على الرغم من الضغوط التي تمر على الشعب المصري على مدار تاريخه
فإن الحس الفكاهي لم يتغير، وربما كان ذلك ما يميزه بمختلف فئاته عن شعوب
العالم الأخرى، فهو شعب عاشق للفكاهة وإبداع النكات حتى في أصعب الأوقات.

وقد تجلى هذا الحس الفكاهي لدى الشعب المصري بعد أحداث ثورة 25 يناير، وانفجر كالبركان لينفث عن همومه.

وفي
رد فعل سريع لقرارات النائب العام المتتالية بحبس رموز النظام السابق على
ذمة العديد من القضايا، سواء كانت فسادا ماليا أو سياسيا أو قتلا
للمتظاهرين، انتشرت على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" العديد من
الصفحات التي ترصد حياة رموز النظام السابق بسجن طره.

وتخطت الصفحات
المسماة بـ"سجن طره" على موقع التواصل الاجتماعي مدار اليومين الماضيين
أكثر من 80 صفحة، حيث تنوعت مسميات تلك الصفحات ما بين "بورتو طرة من أجلك
أنت"، و"الصفحة الرسمية لسجن طره.. أهلا بك"، و"رسائل من أعماق طرة"، و"طرة
بارك"، و"طرة لاند"، و"طرة كافيه"، و"سجن طرة السياحي"، و"رابطة محبي سجن
طرة"، فيما تخطت عدد الصفحات المسماة بـ"بورتو طرة" أكثر من 60 صفحة تشبيها
بسجن طرة الذي أنشئ عام 1938، وأحد المنتجعات السياحية التي تضم صفوة
المجتمع.

وجاءت صفحة "بورتو طرة.. من أجلك أنت" في مقدمة تلك
الصفحات، حيث بلغ عدد المشتركين فيها أكثر من 56 ألف شخص، حيث وضع الشخص
الذي أنشأ الصفحة المشروعات التي يعتزم "سجن طرة" إنشاءها في الفترة
المقبلة مثل "طرة مول" و"طرة بارك" و"طرة الدخيلة" و"إستاد طرة الرياضي"
و"مجمع حمامات سباحة طرة" و"مدارس طرة الخاصة"، و"جامعة طرة الدولية"
و"نادي طرة الرياضي" و"مطار طرة الدولي" و"مركز شباب طرة"، و"مركز طرة
الدولي لتأهيل الفاسدين"، و"مستشفى طرة الدولي"، و"سايبر طرة" و"مكتبة طرة
الدولية" و"مطاعم طرة المركزية".

كما انتشرت على تلك الصفحة العديد
من لقطات الفيديو المصورة عن طريق الهواتف المحمولة التي تصور لحظات القبض
على العديد من رموز النظام السابق، وانتشرت التعليقات الساخرة على تلك
اللقطات المصورة، وكان أكثرها لافتا للنظر "الدعاء الرسمي لشعب مصر.. أشوف
فيك 15 يوما".

وجاء في المرتبة الثانية من الصفحات المنتشرة لسجن
طرة "الصفحة الرسمية لسجن طرة.. أهلا بك"، حيث بلغ عدد المشتركين في تلك
الصفحة أكثر من 5 آلاف شخص، وانتشرت التعليقات الساخرة كذلك على تلك
الصفحة، فيما أكد بعض مرتادي تلك الصفحة أن سجن طرة أصبح مقر الثورة
المضادة، فيما أبدى البعض تخوفه من وجود كل هؤلاء الرموز مع بعضهم البعض
تخوفًا من "تجمع قوى الشر".

كما جاءت صفحة "رسائل من أعماق طرة" في
المرتبة الثالثة، حيث بلغ عدد المشتركين فيها نحو 4 آلاف شخص تنوعت آراؤهم
وتعليقاتهم ما بين الساخر والجاد، فيما قام بعض الشباب بوضع فيديو على
الصفحة به صور لبعض رموز النظام السابق على خلفية أغنية خاتمة المسلسل
التليفزيوني "ذئاب الجبل"، فيما قام بعض الشباب الآخر بعمل فيديو ساخر،
بعنوان "بورتو طرة.. زنزانة عالمية على أرض مصرية"، وذلك تضامنا مع حملة
السجناء، لتحويل سجن طرة إلى مزار سياحي لدعم الاقتصاد الوطني.

من
ناحية أخرى، أبرزت بعض الجرائد والمواقع الإلكترونية يوميات السجناء من
رموز النظام السابق في سجن طرة، وتمثلت في لعبهم الكرة خلال فترة الراحة
اليومية، وهو ما يذكر القراء بمشهد أحد أفلام الممثل الشهير عادل إمام الذي
أبرز من خلاله فساد المسؤولين، وهو ما أعاد الصورة الذهنية لهذا المشهد،
ودعاهم إلى القول بأن كاتب قصة الفيلم تنبأ بما سيحدث لبعض المسؤولين في
حال حدوث ثورة، وهو ما حدث بالفعل.