بعد مرور يومين على المظاهرات والاحتجاجات فى العاصمة التونسية المطالبة بإسقاط حكومة "قائد السبسى"، لم تجد السلطات حلا سوى فرض حظر التجوال، حيث أعلنت وزارتا الداخلية والدفاع التونسيتين فرض الحظر بإقليم تونس الكبرى، والذى يضم تونس واريانة وبن عروس ومنوبة من الساعة التاسعة ليلا حتى الساعة الخامسة صباحا، اعتبارا من يوم أمس السبت.
وأشارت وكالة تونس أفريقيا للأنباء إلى أن هذا القرار تم اتخاذه على أثر الأحداث المؤسفة التى شهدتها العاصمة من مظاهرات يومى الجمعة والسبت الماضيين، وأعمال الشغب والنهب والاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة والأشخاص، مبررة القرار بأنه محاولة للحفاظ على أمن المواطنين وسلامة الممتلكات.
كانت وتيرة الأحداث تصارعت فى تونس أمس، بعد الاشتباكات بين الشرطة والمتظاهرين، حيث استخدمت الشرطة الهراوات والغاز المسيل للدموع مع مئات المحتجين، كما قام الأمن بملاحقة المتظاهرين وألقوا القبض عليهم بشكل عشوائى.
وجاءت كل هذه الاحتجاجات على خلفية تصريحات وزير الداخلية التونسى السابق، ورئيس الهيئة العليا لحقوق الإنسان والحريات الأساسية فرحات الراجحى التى توقع فيها حدوث انقلاب يقوده أنصار الرئيس المخلوع زين العابدين بن على إذا وصلت حركة النهضة الإسلامية التى تأسست 1981 من قبل راشد الغنوشى إلى السلطة.
وفى محاولة لمعالجة الأوضاع، قام الرئيس التونسى المؤقت، فؤاد المبزع، بإقالة فرحات الراجحى من منصبه كرئيس للهيئة العليا لحقوق الإنسان والحريات الأساسية، خاصة أن تصريحاته كانت سببا رئيسيا فى إثارة البلبلة فى البلاد.
فى السياق نفسه، واجه الراجحى هجوما عنيفا على خلفية تصريحاته، حيث أكد محمد الطوير، أحد الكتاب التونسيين فى مقاله بجريدة "الصباح"، أن تصريحات الراجحى لا تتناسب مع كونه مسئولا سياسيا كبيرا.
وقال الطوير فى مقاله الذى جاء تحت عنوان "المسئولية الوطنية"، إن الراجحى أخطأ وكان يجب عليه أن يحسب خطواته قبل الوقوع فى هذا المطب، خاصة أن البلاد فى حاجة ماسة إلى استتباب الأمن والاستقرار.
فى المقابل تحول الراجحى إلى بطل فى عيون بعض الشباب التونسى، حيث قام عدد من الشباب بتأسيس صفحات على الموقع الاجتماعى "الفيس بوك" لمساندته وطالبوه بالترشح لرئاسة الجمهورية، وجاءت صفحة بعنوان "نريد فرحات الراجحى رئيسا للدولة" وكلنا فرحات الراجحى وفرحات الراجحى قائد الثورة الثانية ورئيس الجمهورية التونسية. وطالب أعضاء هذه الصفحات الحكومة الحالية التى يرأسها "قائد السبسى" بتقديم استقالتها.