بعد فضيحة أحداث مباراة الزمالك والافريقي التونسي بحثت مصر وثورتها »النظيفة« عن المتهمين بارتكاب الأعمال »القذرة« باستاد القاهرة تحت تأثير ثقافة سادت منذ ٠٣ عاما سابقة وهي حتمية أن يكون هناك متهم سريع التداول في أسرع وقت ممكن لغلق الملف في وجه الرأي العام. كانت الأطراف محددة وواضحة سواء في حدود المشاركة في الحدث أو المسئولية عن تأمينه.. وهي الجمهور والشرطة والجيش والزمالك وهيئة الاستاد.. هذه الاطراف الرئيسية تبادلت الإتهامات ثم حاولت الانسحاب من مشهد المسئولية المباشرة ولفتت الانتباه الي طرف ثالث ليس مطروحا في أجندة التأمين الرسمية لحدث جماهيري متمثلا في التوءم حسام وابراهيم حسن المدير الفني ومدير الكرة بالزمالك، علي خلفية تصريحات سابقة لهما تنتقد بشدة نزول افراد من جماهير الافريقي لارض الملعب في مباراة الذهاب وما فهمه الرأي العام والاعلام بأنها تصريحات تحريضية تبعتها أقاويل عن النية في الرد ولقاءاته لهما مع أفراد نافذين في التراس الزمالك. وجاءت أول إشارة واضحة بالصوت والصورة من اللواء عبدالعزيز أمين رئيس هيئة الاستاد الذي كشف عن تحرير محضر باقتحام ألف من البلطجية للاستاد الساعة العاشرة صباحا ولا يستطيع احد مهما كان ان يحدد هوية هؤلاء ومن أين تجمعوا ومن حرضهم.. وحاول عبدالعزيز أمين الالتفاف بعد ذلك حول هذه التصريحات الا ان صوته في القناة الفضائية لم يكن قابلا للتأويل. وأظهرت اللقطات عند اندلاع الأحداث غياب الشرطة الا من أفراد محدودين للغاية اطمئنانا بأن مباريات سابقة مرت بسلام ولذلك كان الاتهام صريحا بتقصير الشرطة حتي لو افترضنا أن هناك تحريضا من التوءم للجمهور بالنزول.. فالمفترض أن الشرطة تمنع الجريمة حتي لو كانت مخططة.. ثم لم يظهر الجيش الا متأخرا ليساعد الأعداد القليلة من أفراد الشرطة في تحرير الملعب من الفوضي ومنع مذبحة. ووصولا الي صلب الموضوع فإن التوءم أصبحا في بؤرة الاتهام من خلال انطباعات ثابتة لدي الرأي العام والمسئولين تجاههما بدون دليل قاطع يوجه الاتهام لهما بشكل حاسم الا ان استدعائهما للنيابة العسكرية وما تردد مؤخرا من ان هناك تسجيلا وصل الي وزارة الداخلية سلمته لوزارة العدل يتضمن تحريضا مباشرا من ابراهيم حسن للجمهور بالنزول الي أرض الملعب في توقيت معين قد يضعهما في دائرة الاتهام وأن هذا التسجيل ايضا لم يتجاوز حدود النشر في الصحف والفضائيات ولم يرتق الي العرض أو الاعتراف الصريح من الوزارتين. وفي كل الاحوال يبدو ان التوءم في طريق دفع ثمن الفضيحة والكارثة لأن الاطراف الاخري القت من فوق أكتافها المسئولية.. ولأن حسام وابراهيم أصبحا داخل حصار كامل وشامل ومحكم يضم كل الاهلوية وبعض من الزملكاوية داخل وخارج ميت عقبة الذين ربطوا في موقفهم بين اتهامات التحريض الشائعة والتي وصلت الي ذروتها بكارثة الاستاد وبين عدم الرضا بالادارة الفنية للمباريات.. وانضم لهؤلاء اتحاد الكرة المعروف بعلاقته المتوترة مع التوءم.. ثم الاتحاد الافريقي الذي يسيطر عليه ناقدون من تونس والجزائر ولهم »سوابق عدائية« مع حسام وابراهيم.