عقب المصالحة بين فتح وحماس بالقاهرة: حياد إيجابي مصري وتفاؤل فلسطيني ورفض إسرائيلي
أثار اتفاق المصالحة الذي تم توقيعه بين حركتي فتح
وحماس في القاهرة مساء أمس الأول ردود أفعال عديدة متضاربة علي الساحات
الفلسطينية والاقليمية والدولية.
فعلي الصعيد الفلسطيني الداخلي شاعت أجواء تفاؤل كبيرة علي مختلف
المستويات السياسية الرسمية والفصائلية التي اعتبرت الاتفاق تعزيزا للوحدة
الوطنية علي طريق إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة.وبينما رحبت ايران بالاتفاق
الا أنه بدا مفاجئا لاسرائيل التي اعتبرته خطأ قاتلا,أما الولايات المتحدة
الأمريكية فقد استقبلته بفتور ولوح أعضاء في الكونجرس بتهديد بأن اتفاق
المصالحة سيؤثر علي المساعدات الأمريكية للسلطة الفلسطينية.
ففي رام الله أشار الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلي أن محادثات السلام مع
اسرائيل ما زالت ممكنة في ظل وجود حكومة جديدة يجري تشكيلها في إطار
الاتفاق مع حماس.وقال عباس إن منظمة التحرير الفلسطينية التي يتزعمها والتي
لا تضم حماس ستظل مسؤولة عن تولي شؤون السياسة والمفاوضات.
وفي دمشق قال عزت الرشق, عضو المكتب السياسي لحركة حماس والمقيم مع قيادته
في سوريا, لوكالة الأنباء الألمانية(د.ب.أ), إن وجود نظام جديد في مصر بعد
انهيار نظام الرئيس المخلوع حسني مبارك, يعيد مصر إلي العمق العربي وعمق
الأمة العربية حيث يقف هذا النظام الجديد علي الحياد الايجابي في الشأن
الفلسطيني, بينما نظام مبارك كانت أجندته تميل في أغلب الأحيان إلي حركة
فتح والسلطة الفلسطينية أما اليوم فالأجندة المصرية تغيرت.
وفي تل أبيب وصف الرئيس الاسرائيلي شيمون بيريز الاتفاق بين فتح وحماس
بأنه خطأ قاتل سيحول دون إقامة دولة فلسطينية وسيخرب فرص السلام والاستقرار
في المنطقة. وصرح افيجدور ليبرمان وزير الخارجية الإسرائيلي بأن الرئيس
الفلسطيني تخطي الخط الأحمر بإجرائه مصالحة مع حركة حماس. وقال إن إسرائيل
يجب عليها أن تفكر حاليا في الإجراءات التي يجب أن تتخذها.
وفي واشنطن حذر أعضاء في الكونجرس الأمريكي من أن يؤثر اتفاق المصالحة علي
المساعدات الأمريكية للسلطة الفلسطينية. وذكر بيان صادر عن رئيسة لجنة
العلاقات الخارجية في مجلس النواب الأمريكي أورده راديو( سوا) الأمريكي أن
الاتفاق يعني أن حركة إرهابية ستكون جزء من السلطة الفلسطينية علي حد
تعبيرها. وأضاف البيان أن أموال دافعي الضرائب الأمريكيين يجب ألا تذهب
لدعم جهات تهدد أمن الولايات المتحدة الأمريكية وحليفتها إسرائيل.
وبدوره, اعتبر السيناتور الجمهوري ماركيل أن حماس بجانب فتح يساوي تعليق
المساعدات الأمريكية للسلطة الفلسطينية. ورحبت إيران باتفاق المصالحة
الفلسطينية ووصفه وزير الخارجية الإيرانية علي أكبر صالحي في بيان اوردته
وكالة أنباء فارس الإيرانية بأنه خطوة إيجابية نحو تحقيق الأهداف التاريخية
للأمة الفلسطينية المقهورة. وأعرب صالحي عن أمله في أن يضع الاتفاق أساسا
لانتصارات كبري ضد المحتل الإسرائيلي.كما أشاد بالوساطة المصرية التي قادت
إلي التوصل إلي الاتفاق. وفي باريس أعلنت فرنسا استعدادها للعمل مع حكومة
وحدة وطنية فلسطينية تلتزم بالتخلي عن العنف, وباتفاق السلام الذي يرجع
الشأن في التفاوض عليه وإبرامه مع إسرائيل للرئيس الفلسطيني محمود عباس.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية بيرنار فاليرو أن فرنسا تشجع
المصالحة الفلسطينية- الفلسطينية والمبادرات التي يتخذها رئيس السلطة
الفلسطينية محمود عباس في هذا الشأن.