الاستخارة، تلك السنة المَنسِيَّة
رغم أهمية الاستخارة في أمور الدين والدنيا، فإننا نغفل عنها إما نسيانا أو تكاسلا، أو بسبب ضيق الوقت أو غير ذلك من الأسباب. وأورد أدناه حديث الاستخارة من صحيح البخاري من موقع (الإسلام) التابع لوزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف بالمملكة العربية السعودية:
حدثنا مطرف بن عبد الله أبو مصعب حدثنا عبد الرحمن بن أبي الموال عن محمد بن المنكدر عن جابر رضي الله عنه قال
كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها كالسورة من القرآن إذا هم بالأمر فليركع ركعتين ثم يقول اللهم إني أستخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك وأسألك من فضلك العظيم فإنك تقدر ولا أقدر وتعلم ولا أعلم وأنت علام الغيوب اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري أو قال في عاجل أمري وآجله فاقدره لي وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري أو قال في عاجل أمري وآجله فاصرفه عني واصرفني عنه واقدر لي الخير حيث كان ثم رضني به ويسمي حاجته.
وهناك ملاحظة هي أن الاستخارة تكون في الأمور المباحة من أمور الدنيا والآخرة. أما الواجبات كأداء الفروض مثلا فلا تحتاج إلى استخارة. وملاحظة أخرى نلمسها كثيرا، وهي أن الكثيرين يرون أنه بعد الاستخارة يفعل المرء ما ينشرح له صدره. وهذا بخلاف السنة، إذ إن الصحيح هو أن يمضي الفرد فيما يريد فعله واستخار من أجله. فإن كان خيرا يسره الله تعالى له. وفي ذلك، ورد مايلي في (فتح الباري) (شرح صحيح البخاري):
واختُلف فيماذا يفعل المستخير بعد الاستخارة , فقال ابن عبد السلام : يفعل ما اتفق , ويستدل له بقوله في بعض طرق حديث ابن مسعود وفي آخره , ثم يعزم , وأول الحديث " إذا أراد أحدكم أمرا فليقل " وقال النووي في " الأذكار " : يفعل بعد الاستخارة ما ينشرح به صدره . ويستدل له بحديث أنس عند ابن السني " إذا هممت بأمر فاستخر ربك سبعا ثم انظر إلى الذي يسبق في قلبك فإن الخير فيه " وهذا لو ثبت لكان هو المعتمد , لكن سنده واه جدا , والمعتمد أنه لا يفعل ما ينشرح به صدره مما كان له فيه هوى قوي قبل الاستخارة , وإلى ذلك الإشارة بقوله في آخر حديث أبي سعيد " ولا حول ولا قوة إلا بالله " .
وحول أهمية الاستخارة، من العبارات الجميلة التي سمعتها من أخ عزيز: (إنك بالاستخارة تنقل هم الموضوع إلى الله تعالى)، وهو نِعم المولى ونعم المعين. ومما ورد في (فتح الباري): (جاء ذكر الاستخارة في حديث سعد رفعه " من سعادة ابن آدم استخارته الله " أخرجه أحمد وسنده حسن).
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.