«موسى» يسلم «العربي» أمانة الجامعة العربية: الآن أترككم في «أيدي أمينة»
في خطوة مفاجئة، تراجعت مصر عن ترشيح الدكتور مصطفى الفقي
لمنصب الأمين العام لجامعة الدولة العربية، ورشحت بدلاً منه الدكتور نبيل
العربي، وزير الخارجية، الذي حصل على المنصب بإجماع الدول الأعضاء، عقب
قرار قطر سحب مرشحها عبد الرحمن العطية «تقديراً لمصر وثورة 25 يناير».
وقال عمرو موسى، أمين عام جامعة
الدول العربية المنتهية ولايته، إن الدول العربية اختارت الدكتور نبيل
العربي بالإجماع أميناً عاماً للجامعة العربية.
وأعرب موسى خلال كلمته التى
اختتم بها مدة خدمته في الجامعة عقب الاجتماع التشاوري للوزراء العرب عن
تحيته لقطر بسبب «قرارها سحب المرشح القطري، وعملها على لم شمل الأمة
العربية، وإنهاء أزمة اختيار الأمين العام».
وأضاف الأمين العام السابق:
«الآن تركت الجامعة العربية في يد أمينة، وفى يد قومية، تعشق الأمة العربية
وتعمل لمصلحة العمل العربي المشترك، الآن أستطيع أن أقول لكم.. السلام
عليكم».
وضجت القاعة بالتصفيق عقب
انتهاء موسى من كلمته، ووقف الجميع لتحيته، واستمر التصفيق لدقائق، وتأثر
موسى بالتحية الحارة من الوزراء العرب فدمعت عيناه، وقال لهم: «أنتم الآن
في أيدي أمينة».
من جانبه عبر الدكتور نبيل
العربي، الأمين العام الجديد للجامعة العربية، عن شكره وتقديره وامتنانه
لدولة قطر، وشيخها حمد بن خليفة، ورئيس وزرائها ووزير خارجيتها الشيخ حمد
بن جاسم، لتنازل مرشحها لصالح مصر، وقبولها أن يتم اختيار الأمين العام
بالتوافق بين الدول الأعضاء.
وقال العربي في كلمة مرتجلة:
«لم أكن أعلم أنني سأحظى بالاختيار، ومن دواعي سروري وسعادتي أن أحظى بهذه
الثقة الغالية من الجميع لاختياري أمينا عاما، وبهذه المناسبة يشرفني أن
أتقدم بالشكر للجميع على هذه الثقة».
وأضاف: «أتولى هذه المهمة
الصعبة في وقت تمر فيه الأمة العربية بالكثير من الصعوبات، ومن الصعب أن
أقول إنني سأسير على نفس الدرب الذي قاده عمرو موسى باقتدار، لأنه بالفعل
نقل الجامعة العربية نقلة نوعية كبيرة، واستطاع أن يرفع من شأن الجامعة
كثيراً».
وتابع: «أتعهد بأن أسعى بقدر
الإمكان بنفس الخطوات التى قام بها موسى وأن أحاول القيام بواجبي على النحو
الأكمل».وأشار العربي إلى أن مهمة الأمين العام «ليست حضور الاجتماعات
الوزارية أو القمم، وإنما سيقترح وسيوصى وفي النهاية سيختار القرار السياسي
الصائب».
وأضاف: «العمل العربي المشترك
يمر اليوم بوقت صعب وعلينا جميعا أن نتكاتف لتحقيق مسيرة جيدة للعمل
العربي، وأرجو أن أتمكن من أداء هذه المهمة على الوجه الذي يرضى الجميع».
في المقابل، أثنى رئيس الوزراء
القطري ووزير الخارجية، حمد بن جاسم، على اختيار مصر لـ«العربي»، وقال إن
قطر «تقدمت بمرشحها وسحبته تقديرا لمصر ولثورة 25 يناير».
وأوضح بن جاسم أن «الانسحاب
القطري بدأ عندما زار أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة، مصر، منذ أسبوعين،
وتشاور مع القيادة المصرية بشأن أن يكون الأمين العام القادم من مصر تقديرا
لمصر ولثورة 25 يناير التى قادها الشباب». وقال: «قطر تنازلت عن هذا
المنصب لأن المرشح القطري هو مصري والمرشح المصري هو قطري».
وعبر رئيس وزراء قطر عن تمنياته
للعربي بالتوفيق، وقال إنه «الاختيار الصحيح لهذا المنصب، وهو ليس بالأمر
الهين، ونأمل أن يوفقه الله ويعينه على عمله وعلينا لمصلحة الأمة العربية».
وقدم وزراء الخارجية العرب
ورؤساء الوفود التهنئة لكل من مصر وقطر على «التوافق والروح القومية
الطيبة»، كما تقدموا بالتهنئة لكل من «موسى» و«العربي»، مؤكدين أنها بداية
موفقة للعمل العربي المشترك في الفترة المقبلة.
كانت مصر قد قررت بشكل مفاجئ
سحب ترشيح الدكتور مصطفى الفقي، في بداية الجلسة التشاورية لوزراء الخارجية
العرب، واستبداله بالدكتور نبيل العربي وزير الخارجية، ثم تلا ذلك إعلان
قطر سحب مرشحها للمنصب الدكتور عبد الرحمن العطية، وتأييد المرشح المصرى
الجديد، وهو ما أدى إلى حدوث توافق عربي على المرشح المصرى.