حداد عام فى فلسطين على شهداء ذكرى «النكبة».. والجنازات تنطلق فى لبنان.. وسوريا تتسلم ضحاياها
عم الحداد، الاثنين، الأراضى الفلسطينية، ومخيمات
اللاجئين فى لبنان، ونكست الأعلام على جميع الدوائر الرسمية فى مدن الضفة
الغربية حداداً على أرواح الشهداء الذين سقطوا على يد الجيش الإسرائيلى،
الأحد، خلال إحياء الذكرى الـ63، وقدر عددهم بـ20 شهيداً، نصفهم فى سوريا
والآخر فى لبنان، وتحديداً فى منطقة «مارون الراس» على الحدود بين لبنان
وشمال فلسطين المحتلة. وسيستمر تنكيس الأعلام لمدة 3 أيام على جميع الدوائر
الرسمية فى الأراضى الفلسطينية وأماكن تواجد اللاجئين فى الشتات، بناء على
قرار الرئيس الفلسطينى محمود عباس (أبومازن(
فى الوقت نفسه، ذكرت مصادر صحفية إسرائيلية أن السلطات
الإسرائيلية سلمت لسوريا 10 جثامين لشهداء سقطوا خلال المواجهات التى
اندلعت قى قرية مجدل شمس فى الجولان المحتل. وذكر الجيش الإسرائيلى أنه تم
بالفعل تسليم الجانب السورى جثامين الشهداء، الذين أطلق عليهم الجيش
الإسرائيلى النار لدى مشاركتهم فى مسيرات إحياء ذكرى النكبة الـ 63 خلال
محاولتهم اختراق السياج الحدودى ودخول الأراضى الفلسطينية المحتلة.
وجرت مراسم تشييع لجثامين أولئك الشبان فى عدد من المخيمات،
ومنها مخيمات عين الحلوة والبص والمية ومية فى جنوب لبنان ومخيم الجليل فى
بعلبك بالبقاع اللبنانى. وكان قد قتل 10 أشخاص وأصيب 112 آخرون بجروح فى
إطلاق نار إسرائيلى خلال تظاهرة فى بلدة مارون الراس الحدودية فى جنوب
لبنان، تخللها رشق للجانب الإسرائيلى من الحدود بالحجارة.
من جانبه، قال الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله، إن «عودة
الفلسطينيين إلى أرضهم أصبحت أقرب إلى الإنجاز من أى وقت مضى»، وحيا «شجاعة
وبسالة الذين تظاهروا على الحدود اللبنانية والسورية مع فلسطين». ورأى
نصرالله أن المتظاهرين حولوا «يوم النكبة» إلى يوم آخر، و«أثبتوا للعدو
والصديق أن تمسكهم بحقهم غير قابل للمساومة ولا للنسيان ولا للتضييع». وأكد
نصرالله المضى «سوياً فى طريق المقاومة».
وفيما أعلنت السلطات الإسرائيلية قرار تمديد الطوق الأمنى
الشامل المفروض على الضفة الغربية لمدة 24 ساعة أخرى، وهو الطوق الذى فُرض
منذ منتصف ليلة السبت الماضية، واصلت الشرطة، الاثنين، تمشيط قرى الجولان
بحثا عن سوريين ممن اجتازوا الحدود.
جاء ذلك فيما تقدم لبنان بشكوى لدى مجلس الأمن الدولى ضد
إسرائيل، على خلفية قيامها بقتل وجرح عدد من المدنيين المحتشدين فى بلدة
مارون الراس. واتهم لبنان إسرائيل بممارسة العدوان وبانتهاك السيادة
اللبنانية والقرارات الدولية، وطالب مجلس الأمن الدولى «بتحمل مسؤولياته فى
حفظ السلم والأمن الدوليين والضغط على إسرائيل من أجل حملها على الإقلاع
عن سياستها العدوانية والاستفزازية تجاه لبنان، وتحميلها مسؤولية قتل
المدنيين والاعتداء عليهم»، وفقاً لما نقلته وكالة الأنباء اللبنانية.
وفى المقابل، تقدمت إسرائيل بشكوى ضد سوريا ولبنان اللذين
«يتحملان مسؤولية انتهاك حدودنا والاتفاقات الدولية وقرارات الأمم
المتحدة». وأضاف المتحدث أن «إسرائيل حذرت الأمم المتحدة والمجتمع الدولى
من أن يوم 15 مايو سيكون يوماً حساساً وأن البعض سيحاول القيام باستفزازات
على شكل أعمال عنيفة».
من جانبها، وصفت صحيفة «هاآرتس»، محاولات اقتحام الحدود فى
مجدل شمس فى الجولان وفى مارون الراس فى لبنان، بأنها شهادة فشل لإسرائيل
فى تقدير الموقف، مشيرة إلى وجود خطأ استخبارى ما باعتبار أن قيادة المنطقة
الشمالية قدرت أن المظاهرة الأساسية ستجرى فى منطقة القنيطرة وفوجئت بأن
المتظاهرين اختاروا مجدل شمس.