جارديان: مخطط لاغتيال القذافي
كشفت صحيفة بريطانية النقاب عن أن ثوار ليبيا بدأوا في اللجوء إلى
أساليب حرب العصابات في المناطق الخاضعة لسيطرة
العقيد معمر القذافي وأنهم يدرسون تنفيذ عمليات فدائية ضد القذافي نفسه
وقواته ومقار حكمه في محاولة لإسقاط نظامه، بخاصة في العاصمة طرابلس التي
تشهد حملة شرسة من قوات القذافي على كل من يشتبه في علاقته بالثوار.
وقالت صحيفة "الجارديان" في عددها الصادر اليوم الجمعة :إن" ناشطين في
طرابلس يشعرون بخيبة أمل بسبب القمع العنيف للاحتجاجات السلمية، وبدأوا في
التحول الآن نحو تكتيكات حرب العصابات في محاولة لإسقاط النظام، وأنهم
يدرسون حتى التخطيط لشن تفجيرات فدائية"، تلك الوسيلة أطلق عليها خبراء
"المعارضة تحت الأرض" في المناطق التي يسيطر عليها النظام.
وتوضح الصحيفة أن المقاومة تخشى بشدة من قوات النظام لذلك تلتزم بأقصى
درجات الحذر، وفي مقابلة مع أحد هولاء رفض أن يعرف نفسه لمراسل الصحيفة
وقال " أنا لن أقول لكم اسمي، لا أريد أن أكون معروفا لك.. وقبل مغادرتنا
أصر على أن نحذف رقم هاتفه من هواتفنا المحمولة".
وأضافت الصحيفة أن هذا الكادر لا يخبر حتى زوجته بما يفعله، مشيرا إلى
أنه وزملاءه يتصلون ببعض عن طريق البطاقات التي تم شراؤها من العمال
المهاجرين الذين فروا من البلاد، ونادرا ما يجتمعون وأن لديهم عددا قليلا
من الأصدقاء في بنغازي في قلب الشرق الذي يسيطر عليها الثوار وهم على اتصال
متقطع بهم.
وبعد وقت قصير من الانتفاضة الليبية التي بدأت في شرق البلاد في منتصف
فبراير الماضي، حاول نشطاء في طرابلس الاحتجاج في الجبل الأخضر بالعاصمة،
إلا أن رد فعل النظام تجاه هذه المظاهرات كان عنيفا جدا، مما اضطرهم
للتراجع وإعادة النظر في أساليبهم.
وتتحدث الصحيفة عن أن القمع العنيف لاحتجاجاتهم السلمية جعلهم يتحولون
إلى حرب العصابات، فقد هاجموا نقاط تفتيش في أنحاء المدينة، وقتلوا عددا
كبيرا من الميليشيا التابعة لقوات القذافي وسرقوا أسلحتهم، وقال إنهم
يبدأون عملياتهم في جميع أنحاء المدينة بعد حلول الظلام.
وعن تأثير تلك الهجمات، قال هذا الكادر إن مليشيات القذافي أصبحت تخشى
الوقوف على الحواجز أو نقاط التفتيش، وعندما سئل عن شعورهم حول قتل ليبي
قال :" إذا لم نقتلهم، سيقتلوننا"، وأوضح المقاوم أنهم حرقوا نحو خمسة عشر
مركز شرطة في طرابلس منذ بدء الهجمات.
وأوضحت الصحيفة أن الثوار يخططون حاليا لشن هجمات فدائية، وسيحصلون على
المتفجرات من الصيادين الذين يستخدمونه في صعق الأسماك، وإن العقيد الليبي
نفسه الهدف رقم واحد، وعن طريقة الوصول إليه قال "إننا يمكن نقترب منه لأن
حاشية القذافي ليست كلها معه 100 ٪، وهم في انتظار شرارة واحدة، ونحن في
انتظار أن يقوم أحد قادة الجيش بالانقلاب عليه، لنحصل على فرصتنا في
الاقتراب منه ومن ثم اغتياله.