بعد 17 عاماً من المنع والملاحقات لمعسكرات جماعة الإخوان المسلمين، بدأت الجماعة سلسلة من المعسكرات، هى الأكبر فى تاريخها، وكشفت مصادر أن الجماعة وضعت مخططا لتكثيف المعسكرات التى ستبدأ الأربعاء المقبل الخامس عشر من يونيو الجارى، وتعديل برامج المعسكرات من الجانب التربوى والتثقيفى الخالص إلى برنامج سياسى يتلاءم وما بعد ثورة 25 يناير بعنوان "معا من أجل بناء مصر".
وأكدت مصادر بالجماعة أن المعسكرات التى تم منعها والتضييق عليها فيها منذ 1994 تحديدا، ستركز على الأماكن الأكثر اتساعا لاستيعاب أكبر عدد من المشاركين، مع التركيز على الشباب مع تثبيت محاضرة "تصحيح المفاهيم" لجميع الأفواج التى سيكون فيها الفوج الواحد ما بين 1200 و1500 عضو، وتجمع عددا من المناطق والمحافظات لتتضمن برنامجا شاملا عن محاور بناء الفرد وبناء الشخصية الإسلامية، ومناقشة مفاهيم ومبادئ الإخوان فيما يتعلق بالموقف من الانتخابات الرئاسة وأسباب عدم الترشيح والعلاقة بين الإخوان والقوى السياسية، وكذلك التيارات الإسلامية والسلفيين، وأسباب اختيار الإخوان المشاركة فى الانتخابات بنسبة الـ50 % التى أعلنت عنها.
ونظرا إلى أن موعد الانتخابات سواء كانت فى سبتمبر أو فى ديسمبر، وهذه المعسكرات هى الفرصة الأكبر لجمع الشباب، فوضعت الجماعة برنامج مواز للشباب للالتقاء مع المرشحين من حزب الحرية والعدالة، بجانب محور خاص عن علاقة الجماعة بالحزب وكيفية التعامل فى الشعب والأسر والرد على ما يثار حول الجماعة من اتهامات بشأن الانتخابات.
وتبدأ المعسكرات بالأشبال من أطفال الجماعة حتى نهاية الثانوية، ثم الشباب وأعضاء الجماعة، لتبدأ هذا العام بشكل نوعى فى النصف الثانى من يوليو وتضم الأشبال مع الشباب والأعضاء العاملين من داخل الجماعة مع مجموعات من المنتسبين، ودعت الجماعة بعض عناصر شبابية لا علاقة لهم بالتوجهات السياسية من "العامة"، كما تسميهم الجماعة، ضمن فوج يضم كوادر تنظيمية، وذلك بعد تعديلات تم إدخالها فى الأسابيع الماضية على طريقة تربية الفرد فى بيئة مختلطة من أصحاب اتجاهات متنوعة، ولكن المشاركين فى هذه المعسكرات النوعية سيكون لهم شروط خاصة فى الاختيار ومواصفات محددة حتى يستوعبوا الاختلاف ويتعاملوا مع ويكونا مؤثرين فى الآخرين.
كانت المعسكرات على مدار السبعة عشر عاما الأخيرة تتم فى أضيق الحدود وبسرية تامة، وكانت تصل إلى أن كل شعبة تقيم معسكرها ولو فى قرية أو أطراف المدينة، وتم العام الماضى فقط القبض على أكثر من 500 شخص من شباب الجماعة فى محافظات الدقهلية والإسكندرية ومرسى مطروح والشرقية وبورسعيد، وتم إحالة عدد منهم للمحاكمة بتهمة تدريبات عسكرية بهدف لقب نظام الحكم.
وفى ذات السياق، عدلت لجنة الشريعة الإسلامية "الإخوان فى نقابة المحامين" كذلك، مخططات المعسكر هذا العام ليتم تحويله من الساحل الشمالى إلى رأس سدر وحجز اللجنة لقرية "سدر بيتش"، التى تشرف عليها وزارة السياحة – حكومية، للمعسكر طوال شهر يونيو، وبررت اللجنة على لسان على كمال، أحد مسئولى التنظيم فى معسكرات المحامين الإخوان، أن السبب هو ضغط برنامج المعسكرات من جانب، وأن الساحل الشمالى لا يوجد فيه إلا 30 شقة فقط، لا تستوعب عدد المشاركين من المحامين الإخوان وغيرهم فى لجنة الشريعة، مضيفا أن هذا العام سيتم فيه تعديل النظام لمزيد من الاندماج ومشاركة أكبر عدد ليتم جمع كل أربع محافظات معا فى معسكر واحد لمدة أربع أيام وثلاث ليال.
كما وضعت الجماعة برنامجا موازيا للانتشار فى المساجد فى رمضان، يتضمن بجانب الحديث الدينى والدروس الدينية، جانبا سياسيا يتعلق بالأوضاع القائمة فى مصر بعد الثورة.
يذكر أن المعسكر هو أحد أدوات التربية فى جماعة الإخوان، ويشرف عليه قسم التربية بالجماعة، وبدأه حسن البنا مؤسس الجماعة منذ 1923، بهدف إعداد شباب الإخوان تربويا وجسديا وإيمانيا، والجديد الذى تم إضافته هو الإعداد الثقافى والسياسى، ويبدأ برنامج المعسكر من الثالثة فجراً بقيام الليل وينتهى فى الحادية عشرة مساء بحلقات سمر بين المشاركين تتخللها أنشطة رياضية بدنية وأخرى روحية تربوية داخل المسجد بعد كل صلاة أو فى المساء فى شكل محاضرات يلقيها قيادات ومسئولون تنظيميون من الجماعة.