وصفت صحيفة "الجارديان" البريطانية تهديد وزير العدل عبد العزيز الجندى، بالتعامل مع مخترقى القانون بالقبضة الحديدية بعد العنف الدموى الذى شهدته إمبابة يوم السبت الماضى، بأنه مؤشر مقلق.
وأضافت الصحيفة قائلة، إن تداعيات هذه الأحداث لا تزال غير واضحة، لكن بالتأكيد هذا النوع من العنف الطائفى فى مصر له تاريخ طويل ومزعج.. فصحيح أن السلطات تبنت نهج عدم التسامح مع كل مظاهر العنف ضد المسيحيين، لكن هل يجب أن يتم ذلك بقبضة حديدية وبإحالة ما يقرب من 200 شخص إلى المحاكمة العسكرية.
واعتبرت الصحيفة أن هذا يمثل شكلاً من أشكال فترة حكم مبارك الاستبدادية، ومجرد مثال على القسوة الذى يتبناها من يتولون الحكم حالياً فى الوقت الذى يغض فيها العالم بصره.
وتشير كيت آلن، كاتبة المقال، إلى أن وزير الخارجية البريطانى وليام هيج، خلال زيارته مؤخراً لمصر قال "إن نجاح الربيع العربى سيحكم عليه بشدة من خلال ما يحدث هنا". وإذا صح ذلك، تقول آلن، فإن مستقبل حركات الاحتجاج العربية التى وصفها هيج بأنها التطور الأكثر أهمية فى القرن الحاى والعشرين، يبدو محل شكوك فى الوقت الحالى.
وتمضى الصحيفة فى القول إن مصر لم تشهد منذ سقوط مبارك ازدهاراً للديمقراطية وحقوق الإنسان، بل هناك مصادر أشارت إلى اعتقال ما يصل إلى 5 آلاف شخص حتى منتصف إبريل بينهم أطفال فى عمر الرابعة عشرة والخامسة عشرة، مع تقارير تتحدث عن وجود حالات تعذيب.. وكان هيج وغيره من السياسيين فى جميع أنحاء العالم يعرفون بأمر هذه الاعتقالات، فإنهم يلتزمون الصمت حيالها.. وكان الوزير البريطانى قد اعترف بأن مخاطر الربيع العربى حينما قال إنه الانهيار مرة أخرى والعودة للأنظمة الاستبدادية والصراع وزيادة الإرهاب فى شمال أفريقيا.. فإلى متى سيظل يتجاهل القبضة الحديدية فى مصر؟