أصبحت مباراة القمة في مهب الريح بعد أن تنازعتها المخاوف الأمنية في ظروف صعبة تعيشها مصر.. جهات الأمن تضغط علي إتحاد الكرة لتأجيل المباراة إلي نهاية الموسم لتكون الاخيرة وبحيث يتم الترتيب لها وتجنب مشاكلها أو تأثيرها علي المسابقة بشكل عام.. بينما يريد الاتحاد التروي ودراسة الأمر خوفا من أن تصبح المباراة حاسمة في تحديد بطل الدوري وتزيد مخاطرها الأمنية..
سمير زاهر رئيس اتحاد الكرة اكد فى تصريح لصحيفة الأخبار علي وجود رغبة أمنية في إتجاه التأجيل، وعامر حسين رئيس لجنة المسابقات اكد علي عدم وجود نية للتأجيل وهو يتخذ هذا الموقف علي ضوء اختصاصه كلجنة تسعي لاستقرار المسابقة تاركا الإعتبارات الاخري لمجلس الإدارة.. وذلك كله في إطار التواصل اليومي بين مسئولي الاتحاد والقيادات الامنية بما فيها وزير الداخلية نفسه.. حيث يتسلم الاتحاد اسبوعيا تقارير أمنية عما يحدث في المباريات لتكون الصورة واضحة أمام الاتحاد إذا ما اتخذت وزارة الداخلية موقفا تجاه المسابقة.. وهناك إتصالات هاتفية شبه يومية بين الطرفين تشدد علي المتابعة الدقيقة لما يجري ومراقبة المشاغبين ومثيري الشغب والعنف.. وكان هناك إتفاق علي »تغليظ« العقوبات وعدم التهاون مع المشاغبين خاصة المحرضين للجماهير..
وفي حوار مع سمير زاهر رئيس الاتحاد حول الاوضاع الامنية في الملاعب ومصير لقاء القمة .. اشار إلي أن الامن يرغب في التأجيل إلا أن اتحاد الكرة حسابات اخري تراعي ايضا إقامة المباراة في ظروف مناسبة ولذلك سوف نضع القرار تحت الدراسة.. وقال ان التقارير الامنية عن المباريات مخيفة ولو أننا استسلمنا للهواجس الأمنية لتوقف الدوري، وندرك جيدا حجم المسئولية الملقاة علي عاتق الأمن الجبارة والجهود التي يبذلها وتحمله لتجاوزات الجمهور..
وخلال الحوار مع زاهر.. لخص الاوضاع الامنية في الملاعب في النقاط التالية:
< هناك تجاوزات مخيفة ورهيبة لايراها الرأي العام خلال المباريات وقبلها وبعدها.. التجاوزات في أكثرها موجهة لرجال الأمن والشرطة.. بنزعة تبدو من التقارير كما لو كانت إنتقامية.. أو »تفريغ« لشحنة »كبت« يصعب اخراجها في الشارع..
< القلق يساور الجميع بما فيهم جهات الأمن.. لأن السلوكيات غريبة وعصبية ومتشنجة ومليئة بالتجاوزات والمهاترات والانفلات في الهتافات والانفلات أكثر في التعامل مع رجال الأمني لدرجة أن بعض الجماهير تسرق »موبايلات« الشرطة وتعبث بها وأحيانا تعيدها بدون شريحة أوتعيد الشريحة بدون جهاز .. يحدث ذلك أكثر خلال عملية »التفتيش« قبل دخول الملعب.. ومن الواضح أن رجال الشرطة تلقوا تعليمات بعدم الاحتكاك بالجماهير .. ولكن لايصح أن يستمر ذلك لما فيه تهديد للمسابقة التي قاتل الاتحاد من اجل عودتها بعد مشاورات طويلة مع المجلس العسكري الأعلي ومجلس الوزراء..
< رئيس إتحاد الكرة »وهو رئيس لجنة الطوارئ في نفس الوقت« يتلقي مباشرة تقارير عاجلة بعد كل جولة من الدوري لتوضيح الحالة الامنية.. علاوة علي إتصالات يومية بين الطرفين وتواصل بين رئيس الاتحاد ووزير الداخلية وبين رئيس الاتحاد واللجان المختلفة.. نحن نعيش الاوضاع ساعة بساعة.
< في كل الاحوال يصعب رفض أية تعليمات أمنية إذا توافرت فيها كل عناصر الخطر الحقيقي..
ولذلك نحن نعيش باستمرار حالة من الخوف ألا يكتمل الدوري رغم أن الحالة العامة تتحسن بمرور الوقت وتتابع المباريات.. ولابد أن يفهم الجميع مدي أهمية وقيمة إستكمال المسابقة التي ترفع الكثير من المعاناة عن الشعب المصري وتخفف عنه الأعباء المعيشية.. ولو تخيلنا الشارع المصري بدون دوري ومباريات لأدركنا كيف سيكون الأمر مختلفا..الناس الان مشغولون بالمباريات والمنافسة وبدون ذلك تصبح الحياة صعبة للغاية.. علاوة علي ما يمثله الدوري من رسالة خارجية مهمة للغاية تثبت لكل من هم خارج الحدود أن مصر مستقرة ويستطيع أي سائح ان يزورها مادامت هناك أحداث جماهيرية تجري بلا مشاكل.. وأمام الدوري شهران نريد أن يمرا بأمان لانهما سيؤثران إيجابيا علي الحالة العامة في مصر..
< ليست المشكلة الامنية في الدوري الممتاز »أ« فقط بل في كل المسابقات الادني.. تأتي تقارير ايضا تثير القلق لان حركة التنقلات بين الفرق في المحافظات كثيفة ولاتخلو من مخاطر كبيرة.
< فكرة إقامة مباراة القمة في الكويت كما تردد مرفوضة وليس هناك مجال للحديث فيها .. لانها علي الاقل رسالة سلبية عن مصر.. ونحن علي أمل كبير أن تكتمل المسابقة بدون مشاكل ضخمة ولدينا رغبة ان يستجيب الجمهور ويخفف من التوتر ويصبح هو الذي يحمي المباريات.. وهذا يتطلب مسئولية أكبر علي اللاعبين والمدربين والاداريين في الاندية ليتجنبوا تماما التصرفات المثيرة للجمهور والمحرضه له وهذا أيضا دور الاعلام الذي يجب ان يرتفع إلي مستوي المسئولية ويتخلي عن نظرته الضيقة للمباريات.
< لايجب أن ننسي ان المنتخب الوطني مقبل علي مباراة مهمة أمام جنوب أفريقيا وعلينا جميعا أن نسانده ربما يعود الامل من جديد.