أكد السفير الفلسطينى فى القاهرة ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية د. بركات الفرا، أن كلام الرئيس أبو مازن فيما يتعلق بعدم سماحه باندلاع انتفاضة ثالثة ما دام رئيساً لفلسطين، "لم يفهم على النحو الصحيح".
وقال الفرا فى تصريحات خاصة لـ "اليوم السابع" إن كلام الرئيس عن هذا الأمر جاء من منطلق حرصه الدائم على مصلحة القضية الفلسطينية والشعب الفلسطينى، وإنه كان يقصد اندلاع انتفاضة مسلحة، خاصة وأن الرئيس فى هذه الأيام يلقى دعماً دولياً واسعاً، فيما يخص قيام الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من يونيو من عام 1967.
وأضاف الفرا "كما أن كلام الرئيس الفلسطينى جاء بعدما أعلنت الفصائل الفلسطينية المسلحة هدنة مع إسرائيل فى قطاع غزة، وحماس هى من أعلنت الهدنة، بل اعتبرت أن كل من يطلق الصواريخ باتجاه إسرائيل هو خائن لوطنه، ولم يصل الحد عند التخوين وفقط، بل وصل إلى أن حماس استنفرت عناصرها وأجهزتها الأمنية على طول الشريط الحدودى الفاصل بين غزة وإسرائيل، للحيلولة دون إطلاق الصواريخ على إسرائيل، وحماس نفسها قالت إن هذا القرار كان للمصلحة العليا للشعب الفلسطينى، وإنه ليس من قرارها، وإنما ذلك هو إجماع الفصائل الفلسطينية المسلحة.
واستغرب الفرا من التصريحات التى انتقدت أبو مازن قائلا: حينما قررت حماس الهدنة وقدمتها هدنة مجانية لم يهاجمها أحد، وحينما قال الرئيس ذلك لاقى هجوما واسعا، الرئيس يريد المصلحة للشعب لأن الدم الفلسطينى هو دمه وأبناء فلسطين هم أهله وإخوته وأبناؤه، ولا يمكننا أن نغفل أو نتغافل عن الدور الكبير الذى لعبه من أجل حشد التأييد الدولى لصالح القضية الفلسطينية، سواء فيما يتعلق بالاستيطان أو قيام الدولة الفلسطينية المرتقبة بإذن الله.
وحول الـ 18 إسرائيليا الحائزين على جوائز إسرائيل، والذين قاموا بإقامة مراسم رمزية بعد ظهر اليوم تأييدا للدولة الفلسطينية، قال السفير الفلسطينى فى القاهرة، هذا شىء جيد ونتمنى من جميع الشعب الإسرائيلى أن يحذو حذو هؤلاء لممارسة الضغط على حكومة نتنياهو، لعدم تعطيل المشروع الفلسطينى، مضيفاً أن هذه ظاهرة إيجابية ونتمنى أن يتسع نطاق هذه الحركات الداعمة لقيام الدولة، حتى يعيش الجميع فى سلام وأمان.
ولفت الفرا إلى أن هذه الحركات الإسرائيلية لا بد أن تتطلب منا كفلسطينيين المزيد من الجهد، والرئيس بذل جهدا وما زال يبذله فى كل الاتجاهات لدعم قيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، وأنه التقى فى الآونة الأخيرة 120 من العسكريين الاحتياط فى إسرائيل لبحث هذا الأمر وإقناعهم، وقد أبدى هذا الوفد الإسرائيلى اقتناعه الكامل، ودعمه للدولة الفلسطينية المرتقبة.
وتقدم المندوب الفلسطينى الدائم لدى جامعة الدول العربية بركات الفرا بالشكر لفرنسا التى استقبلت الرئيس أبو مازن رسمياً، واستعرضت حرس الشرف له، قائلاً "هذا إن دل فإنما يدل على دعم فرنسا الواضح لقيام الدولة الفلسطينية، ونأمل أن تحذو كل الدول حذو فرنسا من أجل قيام الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من يونيو من عام 67".