قالت مجلة فورين بوليسى، إنه على الرغم من أن الرئيس المخلوع، حسنى مبارك يستحق المحاكمة، لكن المصريين لا يمكن أن يأكلوا عدالة.
وأوضحت الصحيفة، أنه يبقى الشاغل الأهم فى مصر بعد الإطاحة بمبارك تخفيف وطأة الفقر كأولوية وأشارت أن هؤلاء النشطاء، الذين تجمعهم الطبقة المتوسطة، يركزون على العمل السياسى، وهو ما لا يتفق بالضرورة مع مصالح الفقراء.
فالحقيقة الأكثر أهمية بالنسبة لغالبية سكان دول مثل مصر وتونس ليس أنهم كانوا يخضعون لطغاة لكنهم يعيشون فى الفقر المدقع، ومن ثم فإن حل الحزب الوطنى ومصادرة أمواله ووضع مبارك وأبنائه ورفاقه أمام المحاكمة لن يخفف شيئًا من هذا.
وتحذر المجلة الأمريكية، أنه ما لم ينجح التغيير الديمقراطى وبشكل سريع فى إرساء التحسن الاقتصادى الملموس الذى يصل للفقراء، فإن سقوط الطاغية سيمثل لهم راحة مؤقتة باردة لغالبية المصريين.
وأضافت سيقول الاقتصاديون، "إن الديمقراطية سريعة، لكن التنمية تستغرق وقتاً والمشكلة أنه لا وقت لهذا"، وهنا تلفت المجلة إلى أن أحد الأسباب الرئيسية التى جعلت لجماعة الإخوان المسلمين شعبية وتأثير على الفقراء هو ما قدمته لهم من خدمات اجتماعية فشلت الحكومة فى توفيرها.
لذا تؤكد فورين بوليسى، أنه لابد أن يتحول خطاب الجماعات المؤيدة للديمقراطية من التركيز على السياسة، وبشكل رئيسى قضايا العدالة والمساءلة، إلى القضايا الاقتصادية التنموية من خلال التركيز على توفير فرص العمل والرعاية الصحية كأولوية، فإنه الربيع العربى سيواجه مصير ما كتبه بيتر بروك فى إحدى مسرحياته عن الثورة: "الثورة تأتى وتذهب ويحل السخط بدل الاضطرابات"