ما حدث في ستاد القاهرة.. مأساة حقيقية!!
لا يستطيع أي سيناريست أو كاتب أن ينسج خيوط الحبكة الدرامية علي مسرح ستاد القاهرة مثلما حدثت في لقاء الزمالك والأفريقي.
في دنيا المسرح يقولون إن قمة التفاعل ينعكس من "الحبكة" الدرامية للعمل ومعايشة الجمهور للممثلين. وما حدث في الاستاد هو قمة الحبكة الدرامية التي لم يصدقها أو يتوقعها أحد حتي مجموعة الممثلين أنفسهم. تحول الجمهور إلي "مشخصاتية" وركبوا خشبة أرض مسرح الاستاد. وارتكبوا كل الفواحش بالصوت والصورة وبدون تمثيل. ظل كل من تابع اللقاء يتساءل.. من هم مجموعة الممثلين الجدد؟! من هم هؤلاء القتلة الذين يحملون الشوم والعصي بطول ثلاثة أمتار والخناجر والسكاكين وانهالوا ضربا علي الجميع!؟!! * المنظر مرعب.. تصورت نفسي داخل الملعب في تلك اللحظة. وأنا أهرول للهرب من الزلزال الجماهيري الغادر دون أن أجد ملجأ. تصورت هؤلاء الأبرياء أبناء الأفريقي وهم بين أيدي القتلة والمعتدين يصرخون ويبحثون عن ملجأ يحميهم فلم يجدوا سوي أحضان لاعبي وجهاز فني الزمالك الذين تلقوا الضربات لحماية الأشقاء.
ماذا يحدث في مصر؟!!
* التظاهر.. وقلنا مقدور عليه!!
* الأصوات العالية.. واعتبرناها تعبيرا عن الانفجار النفسي المكبوت لسنوات طويلة!!
الألفاظ الخارجة.. وقلنا سماح.. لأنها تعبر عن الضغوط التي عاشها الشعب المصري علي مدي ثلاثين عاما.
.. لكن أن يصل الأمر لدرجة الغليان والانفجار بدون مبرر!! هذه هي المصيبة الكبري!!
* ما حدث في ستاد القاهرة أصبح موقعة تاريخية سلبية في تاريخ الشعب المصري كله!!
ما حدث.. إهانة لنا جميعا أمام أشقاء نحبهم ونجلهم.. أكرمونا في بلدهم. واحتفوا بالزمالك وأقاموا معه جسور المحبة والتوأمة!!
* ماذا حدث من الأشقاء التوانسة حتي يهجم عليهم "جيش نمنم" بالآلاف؟!!
لا يمكن أن تكون كرة القدم هي المتهمة.. لأننا أحببناها وعشقناها. ولأنها سلوانا جميعا!!
*ولا يمكن أن يكون خروج الزمالك هو السبب فيما حدث. لأن الزمالك خرج من قبل وسيخرج من بعد.. حاله نفس حال كل فرق العالم!!
ولا يمكن أن يكون جيش نمنم الذي صنع موقعة الجلابية في أرض الاستاد هو جمهور الزمالك!! أبدا والله.. لأن جمهور الزمالك الحقيقي قلبه أبيض. يحب ناديه ويجل نجومه. ويحترم ضيوفه.. فكيف نتهم الجمهور النقي بالبلطجية؟!!
أبدا والله.. هم مجموعة عراة كما شاهدناهم في الملعب!!
مجموعة بلطجية يحملون السكاكين أمام الشاشات والعصي الطويلة.. يضربون كل من يجدونه حتي ولو كان من الزمالك أو من رجال الشرطة!!
هم مجموعة مندسون جاءوا خصيصا لإفساد ليلة العُرس للاحتفال بالثورتين المصرية والتونسية!!
هم شلة مرتزقة. قبضوا الثمن قبل الذهاب إلي الاستاد.. كان ينقصهم الخيول والجمال لإعادة سيناريو ميدان التحرير وموقعة الجمل!!
وقبل أن نبحث في الأسباب.. لابد أن نطرح عدة أسئلة للبحث معا عن الإجابات.
* قيل إن ألف مشجع يحملون العصي والسكاكين دخلوا الاستاد في العاشرة والنصف صباحا كما يقول ابراهيم حسن.. ضربوا من في الاستاد وحطموا الأبواب الخاصة بالملعب وجلسوا أمامها حتي وقعت الواقعة التي هم أبطالها؟!
كيف دخل هؤلاء؟ ولماذا لم يعلن عن ذلك إلا بعدG-15-3 .jpg حدوث معركة الجلابية؟!!
* نزل أرض الملعب المئات. بل الآلاف.. يحملون كل أنواع الأسلحة.. كيف دخلوا بها إلي الاستاد وعبروا الأبواب. ولو افترضنا جدلا أن المطاوي والخناجر صغيرة الحجم فكيف دخلت العصي والشوم بطول ثلاثة أمتار؟! هل لم يرها أمن الأبواب أم أنهم مشاركون في المسرحية؟!!
* وأين أمن الملعب الذي كنا نشكو من كثرة رجاله داخل أرض الاستاد.. لماذا اختفوا أثناء الزلزال الجماهيري؟!
حادث مدبر
* كل الشواهد تؤكد أن ما حدث لا يمكن أن يكون بمحض الصدفة. ولا يمكن أن يكون الهجوم الجماعي جاء بوحي اللحظة. ولا يمكن أن تدخل الأسلحة والعصي إلا بتدبير وتخطيط لا يقل عن التخطيط لموقعة الجمل في ميدان التحرير.
* وكل الشواهد تؤكد أن من نزلوا أرض الملعب أرادوا إفساد الحياة في مصر. حتي في كرة القدم.. السلوي الوحيدة للشعب المسكين.
* ومشاهد الموقعة تؤكد أن الهجوم كان لشباب يتراوح ما بين الرابعة عشر والعشرين.. كلهم شباب صغير السن ولا أعرف.. كيف غرر به وتم دفعه بهذا العدد الكبير. اللهم إلا إذا كان هناك من يغذيه ويدفعه ويدفع له!!
* هل هم أعداء الثورة؟!! هل هم ذيول النظام السابق الفاسد الله لا يعيده!؟!
إلغاء النشاط
* من الطبيعي أن يشكو الجميع ويئن ويتوجع لما حدث.. ليس للأشقاء التوانسة فقط.. ولكن لنا جميعا. لأننا تألمنا وتحسرنا رغم بعدنا عن المشهد الطبيعي. فما شاهدناه في التليفزيون يكفي ويدمي القلوب ويؤكد أن في مصر الآن من يريدون إسقاط ثورة الشباب. وما حدث في الاستاد ثورة فاشلة مدبرة بإحكام تريد إسقاط الحياة الجديدة. وإغلاق الملاعب وإثارة الرعب في المواطن المصري.
.. وما حدث في الاستاد هو امتداد طبيعي لحالة "الفلتان الأمني" في الشارع. والترويع الجماهيري لإثارة الفوضي!!
الآن من سيترك ابنه أو ابنته للذهاب إلي الاستاد أو الملعب.. للعب.. أو الفرجة؟!
يريدون إغلاق الحياة علي المصريين. وأن تستمر الفوضي وحالة الضياع حتي تتوه مصر عن الطريق الصواب!!
والأصوات كلها الآن تنادي بإلغاء الدوري. ولو حدث هذا ستكون الكارثة مضاعفة. وسينجح المخطط الإرهابي الذي نسج موقعة الجلابية والطاقية والخنجر والشوم!!
لو ألغي الدوري سيعم الخراب علي الأندية. لكن الأكثر خطورة أن التمرد وصناعة المواقع الحربية للجمل والجلابية في التحرير والاستاد ستصبح منهجا تسير عليه الثورة المضادة كل فترة لإثبات ضعف الأمن وانعدام الأمان واستمرار حالة الفلتان في الشارع المصري.
هي محاولات لإفشال النظام الحالي. وإثبات ضعفه أمام العالم كله حتي نعود لنقول الله يرحم أيامك يا مبارك.. يا أبوجمال!!
ابحثوا عن المستفيدين.. وعاقبوا المقبوض عليهم في الاستاد أيضا حتي يكونوا عبرة لكل من تسول له نفسه أن يتطاول ويخرج عن التقاليد والعرف!!
أين الأخلاق يا فتوات الشوارع!!؟ وأين القدوة يا رئيس الوزراء لردع الخونة والخارجين علي القانون!؟!
وأين أنت يا وزير الداخلية؟ وأين رجالك؟! أظن أن الشعب المصري الوفي يعرف الآن قيمة الشرطة!! وربنا يخليلنا الجيش. ولكن بعد أن يظهر العين الحمراء للدخلاء!!