الفلسطينيون يعيدون عقارب الساعة الى الوراء في صراعهم مع اسرائيل
اعاد الفلسطينيون الذين اقتحموا الحدود الاسرائيلية يوم الاحد عقارب
الساعة الى الوراء في صراع الشرق الاوسط ووضعوا قضية اللاجئين في بؤرة
الاهتمام بعد ان ظن كثيرون انها استبعدت من على طاولة التفاوض.
واعادت الاحتجاجات على الحدود الاسرائيلية مع سوريا ولبنان ايضا
تسليط الضوء على الفلسطينيين في الشتات وهي قضية جرى تهميشها في السياسة
الفلسطينية منذ عودة ياسر عرفات من منفاه الى الضفة الغربية وقطاع غزة قبل
عقدين.
ولم تمر المحاولة دون ثمن فقد قتل 13 متظاهرا على الاقل بالرصاص.
واثارت الاحتجاجات التي نظمها فلسطينيون في الشتات يطالبون بحق العودة الى
ديارهم التي اصبحت موجودة اليوم في اسرائيل مشاعر الفخر والبهجة في الضفة
الغربية وقطاع غزة.
وعندما اقتحم بعض المحتجين الحدود من سوريا الى اسرائيل في مشاهد
أذيعت على الهواء مباشرة على قنوات فضائية بدا الامر للفلسطينيين وكأن
المستحيل يتحقق حتى ولو لفترة قصيرة.
وقال عبد القادر البيشاوي (50 عاما) اللاجئ من قرية بيت دجن في يافا
ويسكن في مخيم بلاطة للاجئين "هذه رسالة لكل واحد يفكر في التنازل عن حق
اللاجئين."
واجبرت اسرة البيشاوي على الفرار من ديارها في حرب عام 1948 التي
ساهمت في رسم حدود دولة اسرائيل وتسببت في فرار مئات الالاف من اللاجئين
الفلسطينيين الى الدول العربية المجاورة.
وقال البيشاوي وهو واحد من 4.8 مليون لاجئ فلسطيني مسجلين لدى الامم
المتحدة في الاردن ولبنان وسوريا والاراضي الفلسطينية المحتلة "لاول مرة
اشعر ان الامة العربية بخير. لاول مرة أشعر انه ممكن أن نرجع على البلد بعد
ما بلغت القلوب الحناجر من اليأس والقنوط."
ومثل قضية مصير القدس تظل مسألة اللاجئين واحدة من المسائل الرئيسية في قلب الصراع العربي الاسرائيلي.
لكن اللاجئين راودتهم الشكوك طويلا في امكانية ضياع قضيتهم وسط
مفاوضات عملية السلام في الشرق الاوسط التي تستهدف اقامة دولة فلسطينية الى
جانب اسرائيل في الضفة الغربية وقطاع غزة.