صرح الدكتور ناجح إبراهيم، رئيس تحرير موقع الجماع الإسلامية، لـ"اليوم السابع" فى إطار تحليله لأحداث إمبابة الأخيرة، وما تابعها من تداعيات بأن المشكلة التى تسببت فى الأحداث هى مشكلة اجتماعية تخص السيدة عبير تحولت إلى أزمة طائفية بعد أن عجزت الكنيسة عن حل أزمتها، وقال ناجح إبراهيم: "عائلة عبير أخذتها بالقوة وسلمتها إلى الكنيسة، ثم تم احتجازها، وحقيقة الأمر ولكى أكون منصفا، أن السيدة لم تنتقل إلى الإسلام عن قناعة، وإنما بسبب فشل الكنيسة فى حل مشكلتها مع زوجها الذى كان يضربها فغيرت دينها لكى تتخلص منه"، وقال إن السيدة ليس لديها أى قناعات دينية إسلامية أو مسيحية، وقد أخطأت عندما تزوجت قبل الانفصال عن زوجها المسيحى وهذا غير شرعى، وعلى الأرجح أن البعض أفتاها بإمكانية الزواج العرفى، والشباب المسلم أيضا مخطئ فى أمرين أولهما تحويل القضية من مدنية إلى دينية، والأمر الآخر التظاهر أمام الكاتدرائية الذى أثار التوجسات لدى الأقباط، لأن التظاهر أمام الكنائس خطأ فادح.
وحول احتجاز الكنيسة للفتيات اللاتى ينتقلن إلى الإسلام قال: "الكنيسة تخطئ بسياسة احتجاز الفتيات اللاتى ينتقلن للإسلام وهذا تجاوز فى حق سلطة الدولة، ويثير مشاعر المسلمين ضد الكنيسة، وهذه السياسة ضد فكرة الدولة المدنية، ولدى كامل اليقين أن البابا شنودة لا يوافق على هذه السياسة إنما هذه كانت من أساليب النظام القديم، ووجدت استحساناًَ لدى بعض القساوسة الصغار، وكاميليا شحاتة نموذج لهذا، عندما قام زكريا عزمى بتسليمها إلى الكنيسة كقربان ليضمن أصوات المسيحيين بمنطقة الزيتون".
ومن جهة ما يقوله الأقباط من خطف فتياتهم قال إبراهيم: "أتصور أن خطف الفتيات المسيحيات لا تخرج عن إطار الشائعات، وإذا كان هذا يحدث لماذا لا تلجأ الكنيسة للقضاء الآن القضاء نزيه ويعيد للحقوق لأصحابها".
ويؤكد ناجح إبراهيم على اقتناعه بعدم وجود أى أسلحة "بالكنائس وكنت أعتقد هذا وأنا فى شبابى، ولكن عندما كبرت عرفت أن هذا خطأ، ولكن المواجهة المسلحة كانت هناك بلطجية من الطرفين اندسوا بين الأقباط والمسلمين، ولكن غياب الأمن داخل الكنيسة ترتب عليه توجس المسيحيين باقتحام الشباب المسلم للكنيسة وهذا من حقهم، ولكن كان الأفضل الاستعانة بالشرطة وإبلاغ الجيش، إلا أن ما ترتب على هذا التوجس مبادرة الجانب القبطى بإطلاق النيران والدماء تأتى بدماء، وسواء بادر الأقباط أو غيرهم فإن التجمهر أمام كنيسة مارمينا كان خطأ من الأساس".
ويؤكد الدكتور ناجح إبراهيم أنه يؤمن بقول الدكتور سليم العوا أنه لا يوجد ردة فى الإسلام، والانتقال بين الأديان يجب أن يكون المواطن حرا فيما يعتقد، ويكون الحساب فى الآخرة، فمن ترك الإسلام ودخل النصرانية لا يتدخل المسلمون فى عقيدته، وكذلك إذا ترك أحد النصرانية ودخل الإسلام. والله يقول فى القرآن: "لا إكراه فى الدين"، وقال سبحان وتعالى: "فمن شاء فليمؤمن ومن شاء فليكفر"، وقال أيضا: "ليس عليهم بمسيطر"، ولا ينقص المسيحية والإسلام أن أحد يتركها أو ينتقل إليها.
وفى نهاية حديثة يشير الدكتور ناجح إبراهيم إلى ضرورة سن قوانين يمنع التظاهرات أمام دور العبادة ويمنع التظاهرات الطائفية عموما، لأن هذه التظاهرات تضر بأمن البلاد، وهى المشكلة الحقيقية التى خلفت الفتنة الطائفية نجد مثلا عندما تظاهر شباب الأقباط فى الإسكندرية أدى هذا إلى احتكاك مع شباب المسلمين.