كشفت مصادر مطلعة عن تفاصيل خطيرة تؤكد أن الجاسوس الاسرائيلي إيلان جرابل كان في مهمة رسمية من قبل جهاز الموساد ، وأنه جري إعداده لفترة من الوقت،
وزرعه بين فلسطينيو الارض المحتلة في مدن 1948 لتعلم اللغة العربية الدراجة ، قبل أن يتم تسفيره لأمريكا لينتقل منها الي مصر لإبعاد الشبهة عنه ، وتفاصيل بشأن تلقين الملحق العسكري الاسرائيلي في واشنطن الجنرال (جاد شمني) له تفاصيل مهمته المتعلقة برصد تطور العلاقات المصرية مع حركة حماس والحركة في معبر رفح ، ومحاولة اختراق صفوف العناصر الشابة التي تقف وراء حركة الاحتجاج ومعرفة أجندتها وتوجهاتها وموقفها من إسرائيل ، والسعي لتصعيد مستويات التوتر والأزمة بين المسلمين والأقباط والتركيز على بؤرتين هما إمبابة وشبرا.
وأورد برنامج (منتهي الصراحة) الذي يقدمه الكاتب الصحفي مصطفي بكري علي قناة (الحياة -2) معلومات هامة ، نقلا عن مصادر مطلعة وباحثين عرب، حول تاريخ هذا الجاسوس وتفاصيل مهمته ، أبرزها أن هذا الجاسوس كان يتباهى بأنّه قتل برشاشه أكثر من 15 من المدنيين اللبنانيين أو “الجوييم” الأعداء أو (الأغيار) كما يسميهم اليهود، ورغم إصابته ظلّ (جرابيل) يؤدي خدمته كمتطوع إلى أن استدعاه رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية السابق الجنرال (عاموس يادلين) في شهر مارس 2010 وعرض عليه العمل في شعبة الاستخبارات العسكرية (أمان) في القسم العربي .
ومن الحقائق الهامة التي تكشفت عن مهمة (إيلان جرابل) في مصر بعد إعداده وتدريبه لبضعة أشهر هي تكليفه بـزرع الفتنة وتأجيج صراع طائفي في مصر والتجسس على ثورة 25 يناير ورصد مسار العلاقات بين مصر وحركة حماس في غزة مستغلا حمله لجنسيتين إحداهما أمريكية وأخرى إسرائيلية ، وخطأ الإدارة الأمريكية في التسرع بالمطالبة بالإفراج عنه نزولا عند رغبة إسرائيل ما فضح تورطها في قضية التجسس قبل أن ينهار الجاسوس ويعترف بكل شئ ، حيث وضعت القضية الولايات المتحدة في موقع الدولة التي تتعاون وتنسّق مع إسرائيل في مجال التجسس الاستخباري الموجه ضد الدول العربية .
ظلّ (جرابيل) قبل أن يتوجه إلى إسرائيل للانخراط في جيشها يردد أنّ إسرائيل هي دولتي وأن ولائي لها لا لغيرها، لأنّها تمثّل اليهود في المنفى / ولهذا قرر بدافع الحماس والولاء لإسرائيل أن يقاتل في صفوف الجيش الصهيوني عام 2005 رغم أنّه لا يخضع لقانون الخدمة الإلزامية .
قصة تجنيده
ولتجسيد نزعته العدائية للعرب وولاءه لإسرائيل التي وصفها بأنّها “الملاذ” و”البيت” لكل يهودي، بحسب المعلومات التي أوردها بكري ، قرر الجاسوس الانخراط في الوحدات الخاصة وتحديدا الوحدة 101 التي تلبي نزعته في المغامرة، وعندما سأله ضابط التجنيد لماذا اخترت الخدمة في وحدات النخبة أجاب (جرابل): “لأنّ هذه الوحدات هي التي تقاتل العدّو وجها لوجه وفي إطار الخدمة فيها يستطيع المقاتل أن يبلي بلاء حسنا لأن عملياتها تكون دائما محفوفة بالمغامرة والجرأة”.
فانضم إلى شعبة الاستخبارات العسكرية في شهر مايو من عام 2010 وفي نطاق عملية التدريب والإعداد تم زرعه بين عرب 48 لاكتساب الخبرة والمعرفة وتعلم التقاليد والإلمام في مجالين أساسيين هما : (تعلّم اللغة العربية الدارجة ) و(الوقوف على طبيعة العلاقات القائمة بين المسلمين والمسيحيين ) ورصد أية واردة أو شاردة عن وجود توترات يمكن العمل على تفاقمها وتصعيدها ونقل مثل هذه التجربة لدول عربية اخري.