ألمانيا في مأزق مونديالي بسبب التشكيلة
أزمة حقيقية يعيشها يواخيم لوف المدير الفني للفريق الألماني بسبب اختيار بعض عناصر القائمة وخاصة في خط الهجوم والعديد من مدربي المنتخبات الوطنية يرون أن لوف في موقف يحسد عليه بإمتلاكه أكثر من خيار رائع في خط الهجوم
قبل أيام من إعلان قائمته الأولية للمنتخب الألماني لكرة القدم المشارك في نهائيات كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا، يواجه المدرب يواخيم لوف المدير الفني للفريق أزمة حقيقية في اختيار بعض عناصر القائمة وخاصة في خط الهجوم.
خط الهجوم حافل بالأسماء الكبيرة وقد توحي قائمة هدافي الدوري الألماني للعبة (بوندسليغا) بأن الأمور تسير على ما يرام فيما يتعلق بخط هجوم الماكينات الألمانية حيث نجح المهاجمان الألمانيان شتيفان كيسلينغ (باير ليفركوزن) وكيفن كوراني (شالكه) مجتمعين في تسجيل 39 هدفا في المسابقة حتى الآن، ليكونا ضمن أفضل الهدافين في البوندسليغا هذا الموسم.
وربما يرى العديد من مدربي المنتخبات الوطنية، أن لوف في موقف يحسد عليه، حيث يمتلك أكثر من خيار رائع في خط الهجوم قبل مرحلتين فقط من نهاية الموسم الحالي وقبل ستة أسابيع من إنطلاق فعاليات المونديال.
ولكن لوف يبدو في أزمة حقيقية قبل إعلان قائمته الأولية في السادس من أيار/مايو المقبل.
ولم يشارك كيسلينغ مع المنتخب الألماني في التصفيات الأوروبية المؤهلة لنهائيات كأس العالم، كما لم يخض أي مباراة كاملة في ثلاث مشاركات له مع الفريق حتى الآن.
وما زال كوراني حتى الآن مستبعدا، أو بالأحرى، مطرودا من صفوف الفريق منذ أن طرده لوف من معسكر الفريق في تشرين أول/أكتوبر 2008 كعقاب له بعدما ترك كوراني الاستاد في منتصف المباراة بين المنتخبين الألماني والروسي ضمن مسيرة الفريقين في التصفيات وذلك اعتراضا منه على عدم اختياره ضمن تشكيل الفريق.
وقال لوف إن كوراني لن يلعب ضمن صفوف المنتخب الألماني مجددا، طالما ظل هو مديرا فنيا للفريق، ولكن المستوى الرائع الذي ظهر به اللاعب هذا الموسم ربما يدفع لوف إلى تغيير رأيه.
ولكن صعوبة الوضع لا تتعلق فقط بقراره السابق، وإنما باللاعب الذي سيضطر للتضحية به من أجل ضم كوراني.
لوف يريد ضم خمسة مهاجمين وقال لوف إنه سيضم خمسة مهاجمين، كما أكد أنه سيواصل الاعتماد على ميروسلاف كلوزه رغم أنه أصبح احتياطيا في فريق بايرن ميونيخ.
وأكد لوف أيضا أنه سيحتفظ في قائمة الفريق بالمهاجم ماريو غوميز، رغم جلوسه أيضا على مقاعد البدلاء في بايرن وعدم إثبات وجوده حتى الآن خلال مشاركاته السابقة مع المنتخب الألماني.
أما لوكاس بودولسكي فمر أيضا بموسم صعب مع فريق كولون في البوندسليغا.
وقال لوف في مقابلة أجريت معه حديثا "لا تساورني الشكوك في إمكانياتهم...أفكر في كيفية إعادة هؤلاء اللاعبين إلى مستواهم الجيد في غضون ثلاثة أو أربعة أسابيع، ولكنني مقتنع بأننا سننجح في ذلك".
ومن بين المهاجمين الخمسة وهم كلوزه وغوميز وبودولسكي وكيسلينغ وجيرونيمو كاكاكو مهاجم شتوتغارت، سيكون الأخير هو المرشح للاستبعاد في حالة ضم كوراني.
وكان المهاجمون الخمسة ضمن قائمة المنتخب الألماني في المباراة الودية التي خسرها صفر-1 أمام نظيره الأرجنتيني في الثالث من آذار/مارس الماضي.
ورغم ذلك، يحب لوف اللاعب كاكاو بفضل المهارات المتنوعة التي يقدمها اللاعب خلال المباريات.
والأكثر من ذلك أن كاكاو، المولود في البرازيل، يتمتع بمستوى رائع في الموسم الحالي كما أنه، بخلاف كل من كيسلينغ وكوراني، المهاجم الألماني الوحيد الذي يحتل أحد المراكز العشرة الأولى في قائمة هدافي البطولة.
ورغم تأهل المنتخب الألماني عن جدارة إلى نهائيات كأس العالم 2010، يواجه لوف منذ نهاية مشواره في التصفيات مشاكل في جميع مراكز اللعب.
ويعاني العديد من اللاعبين من ابتعادهم عن مستواهم الذي يؤهلهم للمشاركة في المونديال، كما يعاني بعض اللاعبين من الإصابات مثل لاعبي خط الوسط المدافع سيمون رولفز وتوماس هيتزلشبيرغر لتتضاءل فرصة عدد من هؤلاء اللاعبين في المشاركة بالمونديال.
وانتقل هيتزلشبيرغر من شتوتغارت إلى لاتسيو من أجل إنقاذ مسيرته الدولية.
ويخوض المنتخب الألماني مونديال 2010 بدون حارس مرمى صاحب خبرة طويلة وذلك للمرة الأولى في العصر الحديث.
ويفضل لوف ثلاثة حراس هم رينيه أدلر ومانويل نيور وتيم فايسه، ولكنهم جميعا بلا أي خبرة في البطولات الكبيرة.
ويبدو أدلر (25 عاما) حارس مرمى ليفركوزن هو البديل الأول لدى لوف، علما بأن أولى مباريات أدلر مع المنتخب الألماني كانت في نهائيات كأس الأمم الأوروبية الماضية (يورو 2008) ولم يشارك حتى الآن إلا في تسع مباريات دولية.
أما كل من نيور (24 عاما) حارس شالكه وفايسه (28 عاما) حارس فيردر بريمن فشارك في مباراتين دوليتين فقط.
وما يزيد من الوضع تعقيدا أن أدلر أصبح مطالبا بأن يبرهن لمدربه لوف على أن الإصابة التي عانى منها قبل أيام بكسر في ضلوعه، لن تترك أثرا على مستواه في المونديال رغم أنها ستبعده عن المباريات مع فريقه حتى نهاية الموسم الحالي.
الدفاع الألماني ليس بقوة الهجوم وفي خط الدفاع أيضا، لا يبدو المنتخب الألماني بنفس القوة التي كان عليها في الماضي رغم تألق بير ميرتساكر في قلب دفاع بريمن، بينما يرجح أن يكون شريكه في خط الهجوم هو هايكو فيسترمان مدافع شالكه.
في المقابل، يتمتع آرنه فريدريش نجم هرتا برلين بالخبرة المطلوبة كما يبدو فيليب لام نجم بايرن هو المرشح الأقوى لشغل مركز الظهير الأيمن.
كما ظهر المدافع جيروم بواتينغ في المباريات الثلاث، التي خاضها مع المنتخب الألماني منذ مشاركته مع الفريق للمرة الأولى في تشرين أول/أكتوبر الماضي بينما يتميز سيردار تاشي مدافع شتوتغارت، الذي فضل اللعب لألمانيا على المشاركة مع المنتخب التركي، بالهدوء.
وربما يكون خط الوسط هو الأفضل بالنسبة للمنتخب الألماني، حيث يستمر مايكل بالاك قائد الفريق في قيادته لهذا الخط، كما يضم هذا الخط اللاعب المتألق باستيان تشفانشتايغر.
ويمتلك لوف أيضا لاعبين مميزين في هذا الخط وهما مسعود أوزيل وماركو مارين.
كما قدم توماس مولر، الذي يلعب في الهجوم أيضا، موسما ناجحا مع فريق بايرن علما بأنه الموسم الأول له في صفوف الفريق، كما شارك للمرة الأولى في صفوف المنتخب الألماني خلال المباراة الودية أمام المنتخب الأرجنتيني في آذار/مارس الماضي.
وسيكون من المثير أن يجد لوف مكانا في الفريق للاعب توني كروس (20 عاما) الذي تألق هذا الموسم في خط وسط ليفركوزن حيث يلعب له على سبيل الإعارة من بايرن.
ويسافر لوف نفسه إلى جنوب أفريقيا قبل أن يحسم مشكلة تجديد عقده مع الاتحاد الألماني للعبة.
وبدأت المفاوضات بين لوف والاتحاد الألماني مطلع العام الحالي لتمديد عقده إلى ما بعد المونديال ولكنها توقفت بسبب مشاكل بين الطرفين نفاها ثيو تسفانتسيجر رئيس الاتحاد الألماني.