أكد القمص متياس نصر كاهن كنيسة مار مرقص بعزبة النخل إثناء حديثه مع المعتصمين أن اللواء حمدى بدين مدير الشرطة العسكرية أكد له، "أنه لا نية لفض الاعتصام بالقوة، وأن كل ما يشاع حول فض الاعتصام بالقوة أو هجوم بلطجية لفض الاعتصام غير صحيح"، مؤكدا أن لكل شخص حق الاعتصام طالما لم يتجاوز القواعد القانونية والسلمية للاعتصام.
وأضاف القمص متياس أن مساعد وزير الداخلية نفى ما نشرته وسائل الإعلام والقنوات الفضائية بشأن استخدام القوة ضد المعتصمين، وأن مهمة الشرطة توفير الحماية وتأمين المواطنين ضد أى محاولات من قبل البلطجية لتهديد أمن وحياة المواطنين، أشار القمص متياس أن بيان قداسة البابا الصادر بشأن الاعتصام، صدر قبل أحداث العنف التى وقعت يوم السبت، وعبر البابا عن تخوفه من بعض الأمور منها تخوف قداسة البابا من دخول عناصر مندسة لتشويه صورة الاعتصام الحضارى، وثانيا: تخوف البابا من محاولة هجوم بلطجية على أبنائه، وهذا ما حدث بالفعل، وكأن البابا تنبأ بما كان سيحدث.
وأكد القمص متياس، أن جلسته مع البابا أمس الأحد كانت مثمرة فى توضيح بعض الأمور، منها أن أبنائه المعتصمين متألمين ومجروحين لما تعرضوا له، وثانيا: أن مطالب المعتصمين مشروعة فى الحصول على أبسط حقوقهم، ومنها القبض على الجناة والمحرضين مثل: أشرف أبو أنس الذى ظهر فى فيديو إمبابة يحرض بحرق كل الكنائس، ويتوعد بهدم كنائس إمبابة، مستطردًا: "يا سيدينا الناس لا يمكن أن تقبل إلا بالقصاص من المجرمين، لتعود البلاد آمنة مرة أخرى وهذا حق شرعى.. بصراحة الشباب غضبان وشايف إنه لابد من القبض على الجناة وتعقب المحرضين"، وقلت له: "لو قداستك أمرت بأى حاجة هنطيع إحنا أولادك وكلامك فوق رأسنا"، فرد قداسة البابا: "وأنا يا ابنى عمرى ما اضغط على أولادى فى حاجة".
مشيرا إلى أن البابا علم أولاده حرية الرأى والتعبير بما لا يخرج عن الإطار القانونى، فأعطى لأبنائه حق التعبير والمشاركة السياسية دون أن يتدخل أو يفرض عليهم شيئا، طالما أن الأمر يتم فى إطار شرعى وقانونى، وقال القمص متياس فى كلمته وسط هتافات المعتصمين وهم يرددون: "بالروح بالدم نفديك يابابا.. وبنحبك ياسيدنا"، وقال إن البابا شنودة "الأب الروحى لجميع الأقباط فى العالم وليس زعيما سياسيا، وقداسته غرس فى أولاده القيم الوطنية وحب الوطن والمشاركة، وعندما كان الأقباط يهتفون له فى وعظته " بالروح بالدم نفديك يابابا"، رد قداسته "أنا اللى أفديكم بحياتى"، فهتف المعتصمون لقداسة البابا.
وأراد القمص متياس فى كلمته توضيح الحقائق والرد على الشائعات وما نشرته وسائل الإعلام من أكاذيب حول الأحداث الأخيرة، مشيرا أن الإعلام يسعى بدوره لشق وحدة الكنيسة، لكنه أكد أن الكنيسة فى حماية الله، مشدّدًا على أن الأقباط هم الخيار الاستراتيجى لمصر، وأن وجود الأقباط فى "ماسبيرو" يُشكل ضغطًا على المسئولين للحصول على حقوقنا المشروعة والتى أبسطها القبض على الجناة والمحرضين، وهو ما وصفه البابا بالمطلب الطبيعى والحق، وبمجرد الحصول على حقوقنا سنعود إلى أماكننا، وأمام هذه الإرادة لا يمكن للكنيسة أن تجهض إرادة أبنائها، أو تمحو أيام الاعتصام الماضية وإهدار دماء أبنائها هباء.