المشير طنطاوي: لن نسمح بـ«خراب الأمة».. والجيش والشرطة والقضاء «درع الوطن»
قال المشير محمد حسين طنطاوي، رئيس المجلس الأعلى للقوات
المسلحة، إن مصر ستعبر هذه الفترة «الدقيقة» من تاريخها بنجاح، مؤكداً أن
الدولة لن تسمح بخراب الأمة أو نشر الفتنة الطائفية.
وخلال مشاركته في احتفال تخريج دفعة جديدة من كلية الشرطة قبل
موعدها لتعزيز الوجود الأمني، الإثنين، قال المشير طنطاوي إنه سعيد
لاجتماعه برجال الأمن الذين يحمون أمن الوطن من الداخل، معتبراً أن الأمن
«هو حجر الزاوية في انطلاق مصر إلى المستقبل».
وقال طنطاوي إن «القوات المسلحة ورجال الشرطة والقضاء هم درع
الوطن وحصن شعبه المنيع الذي يعتز رجاله بشرف الانتماء إليه والى شعب مصر
العظيم، الذي وقف دائما يساندهم ويؤازرهم ويدعم دورهم فى خدمة مصر
والمصريين».
وأضاف طنطاوي: «لقد حدث شيء من الضغط على الأمن ولم يكن هذا
من رجال الشرطة وإنما لحدوث خلل في مواقف معينة جعلت مسؤولية الشرطة صعبة
فيما بعد». وأوضح أنه «عندما قامت الثورة بحثنا كيف نقاوم آثار الانفلات
الأمني؟»، وقال: «لقد تم تكليفنا أن ننزل لنساعد الشرطة.. واجتمعت القوات
المسلحة وأكدت أنها لن تفتح نيرانها على الشعب».
وتابع المشير طنطاوي: «نحن نعرف أن هدف الثورة لم يكن سيئاً
بل كان لتغيير المناخ إلى مناخ أكثر حرية وديمقراطية»، مضيفاً «في البداية
كان هناك حماس وثورة لكن ما حدث بعد ذلك من سلبيات أثرت على موقف مصر منها:
الانفلات الأمني، لكن قطاعاً كبيراً من الشعب ساعد على مرور فترة الانفلات
بخير، وفي وقت من الأوقات كانت الصورة قاتمة لكن ما حدث من عناصر الأمن
والشرطة لم يكن بأيديهم».
وأكد رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة أن «الأغلبية العظمى
من الشرطة شرفاء وكانوا يقومون بواجبهم على أحسن وجه»، موجها التحية إلى
وزير الداخلية منصور العيسوي على مجهوداته.
وشدد طنطاوي على أن «مسؤوليتنا تضميد الشرخ الذي حدث في مصر
بمنتهى السرعة»، وقال: «نتمنى أن نتجنب ما حدث في الفترة السابقة وننظر إلى
مصر الآن، وإلى أين تتجه، خاصة من الناحية الأمنية التي تشكل أهم جزء
الآن. مطلوب من الأمن الوطني الكثير، وهو أخطر جهاز موجود في مصر الآن،
لأنه مسؤول عن تأمين مصر من الخارج قبل الداخل».
وأوضح أن «ما حدث بالنسبة للأمن الوطني من قبل يجب أن نأخذ
منه عبرة»، مؤكداً أن القوات المسلحة ستكون جنبا إلى جنب مع الأمن الوطني،
لأن الامن الوطني سيكون الأساس في الأمن الداخلي للشعب المصري.
وقال المشير: «اذا لم ننجح في السيطرة على الأمن فسيؤثر على
الاقتصاد.. الاقتصاد في مصر يعاني جدا الآن بسبب الاعتصامات التي تعطي
الفرصة لمجموعة في منتهى الخطورة، وهم البلطجية لأن يركبوا فوق الاعتصامات
والإضرابات لتحقيق أهدافهم غير الشرعية».
وقال إن «المسؤول عن منع هؤلاء هي أجهزة الأمن والقوات
المسلحة، لكن يجب أن يساعد الشعب في وقف هؤلاء»، مطالباً كل مصري بأن يكون
إيجابياً و«يمنع هؤلاء البلطجية وراكبي الموجة»، مستشهداً بالحديث الشريف
«من رأى منكم منكراً..»، وأكد: «نحن نريد أن يوقف الشعب هؤلاء بيده أو
بلسانه ومساعدة الأمن والقوات المسلحة».
ولفت المشير إلى تآكل الاحتياطي النقدي المصري حالياً، مشدداً
على خطورة الإضرابات والاعتصامات على السياحة والموقف المادي لمصر، وقال
إنه يخاطب الشعب المصري كله وليس رجال الشرطة فقط.
وأكد المشير طنطاوي أن مصر تملك من الإمكانات ما يجعلها تخرج
من هذا «المطب» بسرعة، وناشد الشعب المصري أن «يحرص على مصالحه، وأن يراعي
الله ويعمل وينتج بسرعة».
وقال إن مصر بعد نكسة 67 كانت في أسوأ أوضاعها، وأسوأ من وضعنا الآن بكثير، لكنها تجاوزت تلك الأزمة بتكاتف الجيش والشرطة مع الشعب.
وطالب المشير الشعب بالتمسك بالثورة عن طريق الأمن والإنتاج،
وأشار إلى الفتنة الطائفية التي أصبحت في منتهى الخطورة على مصر، مطالباً
كل من له مطالب باللجوء إلى القنوات القانونية الشرعية.
وقال: «لن نسمح بأن تكون هناك فتنة طائفية وسنضرب بيد من حديد لأن الشعب سواء مسلمين أو مسيحين معنا، ولن نسمح بخراب الأمة».
وأكد المشير طنطاوي أن الإعلام يجب أن يتماشى مع الصدق
والأمانة في مصر بعد الثورة، مناشداً من وصفها بوسائل الإعلام التي «تصطاد
في المياه العكرة» أن تراعي الله ومصر وأن تحاول بكل طاقتها عدم إشعال
الأوضاع، على حد تعبيره.