الشعب التونسى للمصريين: نحن إخوة ولا اعتذار بيننا
جدد الحادث الكروى العابر، الذى وقع إثر
مباراة فريقى الأفريقى والزمالك، المحبة فى عروق التونسيين والمصريين
المرابطين فى ساحات الاعتصام لأجل الحرية والديمقراطية. وبالكلمات المؤثرة
تبادل الشعبان الشقيقان الاعتذار والعتاب، مؤكدين أن «شباب الثورة الهادرة
بالأمس هو شباب كرة القدم اليوم وشباب المستقبل والآمال المشتركة»، فى
الوقت الذى كان فيه المصريون يقولون «باسم شعب مصر العظيم إحنا آسفين يا
تونس»، رد التونسيون : «لا اعتذار بين الشعوب الحرة فتونس ومصر إخوة».
ورداً على حملة الاعتذار المصرية، أكد جمال
العتروس، رئيس النادى الأفريقى، أن نادى الزمالك لا يتحمل أى مسؤولية فيما
حدث من شغب فى نهاية مباراة النادى الأفريقى والزمالك يوم السبت الماضى، فى
استاد القاهرة، بل أعرب العتروس عن تقديره لحسن الضيافة وحفاوة الاستقبال
اللتين خص بهما وفد النادى الأفريقى خلال إقامته فى القاهرة.
وأكد العتروس قناعته بأن ما حدث كان
«مقصوداً من قبل فئة مندسة بين جماهير الزمالك قامت باجتياح الملعب وهى لا
تمثل جماهير نادى الزمالك ولا حقيقة الشعب المصرى الشقيق». وأضاف: «نحن نكن
كل الاحترام والتقدير للشعب المصرى»، مبرزاً العلاقات المتينة التى تجمع
الفريقين وهو ما يترجمه التوقيع فى القاهرة على اتفاقية التوأمة بين
الأفريقى والزمالك، كما أثنى العتروس على مشاعر الإخوة والتعاطف التى تجمع
بين شعبين يعيشان أجواء ما بعد الثورة. مضيفاً أنه بقدر ما يأسف لما حدث
فإنه يعتبر أن صفحة هذه المباراة قد طويت.
من جانبه، قال الصحفى التونسى، منير
السويسى، إن اجتياح جماهير الزمالك لأرض الملعب هو أحد عناوين حالة
«الانفلات الأمنى» و«الفوضى»، التى برزت بعد «الثورة» فى كل من مصر وتونس
وطالت مختلف الميادين، معتبراً أن الشارع والصحافة التونسيين، وعلى غير
العادة، لم يبالغا فى تضخيم ما حدث خلال مباراة الزمالك، لأن تونس تعانى
بدورها من حالة انفلات أمنى وفوضى وأن ما حدث فى مصر كان يمكن أن يحدث فى
تونس.
ورجح السويسى أن تكون فلول نظام الرئيس
المصرى المخلوع هى التى خططت لاجتياح الجماهير للميدان من أجل إحراج
الحكومة المصرية المؤقتة وإظهارها للرأى العام المصرى والأجنبى فى صورة
العاجز عن ضبط الأمن وحماية ضيوف البلاد. وبينما أعربت الطالبة ياسمين
المجالى عن تأثرها العميق بما حدث، قالت: «يكفينا ما قاله رئيس الوزراء
المصرى عصام شرف فى تصريحه بالتليفزيون، وتأكيده أن ما حدث إساءة بالغة
لثورة الشعب المصرى وستكون هناك عقوبات صارمة للمتورطين». يأتى ذلك فى وقت
تعتزم فيه السفارة المصرية فى تونس تنظيم حفل فنى ساهر نهاية هذا الأسبوع
لعائلات الشهداء التونسيين، كنوع من ترطيب الأجواء بحسب مصادر فى السفارة،
ويقوم بإحياء الحفل مجموعة من الفنانين المصريين والتونسيين مثل حكيم ولطفى
بوشناق.