اوباما: مقتل بن لادن رسالة "للارهابيين" أن أمريكا لن تنسى هجمات سبتمبر
ال الرئيس الأمريكي باراك أوباما إن العملية العسكرية
التي استهدفت زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن جاءت باسم ضحايا الهجمات
التي وقعت في الحادي عشر من سبتمبر ألفين وواحد.
جاء ذلك خلال تفقد أوباما لموقع برجي التجارة
العالميين في نيويورك وذلك بعد ايام قليلة من اعلان الولايات المتحدة قتل
زعيم تنظيم القاعدة في عملية نفذتها القوات الخاصة الامريكية.
ووصف أوباما قتل زعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن ووصفه بانه رسالة "للارهابيين أن بلاده لن تنسى هجمات سبتمبر العام 2001."
وفي الموقع الذي يعرف حاليا باسم "جرواند زيرو" شارك اوباما في مراسم لتأبين ضحايا الهجمات.
ووضع اوباما اكليلا من الزهور على نصب تذكاري للضحايا وتحدث الى اقربائهم والى عمال الاغاثة ورجال الشرطة.
وسوف يلتقي اوباما يوم الجمعة بافراد القوة الخاصة التي قتلت بن لادن.
وكان اوباما قال ان نشر صور جثة بن لادن امر "يهدد الامن القومي الامريكي".
واضاف اوباما: "اعتقد انه بالنظر الى طبيعة
التفاصيل البشعة في تلك الصور، من الممكن ان يؤدي امر نشرها الى ظهور نوع
من المخاطر على الامن القومي".
وقال اوباما: "من المهم بالنسبة لنا ان نتأكد ان
تلك الصور ذات التفاصيل البشعة لشخص اطلق على رأسه الرصاص سيتم تداولها على
انه حض وتشجيع لمزيد من العنف، وستتحول الى اداة للدعاية، وهذا ليس من
شيمنا".
يذكر ان الادارة الامريكية تراقب حاليا ردود الفعل
في العالم على حدث مقتل بن لادن، وسط نظريات مؤامرة تدور حول زعيم
القاعدة، في اعقاب تصريحات متباينة لمسؤولين امريكيين.
وفي هذا الصدد قال اوباما ان "هناك البعض ممن ينكرها، لكن الحقيقة هي انكم لن ترون اسامة بن لادن يسير على الارض ابدا".
تساؤل قانوني وكان قرار الرئيس الامريكي بعدم نشر صور بن لادن
بعد قتله، والذي صرح به في مقابلة مع برنامج "ستون دقيقة" في شبكة CBS
التلفزيونية الاخبارية الامريكية، قد ولد بعض ردود الفعل المختلفة بين
السياسيين الامريكيين، الذي سنحت الفرصة لبعضهم لمشاهدة بعض تلك الصور.
وقال ستيني هوير، الشخصية القيادية الثانية في الحزب الديمقراطي الحاكم
داخل الكونغرس الامريكي، انه يؤيد موقف الرئيس بعدم نشر الصور.
الا ان لينزي غراهام، وهو قيادي بارز في الحزب الجمهوري، قال ان القرار لم يكن صائبا.
وقال: "اعلم ان بن لادن مات، لكن الطريقة الافضل
لحماية مصالحنا في الخارج والدفاع عنها تتمثل في البرهنة على هذه الحقيقة
امام العالم، واخشى ان يطيل قرار الرئيس اوباما النقاش حول هذا الامر بلا
طائل".
ويأتي القرار الرئاسي في وقت يستمر فيه الخبراء
والمختصون في البحث بمخزون اجهزة الكومبيوتر والاقراص المدمجة والهواتف
المحمولة واقراص تخزين المعلومات (USB) التي صادرتها فرقة الكوماندوز
البحرية التي نفذت العملية من البيت الذي كان يعيش فيه بن لادن وقت مقتله
في ابت آباد بباكستان.
"هدف مشروع" وقال وزير العدل الامريكي اريك هولدر انه من
المتوقع ان تُضاف اسماء جديدة للقائمة الامريكية لمن يعتقد انهم ارهابيون
نتيجة البحث في تلك الاجهزة والاقراص والهواتف.
كما تبين ايضا انه كان بحوزة بن لادن مبلغ 500 يورو (نحو 750 دولار) وهاتفان محمولان، في حال الحاجة اليها عند الهرب.
وشكك منتقدون بمشروعية عملية قتل بن لان، عندما تغير الخطاب الرسمي الامريكي بالقول انه لم يكن مسلحا عندما قتل.
لكن هولدر قال ان بن لادن يعد "هدفا عسكريا مشروعا"، وانه قتله جاء في
سياق "الدفاع عن المصلحة الوطنية، وان المهمة كانت اما القتل او الاحتجاز،
وهو لم يحاول الاستسلام".
وقد قتل في هذه العملية، التي تمت الاثنين، ثلاثة رجال وامرأة، في حين جرحت احدى زوجات بن لادن.
وتحتجز السلطات العسكرية الباكستانية الناجين من تلك العملية في مواقع سرية في مدينتي روالبندي واسلام آباد.
ارتفاع شعبية اوباما وقال مسؤولون امريكيون ان بن لادن (54 عاما)، والمطلوب الاول في قائمة اخطر المطلوبين لامريكا، قد دفن بالقاء جثته في قاع البحر.
ولوحظ ان شعبية اوباما قفزت نحو 11 نقطة عقب
العملية، التي راقبها الرئيس مع فريق مستشاريه اثناء حدوثها من البيت
الابيض، لتصل الى 57 في المئة في احدث استطلاع للرأي اجري الاربعاء.
وفي تصريحات لا تخلو من صراحة قوية قال مدير وكالة
الاستخبارات المركزية الامريكية ليون بنيتا، لمجلة تايم الامريكية، ان
"قرارا صدر بأن اي تعاون مع الباكستانيين سيعرض العملية للخطر، لانهم ربما
ينبهون المستهدف".
الا ان باكستان رفضت الطرح الامريكي بانها لا يمكن الوثوق بها قبل تنفيذ العملية.
كما ان بعض المشرعين الامريكيين بدأوا يطالبون بتقليص المساعدات الامريكية لباكستان، التي تبلغ عدة مليارات من الدولارات.