الهضبة بألف وجه:
عمرو دياب هرب إلي لندن وعاد ليغني "مصر قالت"!






¼ بعد نجاح ثورة 25 يناير اتفق عدد كبير من الجماهير علي تكوين ما يسمي
"بالقائمة السوداء" للثورة. والتي ضمت عدداً كبيراً من الفنانين الذين
ظهروا في وسائل الإعلام مطالبين برحيل الجماهير من ميدان التحرير وتهجموا
علي الثورة.. وكان بالقائمة أسماء ذات قامة كبيرة سواء في مجال التمثيل أو
الغناء أو حتي كرة القدم. فلم تخل القائمة من اسم عادل إمام مثلاً بعد
الشعبية الجارفة التي وصل لها طوال مشواره الفني. أو أحد أبطال السينما
المصرية مثل أحمد السقا أو مطرب حقق نجومية وشعبية في وقت قصير مثل تامر
حسني أو رجل له انجازات كروية كحسن شحاتة.


لكن اللافت في الأمر هو تجاهل شباب الثورة أو تناسيهم لموقف عمرو دياب
الغريب من الثورة لينقسموا فيما بينهم لحزبين الأول وضعه علي رأس القائمة
والثاني يري انه لم يشارك سواء بالسلب أو بالايجاب في الثورة ولذلك فهو غير
ملام!


والحقيقة انه مع الأيام الأولي للثورة قام عمرو بالسفر إلي لندن تاركاً
الجماهير تقرر مصيرها متهرباً من دوره كفنان وقدوة للشباب الذين تربوا علي
أغانيه طوال أكثر من ربع قرن. وحاولوا تقليده طوال تلك الفترة سواء من
خلال ملابسه في كليباته أو قصات شعره المختلفة التي يظهر بها مع صدور كل
ألبوم جديد.. وكان من الممكن ان يحترم الجمهور غياب عمرو عن مصر أثناء
الثورة. إلا ان عودته بعد نجاحها وغنائه لها هو ما جعلهم ينتبهوا لمحاولته
اصلاح الأمور من خلال أغنية "مصر قالت" وهو الأمر الذي رفضه الشباب ليختفي
عمرو عن الأضواء والتصريحات تماماً في تلك الفترة طامعاً في نسيان موقفه
الغامض من الثورة.


ولكي لا ينسي أو يتناسي البعض - متعمداً - فإن عمرو دياب كان يعرف عنه
بأنه أكثر الفنانين قرباً من الرئيس السابق حسني مبارك وعائلته. فكان
الصديق المقرب لجمال وعلاء مبارك.. وهو بالطبع مطرب أفراحهما الوحيد مثل ما
حدث في فرح جمال مبارك علي خديجة الجمال وبحكم الصداقة كثيراً ما كان
يتنزه هو وابنه عبدالله مع علاء وابنه محمد - رحمه الله - ليظهرا معاً..
فمثلاً في إحدي المرات جاء لمشاهدة فيلم "دراجون" ثلاثي الأبعاد. في احدي
السينمات كما كانوا يلعبون كرة القدم كفريق مع مجموعة أخري من الفنانين كل
فترة.. وكان آخر لقاء لهم سوياً في عزاء الفنان صلاح السقا والد أحمد السقا
والذي حضره عمرو وعلاء وجمال سوياً.. ومع بداية أحداث الثورة قام عمرو
بالاتصال بعلاء مبارك للاطمئنان عليه من باب الصداقة لتتطور الأوضاع بعدها
وتنقطع الاتصالات بينهما مع تصاعد الأوضاع.. ولذلك كان موقف عمرو دياب
الغريب من ثورة 25 يناير: فقد وجد نفسه محاطاً بعلاقة صداقة متينة مع أسرة
الرئيس السابق من ناحية وبجمهوره من ناحية أخري.


وللأسف لم يسعفه ذكاءه المعروف عنه سوي الاهتداء إلي حالة من الصمت حتي
تظهر معالم الأمور ليقرر بعدها إلي أي جنب ينحاز وهو الأمر الذي رفضه جموع
الجماهير حينما حاول التمسح في الثورة من خلال أغنية "مصر قالت". ليتندر
البعض بأن دياب قد غني تلك الأغنية تحضيراً لانتخابات الرئاسة القادمة التي
سيخوضها حسني مبارك.. خاصة وانه غني للرئيس السابق من قبل أغنية "واحد
مننا"!


وبغض النظر عن علاقة الصداقة التي جمعت عمرو دياب بآل مبارك. وعن تخليه
عن جمهوره في ساعة الجد وسفره إلي الخارج وبغض النظر عن تاريخه السياسي
الذي ذكرناه. إلا انه قد حان الوقت للنظر في تاريخ عمرو الفني والذي
تناسيناه للحالة التي عشناها مع طوال أكثر من 25 عاماً وخداعنا به - كجمهور
- طوال مسيرته الفنية.


سرقة واقتباس!


فسنجد مجموعة من أشهر أغنيات عمرو دياب مقتبسة من مطربين عالميين. بعضها أخذ منه مقطوعة معينة وبعضها يصل إلي حد الاقتباس الكامل!


فمثلاً سنجد في ألبوم "تملي معاك" الذي حقق نجاحاً كبيراً وقت صدوره في
عام 2000 هناك ثلاث أغنيات مأخوذة من مطربين عالميين.. هم أغنية "قلبي
اختارك" مأخوذة من أغنية "سوسموت" "sosmoth) لكارلوس سانتانا وأغنية والتي
صدرت في يونيو 99 وأغنية "بعترف" من مارك انطوني من أغنية "ماي بابي يو My
Baby You" التي صدرت في سبتمبر 99 و"تملي معاك" من مارك انطوني هي الأخري
من أغنية "وين اي دريم أت نايت When idream at night" التي صدرت في سبتمبر
99 أيضاً.


وفي ألبوم "أكتر واحد" الذي صدر عام 2001 نجد ان هناك اغنيتين مأخوذتان
من الخارج مثل أغنية "يا حبيبي لا" المأخوذة من كريج ديفيد من أغنية
"7days) التي صدرت في يوليو 2000. وأغنية "صدقني خلاص" المأخوذة من فريق
وست لايف من أغنية "My love) الصادرة في نوفمبر 2000 وأغنية مثلا مثل
"العيون" التي غناها عمرو عام 1994 مأخوذة من فريق "جيبسي كنجز" من احدي
اغنياتهم لعام ..1988 أما لحن أغنية "كل الكلام" فهي مقتبسة من التراث
المغربي دون ذكر ذلك في حقوق ملكية الأغنية.. مثلاً في ألبوم "قمرين"
وتحديداً في أغنية "أنا" لنجد اقتباس عمرو للتقنيات الفنية أيضاً وليس
ألحان فقط. ليحاول تقليد المغنية "شير" في أغنية "belive) في تعتينه
التلاعب بالصوت والتي أعدت وقتها ابتكاراً جديداً في الأغنية المصرية حسبة
عمرو لنفسه!


وكذلك أغنية "علم قلبي" المقتبسة من آلييا مورذان من أغنية "oh man)
وصولاً إلي ألبوم "الليلادي الذي صدر عام 2007 والذي اقتبس منه لحن أغنية
"sway) العالمية في أغنيته التي تحمل نفس اسم الألبوم "الليلادي" وقد يعارض
البعض بأن الأغنية الشهيرة "sway) هي أغنية عالمية تم ترجمتها فنياً إلي
عدة لغات بنفس اللحن وذلك صحيح ولكن ما فعله عمرو هو النقل الحرفي من فريق
ال "pussycaT dolls) في ترجمتهم وتحديثهم لأغنية "Sway) لتظهر بعدها في
الألبوم باسم "الليلادي"! وكذلك أغنية "حكايات" الموجودة في نفس الألبوم
أيضاً. والمأخوذة من معزوفة موسيقية عالمية بالنص وتم اضافة كلام لها
ليتماشي مع اللحن!!


كما سنلاحظ تقليد عمرو الاستايل ريكي مارتن في الشكل الذي ظهر به في
كليب "عودوني" وتقليده لبوسترات إنريكي إجلاسيوس في بوستر "كمل كلامك"
و"الليلادي". وألبومه الأخير "أصلها بتفرق" أيضاً!.. وكذلك اقتباسه للعضلات
والشكل الذي ظهر به في بوستر "وياه" بالحرف من مغني أجنبي جديد!


قد يكون عمرو دياب هو المطرب الأشهر والأكثر شعبية في الوطن العربي
ولكن لعله لا ينسي ان سبب بقائه علي القمة هو الجمهور الذي تقبله كما هو
ولم يحاول البحث في تاريخه. بل وكذب مجرد الافتراض بأن دياب يقتبس من
الخارج وان أجمل أغنياته صناعة خارجية.. ولذلك أعتقد أنه يجب عليه ان يراجع
حساباته في الفترة القادمة. ويخرج من برجه العالي والساجي والذي ترجمه في
حالة من الصمت قبل ان تنهار وأسطورة الهضبة.. وأن يعيش بروح الثورة
الحديثة.. فلا يكذب.. ولا يتجمل!