أكد خالد مشعل، رئيس المكتب السياسى لحركة حماس، أن مصر كان لها دور كبير
فى إتمام المصالحة الفلسطينية وأنه خلال زيارته الأولى لمصر بعد ثورتها
التى أضفت الكثير من الحميمة على هذا الاتفاق المبارك، يود أن ينعى الشهداء
ويقرأ لهم الفاتحة لأن أبناء الشعب الفلسطينى هم الأقدر على تقدير قيمة
الشهداء، مضيفا أن الاتفاق جاء مفاجأة وللجميع لسرعته، خاصة أن محاولات
المصالحة شهدت الكثير من الشد والجذب لسنوات ووفود تذهب وأخرى تأتى والكثير
من الوسطاء دون جدوى وأن لحظات التيسير تأتى فى وقتها الذى يحدده الله.
وأضاف مشعل أن الظروف التى أحاطت بالاتفاق تعطى قدرا كافيا من الطمأنينة
بشرط أن تتوافر الإرادة مضاعفة فى مرحلة التطبيق للمصالحة، فالنجاح فى
التوقيع على النصوص لا يكفى وإنما لابد من تطبيقه بصورة حقيقية وجادة مشيرا
إلى أن سؤ نية المتابعين للقضية كانت تتوقع فشل المصالحة، لأنهم رأوا
إرهاصات وقرائن دفعتهم لاستنتاج ذلك.
وقال مشعل: "لا أريد العودة للوراء لأنى مع إخوانى من حماس تجاوزنا الكثير
من الشكليات من أجل الشعب الفلسطينى، حتى لا نحبطه وننزع منه البسمة التى
بدأت تظهر على محياه وأيضا إكرام لمصر فليس معقولاً أن نخذلها بعد هذه
الثورة رغم أن الإعلام أوصل الرسالة بشكل سيئ جدا، فعندما يكون هناك مصالحة
بين طرفين اختلفا كثيرا ثم اتفقا فإذا كانت لحظة الانقسام قد جسدها
الإعلام أما لحظة التصافى والمصالحة فقد أهملها، ولكن أعتقد أن القدر
المعقول قد تحقق، حيث نضع كل الأمور خلف ظهرنا وفتح وباقى الفصائل هم
إخواننا وتلك صفحة قد خلت ومضت ونريد أن نفتح صفحة جديدة بقلوب صافية ونهدى
هذا الاتفاق وتطبيقه على الأرض للشهداء والأسرى حتى نقول لهم خلاص أصبحنا
صفا واحدا ونتفرغ لمشروعنا الوطنى ومواجهتنا لعدو حقيقى وحيد وهو إسرائيل
وهذا ما دفعنا للقفز على كل الإشكاليات ونسيان الماضى، بالإضافة لدور مصر
فى تذليل هذه العقبة".
وأشار مشعل ردا على من يثيرون إن حماس لم تجد سوى المصالحة لتسلكه أنه بكل
بساطة هناك سبب جوهرى للمصالحة وسبب آخر متمم له وتبقى المستجدات والظروف
عوامل ثانوية، حيث يأتى السبب الجوهرى فى أبناء حماس وفتح وكل الفصائل
شعروا أنهم فى حاجة ماسة لإنهاء الانقسام والذهاب للوحدة الفلسطينية ازدادت
مع الأيام بشكل قوى لأن الانقسام كان واقعًا فرض عليهم وليس خيارًا سلكوه
نتيجة سلسلة من الأحداث المؤسفة والتدخلات الخارجية والانقلاب على نتائج
انتخابات 2006 والسلوك المتبادل على الأرض بين الفصائل والأصابع الخفية
التى لعبت دورها أيضا فى زيادة الانقسام رغم أن حماس من اليوم الأول
للانقسام كانت تقول إنها أزمة لابد من تجاوزها مؤكدا أنه اتصل فى 2007
بالقيادة المصرية يعلمها أن حماس جاهزة للمصالحة والبحث عن حل حقيقى.
وأكد مشعل أن الانقسام لم يكن خيارا وأن حماس أرادت الخروج منه ولكن لم
يسمح لها بذلك وساعد على ذلك البعض الذين أرادوا أن يحملوا حماس تلك
المسئولية لتدفع الثمن ومع الأيام أصبح الشعور أن حالة الضفة وغزة كجزءين
عزيزين من الوطن الفلسطينى أن يبقى منفصلين شىء صادم لأبناء الشعب ويشعرهم
أنهم يعيشون حالة غير طبيعية.
وأشار مشعل إلى أنه بعد الحرب على غزة بدأت محاولات للمصالحة إلى أن تمت
اليوم والسبب الجوهرى فى إتمامها أن الشعب الفلسطينى أصبح يشعر أن الانقسام
مرض يؤثر على حياته الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والأمنية وأصبح
الانقسام عبئا على كاهل الجميع.
وأكد مشعل أن العرب فى كل مكان كانوا يلمونه ويظلمونه بسبب عدم إتمام
المصالحة وكأنه السبب فى عرقلتها ويرفضها ويقولون "اتقوا الله" رغم أن
العرب لو كانوا قد وفروا لفلسطين شبكة الأمان من التدخلات الخارجية بعد
الانتخابات وبعد اتفاق مكة وبعد كل محاولات التصافى لما وصل الفلسطينيون
لهذا الحال.
وقال مشعل "لا أتفهم عتب العرب علينا إننا انقسمنا ولكن أقول ينبغى أن
تستحضروا مسئوليتكم فى أن تستحضروا شبكة الأمان من التدخل الإسرائيلى
واليوم فرصتنا أكبر فى تحقيق ذلك".
وعن السبب المتمم لاختيار المصالحة أشار مشعل إلى أن الورقة المصرية كان
عليها بعض الملاحظات والاستدراكات كانت بسيطة وأتيحت الفرصة هذه المرة فى
أن يتم الاتفاق عليها ولو كان هذا قد تم منذ عام لكانت فلسطين تعيش الآن فى
وفاق بين فصائلها جميعا ولو أن زيارة فتح فى 24 سبتمبر الماضى فى دمشق وهى
أول لقاء بعد انقطاع قد أسترت على روحها لكان الاتفاق تم منذ 7 أشهر لكن
جاءت اللحظة اليوم للاتفاق.
وقال مشعل "الورقة المصرية وقعنا عليها الأسبوع الماضى مع الاستدراكات وهذا
كان مطلبنا فى الماضى، وكنا نريد أحد خيارين، إما إدخال التعديلات على
الورقة المصرية أو إرفاقها فى ورقة منفصلة مع الاتفاقية وتأخذ نفس القيمة
ولو وافق على أحد هذين الخيارين قبل عام لكانت تمت المصالحة والذى جرى
اليوم هو أنه تم السماح لنا بهذه الاستدراكات فى ورقة منفصلة توافقنا عليها
خلال ساعة".
وعن دور النظام السابق فى المصالحة الفلسطينية أكد مشعل أنه رجل يحترم نفسه
ومن المروءة ألا يفتح صفحات الماضى لأشخاص لم يعودوا فى موقع السلطة
والشجاعة والرجولة هى انتقاد الأشخاص وهم فى قمة السلطة قائلا "لا أقول
القيادة المصرية السابقة لم تكن تريد المصالحة، وإنما كانت أقل تسامحا
وتقبلا للاستماع لموضوع الملاحظات ولو كانوا تجاوزوا قداسة الورقة المصرية
والحساسية لتمت المصالحة قبل عام ولاشك أن القيادة الماضية بذلت جهدا
حقيقيا، ولكن الجديد الآن هو روح الثورة المصرية والتغيير الذى انعكس
إيجابياً على المصالحة، ولذلك نحن وفتح والرعاية المصرية قبل أسبوع توصلنا
لتفاهم خلال ساعة ووقعنا عليها واحتفلنا بها لأن الواقع السياسى المصرى
أصبح أكثر أريحية وتفاهماً وليس من الرجولة أن أغازل الشارع المصرى بتضخيم
أخطاء النظام السابق واللعب على العواطف".
وأكد مشعل أن لديه بعض الملاحظات على القيادة المصرية السابقة فى تعاملها
مع الحركة، ولذلك هناك تغيير حقيقى الآن فى الواقع المصرى يستبشر به
الجميع، لكن هذا لا يعنى أن الماضى كان صفرا وانتقلنا الآن إلى مائة مضيفا
أن مصر تمثل للفلسطينيين والعرب جميعا القائد الذى يحمى جيشه الشعب
الفلسطينى، وأن الشارع المصرى فى كل عصوره كانت فلسطين نبضه الحى وكان
ترمومتر الأمة فى تفاعله مع قضاياها.
وقال مشعل "لدينا آلام ومرارة مما فعله النظام المصرى السابق فى التعامل مع
المصالحة وموقفه من حركة فتح والعلاقة بينهم والعوامل التى كانت ليست فى
اتجاه التعجيل بالمصالحة، ولكن الوضع الجديد فى مصر هو عامل إيجابى بالنسبة
لحركة حماس "نافيا انتقال حركة حماس من سوريا إلى قطر مؤكدا أنها شائعة
كاذبة روجها البعض وحماس لديها وفاء مع من تتعامل معها وليست الأزمات
تجعلهم يتخلون عن موقعهم فى سوريا لأنهم أصحاب مبادئ وأوفياء لمن يدعمهم
وفى الوقت نفسه يفهمون تطلعات الشعوب ورغبتهم فى الإصلاح.
وأضاف مشعل أن حماس مستعدة أن تدفع كل ثمن لإتمام المصالحة لأن تجربة
المفاوضات وعمليات السلام منذ مدريد وحتى الآن كافية للحكم بعدم جدوى عملية
السلام مع إسرائيل لأنها متعنتة وضعف الفلسطينيين يغريها بالتشدد وهى ليست
مسلمة بالحق الفلسطينى أو العربى والمجتمع الدولى عازف والولايات المتحدة
منحازة وداعمة لإسرائيل ولأن موازين القوى مع إسرائيل على الصعيد الفلسطينى
والعربى تسمح بدفع إسرائيل وإجبارها على أن تعطينا شيئا، مشيرا إلى أن
مشوار المفاوضات يكفى للتجربة وأن لم يكن كافيا فحماس من أجل المصالحة وأن
يظل الجميع يعمل معا مستعدة لإعطاء فرصة إضافية، ولكن مع إدارة القرار معا
فى هذه المحطة.
وأكد مشعل على مبدأ التعاطى الإيجابى والتفاهم فى إدارة القرار السياسى
وإدارة البرنامج السياسى الفلسطينى وأن يكون هناك مرونة فى التعامل مع
إدارة المقاومة والصراع مع إسرائيل بما يراعى الظروف الفلسطينية ويخدمها
ونحن على استعداد أن نضع الكرة فى مرمى إسرائيل، وأضاف قائلا "فى الماضى
برعاية مصر اتفقنا على التهدئة رغم أن إسرائيل كانت تنتقد والفكرة فى إننا
نحدد المبادئ ثم نتوافق على إدارة السلوك العملى والميدانى دون أن نسقط
خيار المقاومة، لأن هذا حقنا ومتمسكون به خاصة فى وجود احتلال والاتفاق
لابد أن يكون حول كيف ندير قرارنا السياسى وتعالوا نتعامل معًا فى تفاهم
فلسطينى داخلى، لأننا أبناء قضية واحدة ونعظم طاقتنا فى مواجهة إسرائيل".
وأشار مشعل إلى أن لقاءاته الأيام الفائتة مع المسئولين المصريين من أجل
رعاية المصالحة وضمان نجاحها تحدث حول التطلع للوصول لرعاية سرعة تنفيذ
المصالحة بالإضافة إلى أن مصر مع الشقيقات العربية لابد أن يوفروا شبكة
أمان لحماية فلسطين من التدخل الخارجى، حيث تأتى أمريكا فى كل مصالحة لتضع
شروطًا تفسدها، كما تقطع المساعدات عن الجميع، لذلك هناك أربعة أشياء
مطلوبة من الفلسطينيين منها نقطة تتعلق بإدارة المعركة العسكرية والمقاومة،
حيث نحتاج لإدارة حكيمة توفر جوا إيجابياً يسمح بنجاح المصالحة، فالمشكلة
لم تكن يومًا فى الطرف الفلسطينى، وإنما فى إسرائيل هى اليد العليا التى
تقتل متى تشاء ولا تريد أى رد فعل فلسطينى، وهذا ظلم ورغم ذلك من أجل
المصالحة الوطنية حماس على استعداد لضبط إيقاع المقاومة بما.
وأشار مشعل إلى أن النقطة الثانية تتعلق بإدارة القرار الأمنى والسياسى فلا
مكان للخطوات الدراماتيكية التى تفسد أجواء المصالحة والنقطة الأخيرة تدور
حول الأداء الإعلامى، حيث اتفق الطرفان بعد احتفال اليوم على البدء بخطوات
بناء ثقة فى الشارع الفلسطينى وإعطاء انطباعات عاجلة إن هذا الاتفاق جاد
سواء من حيث التصريحات الإعلامية أو المعتقلين أو الأسرى والأمر الثانى هو
التحضير سريعا لبدء لجان العمل لتطبيق بنود المصالحة فى كل المجالات.
وأكد مشعل أن إسرائيل تعتدى على الأمة العربية والفلسطينيين بل تسعى
لحرمانهم من مصالحهم وتحاصرهم وتشن حربًا عليهم، ورغم ذلك تقديرًا من
الفلسطينيين للظرف العربى وموازين القوى غير المتكافئة ففلسطين لا تريد أن
تقحم الأمة العربية فى حرب مع إسرائيل وأضاف قائلا "لنكن واقعيين مازلنا
نعتبر إسرائيل عدونا الحقيقى ومن حق الأمة أن تحاربها لتنتزع أراضيها
المقدسة وتوقف خطر الوجود الصهيونى فى المنطقة، ولكن ظروف الأمة غير مناسبة
ولابد من منحها فرصة لتستعيد نفسها وتعيد ترتيب أوراقها ومصر اليوم أحوج
ما تكون لإعادة ترتيب بيتها من الداخل وتحتاج لاستقرار سياسى واقتصادى
ونهضة تكنولوجية فلسنا فى عجلة ولا نريد إقحام الأمة فى حرب، ولكن لابد ألا
نستسلم لإسرائيل، بل نفعل المقاومة الشعبية الفلسطينية والمسلحة طالما أن
القانون الدولى يمنح من تحتل أرضه حق المقاومة".
وأوضح مشعل أن الفلسطينيين ليس عليهم أن يكترثوا لرد فعل إسرائيل على
المصالحة أو التصريحات التى تطلقها بل عليهم أن يفعلوا الصواب فى تفعيل ما
يلبى مصالحهم لأن إسرائيل لا يعجبها شىء لأنها هى التى تقتل وتستوطن وتعتقل
وتكذب على العالم فى عملية السلام، رغم أنها هى التى تقتلها بحق الفيتو
على المستوطنات وحق العودة للاجئين ولا جدوى لعملية السلام مع إسرائيل
وأضاف قائلا "دعونا نعيد النظر فى إستراتيجيتنا فى التعامل مع إسرائيل ولا
داعى للمفاوضات التى أعطيناها فرصًا كثيرة لعدم وجود قناعات مشتركة ونحتاج
اليوم للتغيير للحصول على نتائج جديدة".
وأشار مشعل إلى أن درس الانقسام كان قاسيا واختلاف الفكر بين فتح وحماس لا
يمثل مشكلة فهناك إمكانية للاتفاق لأن الجذور واحدة للطرفين وشعب فلسطين
يعيش تحت الاحتلال وحالة الوطن تخلق نوعًا من التوافق الوطنى وطالما هناك
احتلال فالمقاومة موجودة مع إنهاء الانقسامات وخلق أوضاع طبيعية لمصلحة
الجميع لأن التفكير سيكون أقوى فى تقوية الأوضاع السياسية لفلسطين خاصة بعد
أن وصل المسار السياسى مع إسرائيل لطريق مسدود أغلقه بقسوة نتنياهو كما
أغلقه شارون.
وأضاف مشعل أن الروح العامة فى القواعد الوطنية الفلسطينية سليمة خاصة إذا
حرصت القيادات على بث الروح الإيجابية فهناك اختلافات بين الحركات فمنها من
يتشدد أكثر، ولكن الاستثناءات قليلة والروح العامة فى الشارع الفلسطينى
وقواعد الفصائل عندما يجدون قيادتهم تتكلم بإيجابية وسلوكها إيجابى وتتعامل
مع المصالحة بجدية ستكون النتيجة أفضل بشرط توافر النوايا الجيدة لأن
دائما المصالحات والاتفاقات الداخلية دائما ما تفسدها التدخلات الخارجية.
وأكد مشعل أن كل الفصائل الفلسطينية والشعب نفسه تعلم من الدرس القاسى
للانقسام، وأهم الدروس المستفادة أن يعلم الجميع أنه ما من أحد يستطيع
إدارة القرار الوطنى منفردا ولابد من الشراكة لأن الوطن أكبر من أى فصيل
وأحيانا فى لحظات الزهو يخطئ الإنسان فى تقديراته والدرس الثانى أنه لا
يستطيع أى شعب أن يعيش منقسما فى نظامه السياسى وقياداته وقراراته، خاصة فى
ظل الاحتلال الذى يتطلب التوحد لإدارة المعركة، ولذلك الشعب الفلسطينى
يحتاج قرارات سياسية وأمنية موحدة وحكومة واحدة ومجلس تشريعى واحد ومؤسسات
اجتماعية واقتصادية واحدة وأن يكون هناك مرجعية موحدة لمنظمة التحرير لأن
إسرائيل وأمريكا يحاولان اختزال فلسطين فى الضفة والقطاع وهذا مرفوض مضيفا
أن خروج الشعب الفلسطينى ينادى "الشعب يريد إنهاء الانقسام" كان يمثل ضغطا
كبيرا على الفصائل التى أن لم تكن مقتنعة بالمصالحة لما أبرمتها والشعب مع
مجمل الظروف، كانوا دافعا وراء المصالحة.
وعن الاعتراف بدولة إسرائيل أكد مشعل أن المصالحة لم تتضمنه لأنهم لا
يريدون إقحام أنفسهم فى هذا الأمر، حيث إن الفلسطينيين لديهم مواقف عديدة
وأن هناك أربعة اتفاقيات أو وثائق سياسية تم التوقيع عليها أولها اتفاق
القاهرة 2005 ووثيقة الوفاق الوطنى ثم اتفاق مكة وأخيرا حكومة الوحدة
الوطنية عام 2007 وجميعها تضمنت بنوداً سياسية اتفقت عليها فتح وحماس وأضاف
قائلا "لا نريد أن يملى علينا أحد سياساتنا الداخلية، ولماذا دائما
الفلسطينيون ينبغى أن يخضعوا دائما لشروط خارجية لدول أوروبية تتفق مع
إسرائيل وتريد خدمتها واسترضاءها وتحقيق أى اتفاقات تلبى مصالحها، كما أن
العرب هم الذين فتحوا الأبواب لمثل هذا التدخل الخارجى وتجرأ الآخرون أن
يضعوا علينا شروطا وكأننا قصر وغير جديرين بالديمقراطية".
وأشار مشعل إلى أن الخطأ الذى وقع فيه الفلسطينيون هو إقامة سلطة تحت
الاحتلال لأن أهم شروط السلطة أن تكون لديها حرية وأن تبنى السيادة على
الأرض والأصل فى الأولوية هو تحرير الأرض وتخليصها من الاحتلال ثم إقامة
سلطة أو دولة، وما حدث هو وضع العربة أمام الحصان، بحيث أصبحت السلطة تمثل
عائقاً أمام التحرير بوضع التزامات أمنية، ولذلك حماس وفتح لا يملكون الآن
عصا سحرية لتخليصهم من الاحتلال وأن ما تحتاجه فلسطين الآن هو إنقاذ وطنى
بمشاركة الجميع للخروج من هذه الحالة.
وأكد مشعل أن حماس لا تخشى الاحتكام لصناديق الاقتراع فى الانتخابات
القادمة ردا على من يقولون إن حماس لا تعتقد فى الديمقراطية وتعتبر
الانتخابات سلمًا للصعود ثم تنسفه رغم أنهم لم يأخذوا بنتائج انتخابات 2006
ومع ذلك.
وعن تأجيل الانتخابات أشار مشعل إلى أنها أمر وارد طالما لم يتم صنع واقع
طبيعى فى الضفة الغربية يتيح إجراءها مع الإفراج عن الشباب المسجون وتوفير
جو آمن لإجراء انتخابات نزيهة تعبر عن رأى الشارع الفلسطينى وأن يتم
التسابق فى ظروف مناسبة، مضيفا أن الاتجاه لإعمار غزة أمر ضرورى خاصة بعد
تهدم عشرات الآلاف من المنازل فى الحرب عليها وتشرد الملايين ولذلك لابد من
فتح معبر رفح لوصول المساعدات لأن فتحه لا يعنى أن تكون الحدود "سليبة" بل
تكون منضبطة بالقانون تسمح بالحركة للشعب الفلسطينى وأضاف قائلا "لا نريد
أن نقذف بعبء غزة على مصر لأن الكيان الصهيونى مازال مسئولا سياسيا
وقانونيا عن غزة والضفة ولكن لابد من عودة العلاقات مع الشقيقة الكبرى مصر
طبيعية فمن إنجازات الشعب الفلسطينى أنه بنى نفسه تحت الاحتلال والفضل يرجع
للأمة الإسلامية التى لم تبخل عليه بالمساعدة".
وطمأن مشعل الشعب المصرى أن الفلسطينيين لا يريدون احتلال الجزء الشرقى
لسيناء لأنهم لا يريدون وطنا بديلا عن فلسطين وأن فكرة الهجرة انتهت تماما
لديهم بل إن هناك 6 ملايين لاجئ فلسطينى يريدون العودة لوطنهم ويفكرون جديا
فى ذلك لأن قيمة الأرض لديهم عالية جدا وفى وقت الانتفاضة كانوا يتوافدون
من الخارج للداخل وليس العكس وأن فلسطين جزء من الأمن القومى المصرى وخط
الدفاع الأول عنها وليست عبئاً عليها، لذلك هى خط قوة وليس استنزافاً للشعب
المصرى.