بعد 25 أسبوعاً بالتمام والكمال من عمر مسابقة الدوري ارتقى النادي الأهلي الى قمة الجدول للمرة الأولى هذا الموسم بعدما كان الزمالك قد احتفظ بالمركز الأول حتى الأسبوع الماضي من البطولة، ولكن ما الجديد الذي حدث ليعيد الأهلي لقمة البطولة؟
الجديد هو استعانة النادي الأهلي بالساحر البرتغالي مانويل جوزيه، هذا الرجل الذي رحل قبل عامين ليعود الى الفريق مع بداية الدور الثاني للمسابقة حين كان الزمالك يتقدم بست نقاط لينتفض الأهلي ويستعيد قمة المسابقة، والأمر ليس بالبساطة التي نتحدث بها، بل ان هناك الكثير من الأرقام التي تكشف كيف تحول فارق النقاط الست الى تفوق أهلاوي بفارق نقطتين.
الأهلي لعب مع جوزيه في الدور الثاني عشر مباريات فاز في ثمان وتعادل في مباراتين ولم يخسر اطلاقاً، وسجل الفريق 16 هدفاً واستقبل 5 أهداف ليجمع 26 نقطة ويفقد 4 نقاط فقط، وهو نفس عدد النقاط التي حققها في جميع مباريات الدور الأول الـ15 وهو ما يظهر التطور الواضح في مستوى الفريق في 10 مباريات من الدور الثاني.
ولكن ماذا عن الزمالك في عصر جوزيه؟ فالفريق الأبيض منذ عاد الساحر بدأ في الترنح بشكل واضح منذ وصل الداهية البرتغالي الى القاهرة وعقد مؤتمره الصحفي الأول يوم 6-1 من عام 2011، منذ ذلك اليوم تحدث كل الخبراء عن الضغوط التي يضعها جوزيه على الزمالك وهو ما سخر منه التوأم حسام وابراهيم حسن إلا أن الأرقام اثبتت أن ضغوط مانويل جوزيه لا تعرف المزاح.
فالزمالك في الدور الثاني لعب عشر مباريات لم يفز سوى في نصفهم وخسر مباراتين وتعادل في ثلاث، ولم يسجل سوى 11 هدفاً واستقبلت شباكه سبعة أهداف رغم أنه بعد عشرة أسابيع من الدور الأول كان قد سجل 21 هدفاً واستقبل 14 هدفاً، وفارق ارقام الدور الأول من الثاني في نفس عدد المباريات يع---مدى الضغوط التي تعرض لها الفريق في وجود جوزيه.
ولكن كيف سارت الأمور في الدور الثاني من المسابقة بالنظر الى كل الفرق؟ فجدول الدور الثاني من الدوري يحمل مفاجآت هامة جداً توضح أثر الساحر على الزمالك، فالأبيض في عهد جوزيه (أي في الدور الثاني من الدوري) يحتل المركز الثالث في جدول المسابقة خلف الأهلي ثم المقاصة، وبفارق نقطة يتيمة عن المصري الذي قد يدفع بالزمالك الى المركز الرابع في جدول الدور الثاني اذا ما فاز عليه في اللقاء الذي يجمعهما السبت المقبل.
ومما سبق يتضح أمر في غاية الأهمية .. فما يردده البعض عن أن الزمالك هو الفريق الأحق بالفوز بالدوري هي مقولة خاطئة بكل المقاييس، ففريق يقوده الساحر جوزيه ويقلص فارق الست نقاط الى تقدم بنقطتين لا يمكن أن يكون تفوقه في الدوري غير مستحق.