أكد تيودور باكونسكى وزير خارجية رومانيا على حرص بلاده على التضامن مع مصر الصديقة ومساعدتها في ظل الثورة التي وصفها بأنها "بداية جديدة لدولة عظيمة" تعتبرها رومانيا اللاعب الرئيسي في الشرق الأوسط.
وقال وزير خارجية رومانيا ـ في حوار جرى الليلة الماضية بالقاهرة مع مجموعة من الصحفيين ـ إنه عرض خلال مباحثاته مع وزير الخارجية نبيل العربي اليوم للمرة الأولى كافة خبرات رومانيا في مجال بناء المؤسسات الديمقراطية في أعقاب الثورة التي شهدتها منذ عشرين عاما على النظام الشيوعي السابق .. مشيرا إلى وجود أوجه تشابه كثيرة بين مصر ورومانيا في هذا الصدد.
وفيما يتعلق بتجربة الثورة المصرية، قال باكونسكى إن الشيء الأكثر خطورة من وجهة نظره هو العودة للعنف لأن العنف لا يمكن أن يشكل أساسا جيدا للديمقراطية واستمرارها .. موضحا أن ما تحتاجه مصر هو أناس حكماء ومعتدلون وإلى الكثير من الحوار والتفاوض والتفكير الواضح بشأن الأولويات الوطنية.
وأوضح أنه من المصلحة الوطنية التوصل إلى إجماع بشأن بعض الأولويات الوطنية أو بعض الأهداف التي يشترك فيها ويتفق عليها كل مواطن مصري. وأشار وزير خارجية رومانيا تيودور باكونسكى إلى أن الديمقراطية الجيدة تتضمن عددا من الأسس في مقدمتها حرية الصحافة والإعلام وفصل السلطات ومزيد من العدالة الاجتماعية لأن الفقر المدقع لا يتسق مع الديمقراطية، حيث تظل هناك حاجة إلى طبقة وسطى قوية وسكان متعلمون بشكل جيد.
وأعرب باكونسكى عن أمله في أن يكون الاتحاد الأوروبي قادرا على الانخراط بشكل أكبر في دعم القوى الديمقراطية في مصر وتونس لتحقيق الديمقراطية .. مشيرا إلى أن رومانيا مستعدة للمساهمة في هذا الجهد الأوروبي. وأضاف أن بلاده تربطها علاقات ثنائية طويلة المدى مع مصر في مختلف المجالات .. مشيرا إلى أنه وبالرغم من الآثار السلبية للأزمة المالية العالمية، فإن الأرقام الخاصة بالتجارة الثنائية لا تزال مبشرة، وهناك دور كبير للاستثمارات الرومانية في مصر، وهناك رغبة في زيادة حجم التبادل التجاري واستكشاف الفرص لمزيد من الاستثمار المصري في رومانيا، وقال "إننا عقدنا أول اجتماع للجنة الاقتصادية المشتركة بين البلدين ويجري العمل حاليا على أجندة الاجتماع الثاني للجنة".
وتابع "لا يمكن أن تعتقد أنه يمكنك أن تأتي بشخص من الحركة الثورية الشعبية في الشارع وتعينه كقيادة أو رئيس وزراء مثلا"، وأشار إلى أن الحزب الحاكم لم يعد موجودا وهناك خبراء في أي نظام سياسي يمكن الاستعانة بهم في إطار عملية ديمقراطية، وهذا واجب القوى السياسية لتقدم نفسها وتحظى بأغلبية الأصوات لتفوز بالانتخابات.
وبالنسبة للتعاون مع الاتحاد الأوروبي، قال وزير خارجية رومانيا إن هناك سياسة الجوار الأوروبية بأبعادها المختلفة وهي رهن المراجعة، ونعمل على إعادة تشكيل أدوات التعاون بين الاتحاد الأوروبي وشمال إفريقيا ودول الشرق الأوسط، والأمر يحتاج لوقت.
وحول ما إذا كانت هذه الثورات السلمية باتجاه الديمقراطية في الدول العربية أفضل للجانب الأوروبى، قال وزير خارجية رومانيا إن هناك تعاونا وإامكانيات كبيرة لمزيد من التكامل الاقتصادي بين الدول الديمقراطية بعضها البعض، ولذلك فمن مصلحتنا الحيوية أن يكون هناك في الضفة الأخرى للمتوسط ديمقراطيات، لكن مع ذلك يجب أن نكيف أنفسنا للتعامل مع أي شريك.
وأضاف أنه "وبمجرد أن يكون لدينا بنى ديمقراطية وقيم ديمقراطية في دولة ما، فإن هذا يجعل من الأسهل لحكوماتنا تحديد أرضيات مشتركة مع هؤلاء الشركاء". وردا على سؤال عما إذا أفرزت الديمقراطية في مصر أو تونس على سبيل المثال بنظم حكم غير متوافقة مع الجانب الأوروبي، قال "لا يمكننا أن نتحدث عن ديمقراطية ونكون ضد نتائجها، ولذلك فهذه إرادة الشعوب، ولكننا بطبيعة الحال ضد أي متطرفين أو إرهابيين"، وأضاف أن الاعتدال والتعددية والحداثة هي أعمدة أي ديمقراطية.
قال وزير خارجية رومانيا تيودور باكونسكى إن هناك إمكانية لذلك، فالإسلام الراديكالي يتأثر وله علاقة بتحقيق السلام والعكس. من ناحية أخرى، قال وزير خارجية رومانيا إنه قام بزيارة لميدان التحرير اليوم، حيث التقى بعدد من النشطاء الشباب، وقال إن هؤلاء النشطاء لديهم مشروعات ويريدون التدريب على الديمقراطية وبناء المؤسسات ومشروعات مدنية أخرى.