قيادات حزبية: قتل بن لادن «ضربة قاضية» للفكر الجهادى والأنظمة التى تلعب بورقة «القاعدة»
وصف عدد من قيادات الأحزاب مقتل أسامة
بن لادن، زعيم تنظيم القاعدة، بالضربة القاضية للتيارات التى تتبنى فكر
الجهاد، وقالوا: إن الخاسرين من هذا الحادث هم بعض قيادات الدول العربية
الذين كانوا يلعبون بورقة بن لادن والإرهاب, لتأخير الإصلاح الديمقراطى فى
بلدانهم مثل بشار الأسد فى سوريا ومعمر القذافى فى ليبيا، وتوقعوا قيام
تنظيم القاعدة بتنفيذ ضربات انتقامية بسبب مقتل زعيمهم.
قال نبيل زكى، المتحدث الرسمى باسم حزب التجمع: إن اغتيال أسامة بن
لادن، زعيم القاعدة، ضربة معنوية قاتلة لهذا التنظيم، مشيراً إلى أن هذا
الرجل كان يعطى دفعة معنوية كبيرة لأتباعه، وأضاف: «لا توجد شخصية فى تنظيم
القاعدة باستطاعتها ملء فراغ بن لادن ولا حتى أيمن الظواهرى، الذى لا
يتمتع بصفات شخصية تؤهله للقيام بهذا الدور». وأوضح «زكى» أن التنظيمات
التى كانت تتبنى فكر بن لادن ستختفى من الوجود بعد هذا الحادث، وتابع:
«أسامة بن لادن لم يعد له ولأفكاره وجود فى الشارع العربى، والدليل على ذلك
المبادئ التى نادت وتنادى بها الثورات العربية، وتتناقض مع فكر بن لادن».
وطالب المتحدث باسم التجمع استغلال هذا الحدث من جانب الدول العربية
والإسلامية، حتى لا يتم التدخل فى شؤونها بحجة القضاء على الإرهاب وأسامة
بن لادن الذى صنعته أمريكا. وقال الدكتور محمد أبوالعلا، نائب رئيس الحزب
الناصرى: إن مقتل بن لادن سيحدث ارتباكاً أمنياً مؤقتاً فى الدول العربية
والإسلامية، نتيجة وجود جماعات إسلامية تنتمى إلى الفكر الجهادى، الذى يدعو
إليه بن لادن، لافتاً إلى أن روح الانتقام ستسيطر على فكر أعضاء هذه
الجماعات تجاه الغرب، الذى يعد من وجهة نظرهم «كافراً»، مبدياً تخوفه من
امتداد هذه الروح الانتقامية إلى أبناء الشعوب الإسلامية من خلال قيام
تنظيم القاعدة بعمليات إرهابية تجاه هذه الدول نتيجة اعتقادهم أن أنظمة هذه
الدول متواطئة مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبى فى غزو أفغانستان،
ومطاردة تنظيم القاعدة، وإمدادهم بمعلومات خطيرة عنه.
وأشار «أبوالعلا» إلى أن مقتل زعيم تنظيم القاعدة سيلحق «هزيمة نفسية»
كبيرة بالجماعات الإسلامية المتطرفة، قد لا تستطيع معها ممارسة العنف بنفس
الدرجة التى كانت عليه من قبل. وقال فؤاد بدراوى، نائب رئيس حزب الوفد: إن
مقتل زعيم القاعدة سيلقى ارتياحاً بين المواطنين العاديين الذين لا ينتمون
إلى أى توجه دينى فى جميع الدول العربية، وعلى العكس تماماً سيكون بمثابة
الصدمة للجماعات الإسلامية المتطرفة، التى تتبنى منهجه الجهادى.
وقال أبوالعلا ماضى، رئيس حزب الوسط، إن الحادث سيترك «تعاطفاً
إنسانياً» لمدة قليلة فى نفوس المسلمين، مؤكداً أنه كان يتمنى ألا يقتل بن
لادن وأن يتم القبض عليه ويقدم للمحاكمة.
وقال الدكتور حسام تمام، الباحث فى شؤون الحركات الإسلامية، إن الحادث
محطة فى مسار تآكل الحركات الجهادية، التى تعمل على غرار القاعدة، ولن يكون
نقطة استثنائية فى حياة هذه الحركات، مشيراً إلى أن الخاسرين من مقتل بن
لادن هم الذين كانوا يلعبون بهذه الورقة لتأجيل الإصلاح الديمقراطى مثل
بشار الأسد فى سوريا ومعمر القذافى فى ليبيا، والحادث فى مصلحة الحراك
الديمقراطى.
وأضاف: «القاعدة كانت تتآكل فى الأعوام الأخيرة بسبب مقتل قيادات كبرى
فيها، ولم يتبق فيها سوى أسامة بن لادن وأيمن الظواهرى، ومع مقتل بن لادن،
زعيم هذا التنظيم، فلن يعود هناك شىء اسمه القاعدة، رغم التوقعات بحدوث
عمليات انتقامية، لأن أسامة بن لادن رمز لهم».
ولفت «تمام» إلى أن الثورات العربية «السلمية» الأخيرة قضت على أى
جاذبية لنموذج القاعدة، بعد أن كان بن لادن الشخصية القوية فى الخيال
الإسلامى، وهو ما ظهر فى عدم دفاع أحد عنه، وقال: «لو كان بن لادن قتل قبل
عامين أثناء إدارة بوش الأمريكية لكان سيطلق عليه شهيد»، لكن اليوم سيطلق
عليه زعيم القاعدة المقتول.