القاعدة خططت لإحياء ذكري11 سبتمبر
بشن هجوم علي السكك الحديدية الأمريكية
كشفت الوثائق التي تمت مصادرتها من مجمع أسامة بن لادن
في أبوت أباد في باكستان عن أن تنظيم القاعدة كان يخطط للقيام بهجوم كبير
علي شبكة السكك الحديدية في الولايات المتحدة في الذكري العاشرة لهجمات
سبتمبر.
وقال مسئولون أمريكيون إن أولي الوثائق التي تم الحصول عليها من وزارة
الأمن الداخلي بعد الغارة علي المجمع كشفت عن أن تنظيم القاعدة كان يخطط
لشن عملية ضد شبكة القطارات في موقع غير محدد في الولايات المتحدة.
وأشارت الوثيقة إلي أن القاعدة كانت تخطط للعبث بخطوط السكك الحديدية
للقطارات بحيث يخرج أحد القطارات عن مساره ويهوي في أحد الأودية أو فوق أحد
الجسور, لكن مسئولين أمريكيين قالوا إنهم ليس لديهم دليل علي أن هذه
المؤامرة كانت فعالة أو مجدية.
وقال ثلاثة من مسئولي تنفيذ القانون الامريكيين ومسئولون من الامن الوطني
إن معلومات التهديد الواردة في نشرة وزارة الامن الداخلي عمرها عام, ولا
توجد اي معلومات مخابراتية حالية تشير الي وجود اي تهديد محدد للقطارات او
اي هدف آخر في الولايات المتحدة. وفي غضون ذلك, وضع الرئيس الأمريكي باراك
أوباما أمس إكليلا من الزهور في موقع جراوند زيرو بمدينة نيويورك إحياء
لذكري ضحايا أحداث11 سبتمبر.2001
وقال أوباما خلال الزيارة إن هذا الموقع يعد رمزيا للتضحية غير العادية
التي قدمت في ذلك اليوم المروع قبل نحو عشرة أعوام, وأضاف أن مقتل بن لادن
بعث برسالة للعالم.. لكنه أرسل رسالة وهي أننا عندما نقول اننا لن ننسي
أبدا فإننا نعني ما نقول.
وصافح الرئيس الأمريكي الحاضرين في مراسم إحياء الذكري, والتقي بشكل خاص
مع أسر ضحايا أحداث11 سبتمبر, وقال لمجموعة من رجال الإطفاء قبل بدء
المراسم ستجدون دائما رئيسا وإدارة يقفان بجانبكم, كما وقفتم بجانب أبناء
نيويورك علي مدار الأعوام العديدة الماضية.
وذكرت تقارير إعلامية أمريكية أن اوباما سيلتقي خلال ساعات أيضا مع بعض
أفراد القوة الخاصة الأمريكية التي شاركت في قتل زعيم القاعدة.
وعلي الصعيد نفسه, ذكرت صحيفة نيويورك تايمز أمس أن القوات الخاصة
الأمريكية التي داهمت منزل زعيم تنظيم القاعدة وقتلته لم تواجه اي مقاومة
تقريبا بعد اندلاع تبادل إطلاق نار في بادئ الأمر.
وقالت الصحيفة نقلا عن مسئولين أمريكيين إن الطلقات الوحيدة التي أطلقت من
المجمع في أبوت أباد جاءت في بداية العملية عندما أطلق الرجل المشتبه بأنه
مرسال بن لادن أعيرة نارية من مبني مجاور.
وفي حديث منفصل, دافع الرئيس الأمريكي مجددا عن طريقة تعامل القوات
الأمريكية مع جثة زعيم القاعدة, قائلا: قواتنا تعاملت باحترام مع الجثة
عندما دفنت رفاته في البحر رغم الانتقادات من أن هذا الاجراء ينتهك الأعراف
الاسلامية.
وقال اوباما لمحطة سي.بي.إس في إشارة إلي هجمات11 سبتمبر2001 التي دبرها
زعيم تنظيم القاعدة أولينا بالتأكيد رعاية لهذه اكثر مما فعله ابن لادن
عندما قتل ثلاثة آلاف شخص ولم يعبأ كثيرا بما تعرضوا له من انتهاك لحرمتهم.
وقال اوباما ردا علي سؤال عما اذا كان قد اتخذ قرار دفن بن لادن في البحر
بصفة شخصية: كان قرارا مشتركا, وأضاف اعتقدنا انه من المهم التفكير سلفا
كيف سنتخلص من الجثة اذا قتل في المجمع السكني, وقال أيضا: إن ما حاولنا ان
نفعله- بالتشاور مع خبراء في الشريعة الاسلامية- ايجاد وسيلة مناسبة يتم
من خلالها التعامل باحترام مع الجثة.
وفي غضون ذلك, نقلت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية عن مسئولين أمريكيين
قولهم إن وكالة المخابرات المركزية الأمريكية استخدمت مخبأ في بلدة ابوت
اباد لاغتيال أسامة بن لادن.
وقال المسئولون للصحيفة في تقريرها أمس إن المخبأ كان قاعدة عمليات لجمع
معلومات مخابرات, وإنه استخدم مخبرين باكستانيين ومصادر أخري لتجميع صورة
تعبر عن نمط حياة ساكني المجمع الذي عثر فيه علي بن لان والنشاطات اليومية
فيه.
وذكرت الصحيفة أن جهد المراقبة كان مكثفا للغاية بعد اكتشاف المجمع في
أغسطس لدرجة أن وكالة المخابرات المركزية الأمريكية طلبت إذنا من الكونجرس
لنقل عشرات الملايين من الدولارات بين ميزانيات الوكالة المتعددة لتمويل
العملية.
وفي غضون ذلك, بدا الاهتمام الأمريكي واضحا فيما يتعلق بالخليفة المحتمل
لزعيم تنظيم القاعدة, حيث دارت التكهنات حول اليمني أنور العولقي الذي يعد
القائد الفعلي للقاعدة في شبه الجزيرة العربية, ليكون هو الخليفة المحتمل
بعد أن تم استبعاد أيمن الظواهري, لعدم تمتعه بمؤهلات بن لادن القتالية.
وفي إسلام آباد, انتقد رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني العملية
العسكرية التي نفذتها القوة الأمريكية الخاصة وأسفرت عن مقتل زعيم القاعدة,
وقال إنه مع الوضع في الاعتبار العلاقات القائمة منذ فترة طويلة مع
الولايات المتحدة, فانه لم يكن يتعين انتهاك سيادة باكستان.
ومن فيينا- كتب مصطفي عبد الله: أكد وزير الخارجية النمساوي مايكل اشبندل
إيجر أنه لا يوجد في الوقت الراهن مخاوف في بلاده من تعرضها لهجمات
انتقامية من تنظيم القاعدة بعد مقتل أسامة بن لادن, بينما أكد المستشار
النمساوي فيرنر فايمن أنه يتحتم علي النمسا ودول الاتحاد الأوروبي شن حرب
علي الظروف( الاجتماعية والاقتصادية) التي تساعد علي ظهور الإرهاب.