ جماهير الفريق الأحمر
وتجد الدرع حاضراً في الجزيرة مع نهاية الموسم، فترقص وتحتفل فرحاً بهذا
الإنجاز الذي "لم يتحقق"، أو لنقل إنه جاء "بيد عمر لا بيدي".
صحيحٌ أن الأهلي هو متصدر البطولة حالياً برصيد 55 نقطة قبل أربع
مراحل على نهايتها، وصحيحٌ أن يبتعد عن منافسه التقليدي الزمالك بفارق 5
نقاطٍ كاملة قبيل لقائهما "غير المرتقب" الأربعاء، لكن السؤال: ماذا قدّم
الأهلي هذا الموسم ليستحق الصدارة؟
كان الفريق في أسوأ حالاته من الناحية الفنية، واتسم أداؤه
بالعشوائية والغموض الفني، وتراجع مستوى بعض مفاتيح لعبه الأساسية، وباتت
التمريرات المقطوعة السمة الغالبة في مبارياته.
بلغة الأرقام ولأن الأرقام لا تكذب وتُغني كثيراً عن الكلام فإن نظرةً إلى جدول
الدوري الممتاز تشرح الكثير، الأهلي المتصدر تعادل في عشر لقاءات وخسر
مباراةً واحدة، وبالتالي فإن عدد النقاط المهدرة من الفريق هو 23 في 26
مباراة لعبها، بمعدل ما يقترب من نقطةٍ في كل مباراة.
هذا الرقم يضع الأهلي في المركز الثاني بقائمة أكثر فرق الجدول
تعادلاً، إذ يحتل الصدارة الإسماعيلي والإنتاج الحربي ولكل منهما 11
تعادلاً، ثم تأتي فرق الأهلي والمصري البورسعيدي وطلائع الجيش ولكل منها
عشر تعادلات.
صدارة الدوري هدية من الزمالك الذي احتلها على مدار أكثر من 20
مرحلة ثم تنازل عنها للأهلي على طبقٍ من ذهب، والسبب نزيف النقاط للفريق
الأبيض الذي أهدر 7 نقاط في آخر 4 مباريات، بالخسارة أمام مصر للمقاصة
والمصري، والتعادل مع طلائع الجيش، وتحقيق فوزٍ وحيد على حساب اتحاد
الشرطة، فالأهلي لم يصل إلى الصدارة إلا بهدايا تلك الفرق، وعلى رأسها
الزمالك.
هذا المسلسل "المكسيكي" شاهدته كثيراً جماهير كرة القدم في مصر حتى
حفظته عن ظهر قلب، وتداول السلطة في حُكم الدوري المصري من الزمالك إلى
الأهلي بات أمراً "مُعلباً" ما أكسب البطولة طابعاً مملاً، وجعل التنبؤ
بالنهاية السعيدة سهلاً.
الإسماعيلي .. بطل المانجو ! لنذهب شرقاً إلى الإسماعيلية، عاصمة المانجو في مصر ومقر فريق
"الدراويش" المربوط على الدرجة الثالثة، الذي فقد هو الآخر فرص المنافسة
بسبب أي شيء غير النواحي الفنية، فلتقل رعونة لاعبيه أو غياب روح البطولة
لديهم أو الضغط الجماهيري.
بدأت النقاط تنساب من بين يدي الإسماعيلي (43 نقطة) لينتقل من خانة
المنافسين على اللقب إلى خانة المنافسين على المركز الثالث، إذ تُلاحقه
حالياً فرق مصر للمقاصة واتحاد الشرطة (41 نقطة لكل منهما) والمصري (40
نقطة) وإنبي (39 نقطة).
التعساء التسعة ! هل مازلنا نتحدث عن "أهل القمة"؟ تلك العصبة المكونة من سبعة فرق
هي الأهلي والزمالك والإسماعيلي والمقاصة واتحاد الشرطة والمصري وإنبي؟ إذن
خذ هذه الصدمة، هذه الفرق السبعة هي فقط التي تشعر بدفء البقاء في الدوري
الممتاز للموسم المقبل، أما الباقون فهم جميعاً يُصارعون دوامة الهبوط.. آه
والله!
في هذا الموسم العجيب الغريب أكثر من نصف الفرق لا تنام بسبب شبح
الدرجة الثانية، فهناك تسعة فرق مهددة بالهبوط من بين 16 فريقاً هم قوام
الدوري الممتاز، بدءاً من الإنتاج الحربي صاحب المركز الثامن برصيد 32
نقطة، مروراً ببتروجيت وطلائع الجيش (31 نقطة)، وحرس الحدود والجونة (30
نقطة)، ووادي دجلة (29 نقطة) والاتحاد السكندري (23 نقطة) والمقاولون العرب
(22 نقطة)، وانتهاءً بسموحة (21 نقطة).
لكن يجب استبعاد الاتحاد السكندري من هذه القائمة، فالفريق أعلن
فتح باب التبرعات، وبدأ بالفعل تلقي "معونات نهاية الموسم" التي يتلقاها كل
عام، من منافسيه أحياناً ومن الحكام أحياناً ومن اتحاد الكرة أحياناً، على
اعتبار أن هبوطه إلى الدرجة الثانية "عيب"، أما الآخرون فليذهب أي منهم
إلى الجحيم!
رقم "5" بيضحكك؟ كان ثمن الدراجة النارية في فيلم "آسف على الإزعاج" هو "55" ألف جنيه، وهو الرقم الذي كلما نظر إليه عامل المتجر ضحك بشدة.
والفنان الكوميدي المصري أحمد حلمي بطل الفيلم أطلق إحدى نكاته
الساخرة تجاه العامل، متسائلاً: "هو رقم 5 بيضحكك؟"، والسؤال ذاته يُمكن أن
تسأله جماهير الزمالك لمديرها الفني حسام حسن.
لعنة الرقم "5" أصابت الزمالك في مقتل وتسببت في فقدانه صدارة
الدوري، حيث خسر الفريق "5" نقاط في آخر مباراتين، بالتعادل أمام طلائع
الجيش بدون أهداف، والخسارة أمام المصري البورسعيدي بنتيجة صفر-2.
الزمالك بات الآن في المركز الثاني برصيد "50" نقطة، وبفارق "5" نقاط عن الأهلي صاحب الصدارة، والذي يمتلك "55" نقطة.
ومن مفارقات الرقم "5" في مباراة الزمالك الأخيرة مع المصري
الأخيرة أن المالي إلياسو مدافع الفريق البورسعيدي الذي يرتدي القميص رقم
"5" سجل هدفيْ فريقه في الدقيقة "5" من الشوط الأول والدقيقة "5" من الشوط
الثاني.
والسؤال ذاته موجّه الآن لحسام الذي لم يجد مبرراً لخسارة فريقه في آخر مباراة ببورسعيد: رقم "5" بيضحكك؟!