لم تتوان إسرائيل لحظة عن تأجيج مشاعر كل العرب والمصريين، على وجه الخصوص، وبادرت صحيفة "هآارتس" الإسرائيلية بعرض صور لجنود إسرائيليين وهم يلتقطون صورا بجانب الأسرى المصريين، ويوجهون أسلحتهم تجاه الأسرى فى حرب 1956، والتى يطلق عليها "عملية سيناء"، وصورا للجنود الأسرى المصريين فى حرب 5 يونيو 1967، والتى يطلق عليها الإسرائيليون حرب "الستة أيام"، وذلك فى إطار احتفال إسرائيل بذكرى الجنود الذين قتلوا فى الحروب، ولكن فى ذكرى النكبة، التى مر عليها 63 عاماً، رد شباب مصريون على إسرائيل، بشكل تخطى مشاعر الاستفزاز، ليدفعها إلى العيش فى حالة قلق وارتباك.
وبدأ عدد من النشطاء على موقع "الفيس بوك" الاجتماعى، فى عرض صور لخرائط مصرية قديمة تعود لفترة الاحتلال البريطانى، تؤكد أن قرية "أم الرشراش" والمسماة حاليا بـ"إيلات" الإسرائيلية، هى قرية عربية مصرية تقع على البحر الأحمر غربى مدينة العقبة، احتلتها إسرائيل، وأقامت عليها مدينة وميناء سمته "إيلات"، تقدر مساحتها بـ15 كيلومتراً مربعاً.
الخرائط المنشورة فى "جروب" تحت عنوان "معا لاستعادة أم الرشراش المصرية من إسرائيل"، تشير إلى أن أم الرشراش تقع ضمن الأراضى المصرية، واحتلتها إسرائيل فى 10 مارس عام 1949، وقتلت القوات الإسرائيلية جميع أفراد وضباط الشرطة المصرية فى المدينة، وعددهم 350 شخصًا، بالرغم من أن "عصابات رابين"، دخلت المدينة دون طلقة رصاص واحدة، لالتزام قوة الشرطة المصرية بأوامر القيادة بوقف إطلاق النار.
وأضاف "الجروب" أن قضية أم الرشراش غالباً ما يتم التعتيم عليها فى وسائل الإعلام المصرية، لتجنب تكوين ضغط شعبى على الحكومة للمطالبة باستعادتها، وأن الحكومة أو أية جهة مسئولة لم تفعل أى شىء يذكر لاستعادة القرية، ومن هذا المنطلق أطلق القائمون على الصفحة دعوة لاستعادة هذه القرية، ونشروا دعوتهم عبر "الفيس بوك"، والتى انتشرت بسرعة كبيرة، حيث وصل عدد أعضائها إلى 27,124 ألف مواطن.
جروب "معا لاستعادة أم الرشراش المصرية من إسرائيل" يعد أحدث وسائل المطالبة باستعادة هذه المنطقة، وتجدر الإشارة إلى أنه فى عام1997 أنشأت الجبهة الشعبية لاستعادة "أم الرشراش"، وضمت صحفيين ومحامين وعسكريين وشخصيات مصرية بارزة، وأعلن آخرون انضمامهم للجبهة مثل اللواء صلاح الدين سليم، الخبير العسكرى المشهور، واللواء صلاح مسلم ومصطفى كامل مراد زعيم حزب الأحرار، وعميد الفدائيين المصريين أحمد شهيب، واجتمعت خبرتهم العسكرية وجهودهم التوثيقية والقانونية، وحصلوا على تلك الخرائط التى تثبت مصرية "أم الرشراش"، وذلك بعدما تعاون معهم آنذاك ضابط شاب متقاعد من الجيش، استطاع الوصول لهذه الوثائق النادرة من تركيا تدعيما لموقف مصر القانونى، وأخذ الأمر طابعاً جدياً، ولكن تم التعتيم على الموضوع بشتى الطرق، وتلقى كل من يحاول فتحه تهديدات من أمن الدولة السابق.
فى نهاية شهر أبريل الماضى، أصدرت بعض القوى السياسية، بالاشتراك مع حزب الأحرار، بياناً يفيد بتكوين جبهة إسكندرية لاستعاده أم الرشراش المصرية من الأيادى الصهيونية، وبالتزامن معها نظم مجموعة من شباب القوى السياسية وقفة احتجاجية أمام مكتبة الإسكندرية، للمطالبة باستعادة "أم الرشراش" المصرية من الأيادى الصهيونية، كما عقدت حركة الإصلاح والمساواة بشمال سيناء مؤتمراً فى ذات الشهر، أكدت فيه أنها ستواصل المطالبة بعودة أم الرشراش من إسرائيل، التى تحتلها وتستفيد من موقعها الطبيعى الاستراتيجى، وأنها أرض مصرية خالصة، وأن الحركة لن تدعم أى مرشح للرئاسة ما لم يضع فى برنامجه الانتخابى استعادة أم الرشراش.