كتائب القذافي تمطر "مصراتة" بمائة صاروخ "غراد"
أمطرت الكتائب الموالية للزعيم الليبي، معمر القذافي، السبت،
"مصراتة" بعشرات الصواريخ وذلك بعد يوم من اتهامها من قبل منظمة حقوقية
باستخدام القنابل العنقودية المحرمة دوليا لاستهداف مناطق مأهولة بالسكان
في المدينة التي تفرض عليها حصاراً خانقاً.
وقال شاهد عيان، رفض
كشف هويته لأسباب أمنية، إن قرابة 100 صاروخ "غراد" سقطت على منطقة "قصر
أحمد"، ولم ترد تقارير تفيد بسقوط ضحايا في الهجمات.
وفي الأثناء، يعمل "الثوار" على ملاحقة القناصة الموالون للقذافي المنتشرون في أسطح المباني، بالمدينة المحاصرة منذ عدة أسابيع.
وذكر الشاهد أن ميناء "مصراتة" مازالت تحت سيطرة "الثوار،
السبت، بيد أن كتائب القذافي تدكها يومياً بالمدفعية لمحاولة منع الإمدادات
الإنسانية من دخول المدينة.
ويشار إلى أنه لم يتسن لـCNN التأكد بصورة مستقلة ومنفصلة من تلك التقارير.
والجمعة، قال شهود عيان إن مصراتة، المعقل المحاصر للثوار في
غربي ليبيا منذ أسابيع، قوات القذافي تشن هجوماً متواصلاً على أحياء
المدينة، مما أدى إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى.
وذكر الشاهد، الذي يعمل في الحقل الطبي، أن المدينة كانت تنظر
وصول سفينة محملة بالإمدادات الطبية، ولكن قوات القذافي حالت دون ذلك من
خلال قصف مدفعي عنيف استهدف منطقة المرفأ، وأحياء سكنية مجاورة لها.
وقال : "إذا لم يمت الناس هنا من القصف فسيموتون من الجوع، لأن القذافي لا يسمح لهم بالحصول على المساعدات."
وتحدث شاهد آخر لـCNN، طلب التعريف عنه باسم "عبد السلام"،
قائلاً إن السفينة التي منعها القصف من دخول المرفأ، كانت ستساعد على إجلاء
بعض العالقين بالمدينة.
وكان كل من الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، ونظيره الفرنسي،
نيكولا ساركوزي، ورئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون قد كتبوا في مقالة
الجمعة أن الحصار الذي تفرضه قوات القذافي على مدينة "مصراتة"، بأنه يشبه
حصار القرون الوسطى، وطلبوا من القوات الحكومية العودة إلى ثكناتها، كما
أعربوا عن ثقتهم في أن "وقتاً أفضل لليبيين أصبح قريباً."
وكانت "منظمة هيومان رايتس ووتش" قد اتهمت،الجمعة، القوات
الموالية للقذافي باستخدام القنابل العنقودية في قصفها للمناطق السكنية في
مدينة مصراتة المحاصرة، غير أن الناطق باسم الحكومة الليبية، موسى إبراهيم،
أنكر هذه الاتهامات.
وقال موسى إبراهيم: "لا يمكن أبداً أن نستخدم مثل هذه الأسلحة
ضد الشعب الليبي.. كذلك فإن العالم يشاهد.. لذلك باختصار لا يمكننا أن نفعل
ذلك."
والجمعة، ندد مشاركون في مسيرة مطالبة برحيل القذافي في
"بنغازي" مركز الثورة الليبية، بتقاعس الناتو في تقديم المزيد من الدعم
للثوار، وقال "لم يفعلوا أي شيء.. نريد المزيد من الدعم الأمريكي والمزيد
من القوة."
وحذر آخر أنه في حال عدم تحرك الناتو لتقديم المزيد من الدعم لـ"الثوار" فأنهم قد يفشلون في الإطاحة بالقذافي.
ورغم تشديد القوى الغربية مرارا بأن القصف الجوي غايته الوفاء
بقرار مجلس الأمن الدولي 1973 لحماية المدنيين في ليبيا، إلا أن أوباما
وساركوزي وكاميرون أكدوا في مقالتهم: "إن مهمتنا ليست لإسقاطه (القذافي)
بالقوة، ولكن من المستحيل أن نتخيل مستقبل ليبيا في ظل استمرار وجوده
(القذافي) في السلطة."