ليبيا: الأمم المتحدة تسحب موظفيها الدوليين من طرابلس
أعلنت الأمم المتحدة انها قررت سحب موظفيها من العاصمة
الليبية طرابلس في أعقاب تعرض مكاتبها للنهب والاعتداء من قبل جموع غاضبة
ردا على ما تناقلته وسائل الاعلام بخصوص مقتل سيف العرب أصغر أنجال العقيد
القذافي في غارة جوية شنها حلف شمال الأطلسي.
وقال مسؤول اممي لبي بي سي إن المنظمة الدولية
ستعيد النظر في قرارها في الاسبوع المقبل، وإن الحكومة الليبية قد اعتذرت
للهجوم الذي تعرضت له مكاتبها.
وقد كانت السفارتان الأمريكية والإيطالية ضمن المباني المستهدفة، فيما
أتت النيران على السفارة البريطانية بأكملها مما حذا ببريطانيا لطرد السفير
الليبي في المملكة المتحدة.
وأعلن وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ الاحد
طرد السفير الليبي في لندن "اثر الهجمات على بعثات دبلوماسية في طرابلس"
بينها "السفارة البريطانية"، وقال "ادين الهجمات التي تعرضت لها السفارة
البريطانية ومقار بعثات دبلوماسية لدول أخرى". وأضاف الوزير البريطاني "في
ضوء ذلك اتخذت قرارا بطرد السفير الليبي" وامامه "24 ساعة لمغادرة البلاد".
وقد أكدت قوات التحالف بقيادة الناتو تعقيبا على
إعلان طرابلس مقتل سيف العرب أن عملياتها العسكرية لا تستهدف أشخاصا
بعينهم. وقال رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، إن تلك الهجمات موجهة
بالأساس ضد أهداف ذات طبيعة عسكرية.
من جانبها دانت إيطاليا الهجوم الذي تعرضت لها سفارتها في طرابلس.
ووصفت الخارجية الإيطالية الهجوم بأنه عمل " خطير ودنئ" مضيفة أن النظام الليبي فشل في الاضطلاع بالتزاماته الدولية.
وكان متحدث رسمي ليبي قد أعلن في وقت سابق مقتل
سيف العرب، النجل الأصغر للزعيم الليبي العقيد معمَّر القذافي، وثلاثة من
أحفاده في غارة جوية شنها طيران حلف شمال الأطلسي السبت على مقر إقامته
في طرابلس.
وقد بث التلفزيون الرسمي الليبي ما قال إنها جثامين أحفاد القذافي وابنه سيف العرب، الذين يقال إنهم قد لقوا حتفهم في غارة للناتو.
وقد زار مراسل للبي بي سي المقر الذي قيل إن
الناتو استهدفه، ووصف المشهد بالدمار، إذ تُرى فيه حفرة كبيرة وأضاف أنه
بدا واضحا أن المكان قد شهد تجمعا عائليا.
في غضون ذلك، اتهم رئيس لجنة الشؤون الخارجية في
البرلمان الروسي قسطنطين كوساتشيف حلف الناتو بمحاولة قتل القذافي وتجاوز
التفويض الذي خولته له الأمم المتحدة ومجلس الأمن.
وجاء في بيان اصدرته وزارة الخارجية الروسية ان
"هناك شكوك جدية حول مصداقية ادعاءات اعضاء التحالف الدولي بأنهم لا
يستهدفون تصفية معمر القذافي واسرته."
ميدانيا، قال شهود إن القوات الموالية للقذافي قصفت بالمدفعية ميناء مصراته المحاصر منذ شهرين يوم الاحد.
سيف العرب
وكان المتحدث باسم الحكومة الليبية موسي إبراهيم
قد أكد أن القذافي نفسه كان متواجدا أيضا خلال الغارة في الفيلا الضخمة
المستهدفة، "لكن الزعيم الليبي لم يُصب بأذى".
وقال إبراهيم في وقت متأخر من يوم السبت: "إن
القائد وزوجته كانا هناك في المنزل مع أصدقاء وأقرباء آخرين، لكن القائد
نفسه بصحة جيدة ولم يُصب بأذى".
وأضاف إبراهيم إن الفيللا المذكورة استهدفت بقوة
هائلة، مضيفا بقوله: "لقد أسفرت الغارة عن استشهاد سيف العرب، الذي كان
يبلغ من العمر 29 عاما، وثلاثة من أحفاد القذافي".
وأردف بقوله: "لقد كانت عملية مباشرة لاغتيال قائد هذه البلاد".
وفور الإعلان عن مقتل نجل القذافي، خرجت مسيرات حاشدة في مدينة بنغازي، معقل المعارضة، "احتفالا" بالنبأ.
وفي أول تعليق رسمي من قبل المعارضة على مقتل سيف
العرب، قال العقيد أحمد عمر باني، المتحدث العسكري باسم المجلس الانتقالي
الليبي المعارض، في وصفه لمشاعر المعارضين لنظام القذافي: "إنهم سعداء لأن
القذافي فقد ابنه في غارة جوية، وذلك إلى درجة أنهم أخذوا يطلقون النار في
الهواء احتفالا بالحدث".
من جانبه، قال موفد بي بي سي إلى بنغازي، إبراهيم
خضرة، إن حشودا غفيرة خرجت إلى شوارع المدينة للتعبير عن فرحتها بمقتل نجل
القذافي، لطالما فقدوا هم الكثير من الضحايا على أيدي قوات القذافي منذ
اندلاع الاحتجاجات الشعبية ضد نظامه في الخامس عشر من شهر فبراير/شباط
الماضي.
وأضاف المراسل أن من تحدث إليهم من المعارضة أكدوا
له أنهم لا يخشون أي ردود فعل انتقامية من قبل القذافي وقواته، لطالما تم
كسر حاجز الخوف وباتت المعارضة "جاهزة لكل الاحتمالات".
"لا نستهدف الاشخاص"
واعترف ناطق باسم حلف الاطلسي بأن طيران الحلف
استهدف منطقة باب العزيزية في العاصمة الليبية مساء السبت، ولكنه لم يؤكد
ما يقوله الليبيون من ان الغارة اسفرت عن مقتل ابن القذافي الاصغر وثلاثة
من احفاده.
وجاء في بيان اصدره الجنرال شارل بوشار، قائد
عمليات حلف الاطلسي في ليبيا ان "قوات الحلف واصلت ضرباتها الدقيقة ضد
المنشآت العسكرية التابعة لنظام القذافي في طرابلس مساء السبت بما في ذلك
ضرب مركز معروف للقيادة والسيطرة في منطقة باب العزيزية حوالي الساعة
السادسة مساء."
ومضى البلاغ للقول: "إن كل الاهداف التي تدكها
طائرات الحلف هي اهداف ذات طبيعة عسكرية لها علاقة واضحة بالهجمات المبرمجة
التي ينفذها النظام على الشعب الليبي والمناطق المأهولة. ان الحلف لا
يستهدف الاشخاص."
وقال: "علمت بالتقارير الاخبارية غير المؤكدة التي
افادت بمقتل بعض افراد اسرة القذافي، ونحن نأسف لكل الخسائر في الارواح
بما فيها الاذى الذي يصيب المدنيين الابرياء نتيجة استمرار هذه الحرب."