لا تنبت أشجار"الكرز" في مصر، لذلك اعتدنا على استخدام ثمرها "الكريز" في
تزيين الحلويات الغربية، وكأننا كمصريين حكمنا عليه بالاغتراب مزروعا و
مأكولاً، حتى جاءت بسمة لتكسر القاعدة، حبة الكرز التي أثمرتها شجرة توت مصرية أصيلة تمتد جذورها بعرض النيل.
أول
ما تقابله في بسمة ابتسامة عريضة، تحمل في طياتها طريقة خاصة في الحياة،
اختارت أن تعلنها عبر عينين مقاتلتين تلقى دائما بنظرة متحدية دون حتى اي
قصد، اختارتا أن تحارب الحزن منذ البداية، بالاضافة شقاوة فطرية طفولية
تفضحها الضحكة والحركة.
بدأت بسمة حياتها العملية كمذيعة لاحد برامج
مسابقات الأغاني، وتماما كحبة "الكريز" تم استخدامها فقط للزينة، حتى عندما
شاركت في فيلمي "المدينة" و"الناظر"،
ولأنها بفضل جذور شجرة التوت التي تنبت من صدر جدها المناضل المصري يوسف
درويش - رحمه الله - وام تعمل في مجال الدفاع عن حقوق الانسان، تمردت لتقدم
أول أدوارها الحقيقية في فيلم النعامة والطاووس، كاشفة عن "تسبيكة" خاصة لا تملكها سوى حبة كرز مصرية.
لتقدم بعد ذلك ليلة سقوط بغداد، وكذلك رسائل البحر،
لتثبت حبة "الكريز" قدميها في السينما، وتضع غراس أول شجرة كرز مصرية،
بسمة التي تشبه تماماً شخصية "نورا" التي لعبتها في رسائل البحر، تلك
الفتاة الموهوبة الفنانة، التي بحثت عن فرصة لتعلن عن نفسها، التي تعشق
الحياة، وتمارس التمرد كعادة يومية محببة، وتبحث دائماً عن النور.
بسمة
التي شاركت يوماً بيوم في ثورة الخامس والعشرين من يناير، واهبة ذلك الوطن
روحها وكل ما تملك، لتؤكد نظريتها الخاصة جدا، بأن الأرض الطيبة في مصر،
يمكنها أن تنبت أفضل أنواع الكرز "المسبك".