أبدى الغالبية من النقاد والمحللين استياءهم من الأسلوب الخارج عن حدود اللياقة والروح الرياضية, الذى احتج به أحمد فتحى لاعب الأهلى, على الحكم الدولى فهيم عمر بعد فشل لاعب الحرس أحمد عبد الغنى فى ضربة الجزاء.
وفى تقرير مطول نشرته جريدة الجمهورية اليوم الجمعة قال أن النقاد والمحللون وجهوا انتقادا شديدا للحكم فهيم بسبب عدم طرد فتحى والاكتفاء برفع الكارت الأصفر لإنذاره ! وأعتقد أن اكتفاء الحكم بالإنذار كان قرارا(ديبلوماسيا) لجأ الحكم إليه خوفا من اشتعال الموقف تماما وغضب جماهيرى لا يدرى غير الله ماذا كان يمكن يتسبب فيه.
ورغم ثقتى ومعرفتى جيدا لشخصية الحكم فهيم عمر ونزاهته أؤكد أنه سوف يسجل الواقعة بالتفصيل وبكل صراحة فى تقريره وأتصور أن اتحاد الكرة ولجنة المسابقات بالذات لن تفرض عقوبات شديدة من النوعية التي تنص عليها لائحة المسابقات.
..وأن تكتفى بتوقيع غرامة مالية ..كما سبق وفعلت مع نجوم كثيرين فى الفترة الأخيرة..على الرغم من أن التقارير الأمنية التى تتوالى على اتحاد الكرة تؤكد دائما ضعف مواقف الاتحاد ولجنة المسابقات فى التصدى للشغب والشتائم والخروج عن الروح وحدود الأخلاق واللياقة.. وحتى إلقاء الشماريخ التى نكاد نراها فى كل مباراة.
وسبق أحمد فتحى فى الخروج عن الروح الرياضية نجوم كثيرون.. دون عقاب أو مساءلة مثل شيكابالا الذى تعددت وقائع أخطائه وتجاوزاته ..وعاب سلوكه فى مرات كثيرة الخروج عن حدود الأدب مثل توجيه الشتائم لجماهير الفرق المنافسة خاصة جماهير الأهلى .. وواقعة اندفاع سيد عبد الحفيظ مدير الكره بالأهلى نحو الحكم عبد القادر مرسى والاحتجاج عليه بعنف وحدة بين شوطى مباراة فريقه مع الانتاج الحربى.. واحتجاج نجوم الفريق محمد بركات وحسام غالى ومحمد أبوتريكه بحدة ايضا عليه..واكتفت لجنة المسابقات بإيقاف عبد الحفيظ مباراة واحدة وغرامة مالية 20 ألف جنيه..دون المساس كالعادة بنجوم القطبين..
* ولا ننسى واقعة الاعتداءات الشديدة من جماهير النادى المصرى على الجماهير التى كانت ترافق الأهلى وكذلك الاعتداء على سيارة اللاعبين وسبهم ورمى الطوب والزجاجات عليهم ..وكانت العقوبة المتوقعة إقامة مباراة على الأقل للمصرى بدون جماهير..ولكن مجلس إدارة الاتحاد استبعد العقوبة خاصة وإن أمن بورسعيد أبدى تحفظه وأكدت التقارير الأمنية صعوبة تحقيق ذلك وسط هذه الظروف الصعبة والمزاج الشعبى العام الذى يعيبه الانفعال والتهور!
*يبدو أن اتحاد الكرة قد أصبح فى موقف لا يحسد عليه من الخوف الشديد من غضب النجوم والجماهير بطريقة قد تؤدى إلى توقف الدورى..مما يدخل الاتحاد فى أزمة أكبر لتدبير مواعيد جديدة فى ظل المواعيد المضغوطة أساسا بسبب فترة التوقف الطويلة السابقة, والارتباطات الدولية العديدة للمنتخب الوطنى والأول وكلاهما يواجه مهام صعبة فى تصفيات كأس إفريقيا ودورة الألعاب الاوليمبية..أو وقوع أزمة أشد قد تتسبب فى إلغاء الدورى هذا الموسم..مما يدخل الاتحاد فى مشاكل أعنف مع الأندية التى ستواجه المزيد من الاختناقات الماليه..وكذلك الفضائيات بسبب الأضرار المالية التى يتسبب فيها توقف إذاعة المباريات.
يزيد من صعوبة الموقف ,المنافسة التى تكاد تكون انحصرت بين الزمالك والأهلى على البطولة وازدادت صعوبة وحساسية.
لذلك فالاتحاد يتراجع عن كل التحذيرات والوعيد الذى أعلنه قادة الجبلاية وعلى رأسهم سمير زاهر وحتى لجنة المسابقات المسؤله عن قيادة وادارة المسابقة برئاسة عامر حسين..ورأينا رجال الجبلاية يتخلون عن القرارات الشديدة ويلجئون إلي طريقة ( نانسى عجرم !) التى تتسم بالنعومة والرقة والديبلوماسية
وكما تقول نانسى نفسها (اطبطب..وادلع!!).
ولمحاولة ذر الرماد فى العيون لجأت الجبلاية إلى فرض غرامات مالية كبيرة , بدلا من عقوبات الايقاف, ورغم قناعتى بأن الغرامات المالية هى الأنسب فى ظل الاحتراف.. وانها تقتصر على اللاعب أو المدرب أو الإدارى الذى يرتكب الخطأ, وليس معاقبة ناديه بايقافه وحرمانه من جهوده فى مباراة أو أكثر..إلا أن الموقف قد زاد عن الحد ولم تعد الغرامات المالية تكفى أو تحقق الردع للجميع.. بدليل تكرار الأخطاء خاصة من الجماهير وبالذات (التراس ) الأهلى أو الزمالك.. وأصبح كل (بعبع !) يرعب الحكام ويخشون بطشهم وغضبهم خاصة فى ظل الحساسية والمنافسة الملتهبة على البطوله..وكذلك يرهب الجبلاية ولجنة المسابقات من إيقاف أى لاعب خشية أى صدام مع الناديين والإعلام الذى تخلى عدد كبير من رجاله للأسف عن الحياد والنزاهة والتجرد الذى يجب أن يكون عليه.
ويستعين الاتحاد بالأفكار الخبيثة والفاسدة! التى كان يتميز بها وزير المالية الهارب من العدالة بطرس غالى فى ابتكار مختلف أساليب الجباية من أجل إنعاش خزينة الاتحاد ومحاولة الإفلات من الأزمة المالية الحالية التى يواجهها .