زعم الجنرال دانى ياتوم، الذى تقلد مناصب رئيس جهاز الموساد الأسبق، ورئيس أركان الجيش الإسرائيلى وعضو الكنيست "البرلمان" الإسرائيلى السابق، أن مصر غالباً ستكون مضطرة إلى الحفاظ على السلام مع إسرائيل من أجل احتياجاتها الأمنية ومشاكلها الاقتصادية، وتوقع أن تكون علاقات السلام الجديدة بين القاهرة وتل أبيب "شديدة البرودة".
وقال رئيس الموساد الأسبق، خلال المؤتمر السياسى التى عقده مركز الحوار الاستراتيجى فى أكاديمية "نتانيا"، عن مستقبل العلاقات الإسرائيلية مع مصر ومع الدول العربية بعد الثورات الذى يشهدها العالم العربى، أنه يعرب عن تقديره لاستمرار علاقات السلام بين مصر وإسرائيل عقب الثورة المصرية التى أطاحت بنظام الرئيس السابق حسنى مبارك، لكنه زعم أن مصر ستكون مضطرة للحفاظ على اتفاقية "كامب ديفيد" للسلام مع إسرائيل، بسبب احتياجاتها الأمنية التى تتمثل فى السلاح الأمريكى التى تحصل عليه القاهرة من الولايات المتحدة الأمريكية، كبند من دعم واشنطن لاتفاقية السلام بين القاهرة وتل أبيب.
وأضاف الجنرال الإسرائيلى دانى ياتوم، قائلاً: إن الأزمات الأخيرة التى أدت فى النهاية إلى تدهور الاقتصاد المصرى بشكل كبير، واللجوء إلى القروض والمساعدات الدولية لإنعاشه من جديد، ستجعل القاهرة تتمسك بالسلام مع إسرائيل، مشيراً بشكل غير مباشر إلى أن مصر لا تستطيع فى هذه الوقت العصيب أن تتخلى عن بنود اتفاقية السلام مع إسرائيل، والتخلى عن المساعدات المالية المقدرة بملايين الدولارات التى تقدمها الولايات المتحدة لمصر، لدعم اتفاقية السلام التى راعت واشنطن إتمامها بين الرئيس أنور السادات ورئيس الوزراء الإسرائيلى مناحم بيجين فى منتجع "كامب ديفيد" الأمريكى عام 1979.
وبالنسبة لمستقبل علاقات السلام بين مصر وإسرائيل عقب ثورة 25 يناير، توقع رئيس الموساد الأسبق، أن تكون علاقات السلام بين "شديدة البرودة"، نتيجة رفض كثير من المصريين للممارسات الإسرائيلية فى المنطقة، ومطالبتهم بإلغاء اتفاقية السلام مع إسرائيل لأنها غير ملتزمة بها، مشيراً إلى أن تل أبيب شهدت "السلام البارد" مع القاهرة فى عهد نظام الرئيس المخلوع حسنى مبارك، وذلك بسبب تطبيع النظام المصرى فى ذلك الوقت العلاقات مع إسرائيل، ورفض معظم المصريين لهذا التطبيع، لذلك فإنه من المتوقع بعد سقوط نظام مبارك أن يسود سلام أشد برودة.
ووصف رئيس جهاز الموساد الأسبق، إسرائيل بأنها تتعامل بغباء سياسى وبشكل متعجرف فى تعاملها مع الدول العربية ودول الجوار، مؤكدا أن إسرائيل تسببت فى عداء كراهية تركيا لها بعد مقتل 9 ناشطين أتراك على يد الجيش الإسرائيلى خلال رحلة قافلة "الحرية" لفك الحصار على غزة، بجان إشارته إلى أن إسرائيل تكرر نفس الخطأ بإعلانها اعتراض قافلة "الحرية 2" بالقوة ومنعها من الوصول لغزة، رغم أن إسرائيل قادرة على تفتيشها والتأكد من خلوها من السلاح، وبعد ذلك تسمح لها بالتوجه للشعب الفلسطينى فى غزة.
كما أكد أن الدول العربية وإسرائيل يمكن أن يدخلوا فى حرب واسعة تغرق المنطقة، بسبب إصرار تل أبيب على وقف مفاوضات السلام، ولهذا يجب أن تقوم حكومة رئيس وزراء إسرائيل ببنيامين نتانياهو بتقدم مبادرة سياسية جديد للسلام مع الفلسطينيين الذين يريدون التوجه إلى الأمم المتحدة للحصول على اعتراف لدولة مستقلة لهم، ويحاولون الاستنجاد بدول مثل مصر والأردن وتركيا، للدفاع عن دولتهم التى يريدون انتزاعها من احتلال الجيش الإسرائيلى لأراضيهم، وبناءً على كل ما سبق يجب أن تخاف إسرائيل من استنجاد الفلسطينيين بتركيا التى أصبحت أكثر دولة كارهة ومعادية لحكومة تل أبيب، خاصة فى وجود الخطر الإيرانى الذى يهدد إسرائيل فى المنطقة.
ويعتبر الجنرال دانى ياتوم رئيس جهاز الموساد الأسبق، من الوجوه الداعية للسلام مع الدول العربية والفلسطينية، وانضم مؤخراً إلى الوفد الإسرائيلى للسلام "إسرائيل تبادر" المكون من كبار الشخصيات السياسية والعسكرية والدبلوماسية فى إسرائيل، والذى قام بزيارة مصر منذ أسبوعين والتقى بوزير الخارجية نبيل العربى، لبحث حياء عملية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين، برعاية مصرية.
يذكر أن مصر تتلقى مبلغ ثابت سنويا من الولايات المتحدة الأمريكية عقب توقيع اتفاقية السلام المصرية الإسرائيلية عام 1979، حيث أعلن جيمى كارتر الرئيس الأمريكى فى ذلك الوقت تقديم معونة اقتصادية وأخرى عسكرية سنوية لكل من مصر وإسرائيل، تحولت منذ عام 1982 إلى منح لا ترد بواقع 3 مليارات دولار لإسرائيل، و2.1 مليار دولار لمصر، منها 815 مليون دولار معونة اقتصادية، و1.3 مليار دولار معونة عسكرية.