قالت صحيفة روزاليوسف أن تمرير المصالح داخل اتحاد الكرة بات شبحاً يهدد المنظومة بكاملها، التي كان آخرها قرار سمير زاهر رئيس الاتحاد بالإبقاء علي حسن شحاتة مديرا فنيا للمنتخب الوطني، رغم إخفاقاته المتتالية، التي كان آخرها الخسارة من جنوب إفريقيا بهدف، ومن ثم صعوبة التأهل لنهائيات الأمم المقبلة 2012 بغينيا الاستوائية والجابون لأول مرة في تاريخ الكرة المصرية أن تغيب عن كبري بطولات القارة السمراء، خصوصا وهي حاملة لآخر ثلاثة ألقاب متتالية.
وأضافت الصحيفة أن زاهر أبقي علي شحاتة كنوع من رد الجميل له، بعد أن تستر خلف نتائجه ونجاحاته السابقة طوال السنوات الست الماضية، فمن خلال انتصارات الفريق الوطني قرب زاهر ورفاقه من علاء وجمال مبارك وكل أفراد النظام السابق، ويكفي أن زاهر دخل اتحاد الكرة قبل نهاية عام 2004 وهو مفلس ليصبح الآن مليونيرًا من خلال بيزنس متعدد الأنظمة وعلاقات ثرية انهارت بقيام الثورة.
سر إبقاء زاهر علي شحاتة ليس أملا في الحفاظ علي «بصيص» أمل الصعود لنهائيات الأمم المستحيل باعتراف شحاتة نفسه، وإنما فرض الهدوء وعدم إثارة المشاكل قبل يوم 30 أبريل الجاري، والمحدد فيه عقد جمعية عمومية غير عادية في الاتحاد لإعادة النظر في اللائحة، بدعوة من أندية الصعيد التي يحاول البعض استثمارها لسحب الثقة وحل المجلس، قبل أن يتحرك زاهر ورجاله بتوجيه ضربة قاصمة لصفوف المعارضة باستقطاب أحد رموزها وهو إيهاب صالح وتعيينه مديرًا تنفيذيًا للاتحاد خلفا لصلاح حسني المستقيل، لما يمتلكه إيهاب من علاقات وتأثير علي قطاع ليس بالقليل داخل الجمعية العمومية.
استمرار حسن شحاتة بشروطه، ومن بينها عدم المساس براتبه الشهري، الذي تدرج للأضعاف طوال مدة ولايته، يعتبر إهداراً للمال العام، وتهديداً مباشراً لخزينة اتحاد الكرة حيث يحصل حاليا علي 220 ألف جنيه عن آخر تعاقد عقب الفوز بكأس الأمم الإفريقية الأخيرة بأنجولا، وسر اقتناع شحاتة بحقه في عدم تخفيض راتبه أنه عندما تولي تدريب المنتخب في 28 أكتوبر 2004 كان يحصل علي 60 ألف جنيه ثم تم رفع المبلغ للضعف عام 2008 وتضاعف مرة أخري بعد أنجولا 2010، ليصل حتي الآن مجموع ما حصل عليه «المعلم» من رواتب شهرية 8 إلي ملايين و140 ألف جنيه بواقع 120 ألف جنيه لـ2004، و720 ألف جنيه للسنوات الثلاث المتتالية 2005 و2006 و2007، وفي 2008 حصل علي مليون و320 ألف جنيه، و2009 حصل علي مليون و440 ألف جنيه وفي 2010 حصل علي مليونين و 440 ألف جنيه وبالطبع في الشهور الثلاثة لبداية العام الحالي حصل علي 660 ألف جنيه.. كل هذا بخلاف المنح والهدايا والمكافآت من داخل وخارج مصر التي كنزها حسن شحاتة وجهازه المعاون في أكثر من ست سنوات.