دول مجلس التعاون تعلق مبادرتها لحل الأزمة اليمنية عقب رفض الرئيس صالح التوقيع
أعلنت دول مجلس التعاون الخليجي في ختام اجتماع عقد في الرياض الاحد
22-5-2011 انها قررت "تعليق العمل" بمبادرتها لحل الازمة في اليمن بعد رفض
الرئيس اليمني علي عبد الله صالح التوقيع على اتفاق الخروج من الازمة.
وجاء في بيان صدر في الرياض في ختام اجتماع المجلس الوزاري لدول مجلس
التعاون "قرر المجلس ان يعلق العمل بالمبادرة لعدم توافر الظروف الملائمة
لها".
وكان الرئيس اليمني رفض الأحد التوقيع على المبادرة الخليجية وسط اجواء مشحونة في صنعاء وباقي انحاء اليمن.
ووصل الأمين
العام لمجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني مساء الأحد الرياض، بعد ما
غادر صنعاء دون الحصول على توقيع الرئيس اليمني على المبادرة الخليجية
لانتقال السلطة، فيما حذر صالح من حرب أهلية في البلاد.
وتم إجلاء الزياني مع السفير الأمريكي من سفارة الامارات التي حاصرها مسلحون مناصرون للنظام، ثم انسحبوا من حولها في وقت لاحق.
وأكد المتحدث باسم الحزب الحاكم في اليمن طارق الشامي لوكالة فرانس برس أن
الزياني الذي قاد الوساطة الخليجية في اليمن "غادر صنعاء" مشيرا إلى أن
الرئيس اليمني "مستعد للتوقيع إذا وقعت معه المعارضة في القصر الجمهوري".
وأكدت وكالة الأنباء اليمنية أن حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم وحلفاءه "وقعوا الأحد على المبادرة الخليجية" لكن صالح لم يوقع.
وبث التلفزيون الرسمي صورا لمسؤولين في الحزب الحاكم يوقعون بحضور الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي.
وأكد صالح من جهته مساء الاحد في خطاب متلفز أنه لن يوقع على المبادرة
الخليجية لانتقال السلطة في البلاد إلا إذا وقعت معه المعارضة عليها في
القصر الجمهوري.
وقال صالح "أنا سأوقع إذا جاءت المعارضة إلى القصر الجمهوري للتوقيع، لأنها ستكون شريكة في الحكم لمدة 90 يوما".
وحذر صالح من حرب أهلية في اليمن إذا لم "تنصاع" المعارضة.
وقال صالح "إذا لم ينصاعوا، فسيكونون يريدون إدخال البلد في حرب أهلية،
وسيتحملون مسؤوليتها ومسؤولية الدماء التي سفكت وستسفك إن ركبوا حماقاتهم".
وأضاف "نحن صامدون وواقفون على أقدامنا، إن أتوا فنحن مع خيار الأمن
والاستقرار وإن ركبوا رؤوسهم فسنواجههم بكل الوسائل الممكنة في كل مكان".
وكانت المعارضة وقعت مساء السبت على المبادرة بشكل منفرد ورفضت التوقيع مجددا في القصر الجمهوري كما اشترط صالح.
يأتي ذلك فيما أفاد شهود أنه تم مساء الأحد إجلاء الوسيط الخليجي للازمة
اليمنية ودبلوماسيين غربيين بينهم سفير الولايات المتحدة في صنعاء بواسطة
مروحيتين بعدما حاصرهم مئات من المسلحين الموالين للنظام اليمني في مبنى
سفارة الامارات.
وشارك الامين العام لمجلس التعاون الخليجي وسفير الولايات المتحدة في
مراسم توقيع مسؤولي الحزب الحاكم، من دون صالح، على المبادرة الخليجية داخل
القصر الجمهوري.
وانتقل الزياني بعد ذلك بواسطة مروحية الى مطار صنعاء حيث انطلق الى الرياض
للمشاركة في اجتماع وزراء خارجية مجلس التعاون حول الازمة في اليمن.
وقال مصدر مسؤول في المجلس طلب عدم كشف اسمه ان "الوزراء يفكرون في سحب المبادرة الخليجية بعد رفض الرئيس صالح التوقيع".
وحذرت المعارضة صالح خلال النهار من ان الثورة "ستقتلعه" اذا لم يوقع على
المبادرة الخليجية فيما نفذ المحتجون المطالبون باسقاط النظام تحركا قد
يكون الاضخم منذ بدء الاحتجاجات، وذلك تزامنا مع ذكرى توحيد اليمن في 1990.
وقال المتحدث باسم المعارضة محمد قحطان لوكالة فرانس برس انه "اذا لم يوقع
صالح (على المبادرة) فالثورة ستقتلعه وتطرده من السلطة وسيخرج منها مذموما
مذلولا".
وكان من المتوقع ان يوقع صالح الاحد على المبادرة بحسب مسؤولين في حزبه،
الا انه اشترط منذ الليلة الماضية التوقيع بشكل مشترك مع المعارضة في القصر
الجمهوري مؤكدا عدم الاعتراف بالتوقيع "في الغرف المغلقة" في اشارة الى
توقيع المعارضة منفردة على المبادرة.
واكد الحزب الحاكم وحلفاؤه في اعقاب اجتماع برئاسة صالح على "ضرورة ان تجري
مراسم التوقيع على اتفاقية المبادرة (الخليجية) في القاعة الكبرى بالقصر
الجمهوري وبحضور كافة الأطراف السياسية المعنية بالتوقيع" بما في ذلك احزاب
اللقاء المشترك (المعارضة) وذلك في بيان نشرته وكالة الانباء اليمنية ليل
السبت الاحد.
ودعا الحزب الحاكم الى توقيع علني امام وسائل الاعلام وبحضور السفراء "بما
يجعل من هذه المناسبة حدثا تاريخيا يجسد الحكمة اليمنية والحرص على تجنيب
الوطن الفتنة واراقة الدماء".
وميدانيا، تظاهر مئات الالاف من المطالبين باسقاط النظام في صنعاء ضمن تحرك
ربما هو الاكبر منذ انطلاق الحركة الاحتجاجية المطالبة باسقاط النظام قبل
اربعة اشهر، وكذلك في مدن يمنية اخرى.
ورددوا شعارات مثل "يا زياني لا تبادر، علي صالح سيغادر" ولبس بعضهم ثيابا بالوان العلم اليمني، الاحمر والابيض والاسود.
وفي ظل هذه الاجواء المشحونة، قتل متظاهر معارض للنظام واصيب آخر بالرصاص
على طريق المطار في العاصمة اليمنية وفق ما افاد مصدر طبي لوكالة فرانس
برس.
وبحسب حصيلة وضعتها فرانس برس استنادا الى مصادر طبية وامنية، قتل اكثر من
180 شخصا منذ نهاية كانون الثاني/يناير في المواجهات وعمليات قمع المحتجين
في سائر انحاء اليمن.