تسبب الانفلات الأمني والجماهيري في انهاء مباراة الزمالك والإفريقي التونسي قبل موعدها بعدة دقائق,وفي الوقت الضائع من اللقاء الذي شهده ستاد القاهرة في لقاء العودة بين الفريقين بدور الـ32 لبطولة إفريقيا للأندية الأبطال
ليتحول الكرنفال الكروي الذي شهدته المباراة في البداية الي مهزلة ومأساة كروية في النهاية وبعد أن كان فريق الزمالك متقدما بهدفين مقابل هدف.. حيث اندفعت الجماهير الي داخل ملعب المباراة مستغلة الغياب الأمني وبلا مبرر ودون أسباب لتملأ الملعب, وتتوقف المباراة وتقوم بتكسير دكة البدلاء والإعلانات, وتقوم بتقطيع الشباك في منظر مؤسف وبعيد كلية عن الرياضة, وذلك وسط رجال الشرطة ومحاولات رجال القوات المسلحة الذين قاموا بحماية طاقم الحكام الجزائري, والتفوا حوله في كردون أمني لمنع الجماهير من الوصول اليهم, كذلك التفت الجماهير حول لاعبي الزمالك, وحاول بعض الجماهير الاعتداء علي لاعبي الافريقي التونسي لكن لاعبي الزمالك انقذوهم والتفوا حولهم. وقد كان المشهد مؤسفا وليس له سابقة في كرة القدم المصرية أن تندفع الجماهير بهذا الكم الي أرض الملعب ودون أي مبرر ودون وجود أي حماية أمنية, وكأنه موقف متفق عليه لنضع الأخوة الاشقاء التوانسة في هذا الموقف الصعب, وتكون النهاية شغبا جماهيريا وانفلاتا, وخروج الزمالك من البطولة وتوقيع عقوبات عليه.. هذا بخلاف الصواريخ والألعاب النارية التي اطلقت والتي غطي دخانها سماء الاستاد لنقف جميعا متسائلين لماذا حدث هذا؟ ومن وراء حدوثه؟ ومن الذي رتب له؟ ليضعنا في هذه المأساة الكروية وأمام اشقائنا من الاخوة التوانسة وأمام العالم الكروي كله خاصة في ظل عدم وجود تواجد أمني واكتفاء رجال الأمن المتواجدين بالمشاهدة, ولذلك نؤكد أن الموقف خطير, وقد يؤدي الي سحب اقامة أي مباريات رسمية في مصر ونقلها الي دول أخري, وخاصة أن الأمن عنصر أساسي لاقامة المباريات في أي دولة.
شوط التقدم الصعب
جاء الشوط الأول مرتفع المستوي شهد حماسا وسرعة واثارة وهجمات متبادلة, ويمكن القول إن الزمالك كان الأكثر سيطرة وهجوما, وإن عابه الاستعجال في الفوز والاندفاع نحو الهجوم, مما جعله يفتقد التركيز في الهجمات, وهو ما استغله فريق الإفريقي جيدا, حيث لعب علي اجادة الانتشار في الملعب, وعدم ترك مساحات يستغلها لاعبو الزمالك, مع الضغط عليهم والالتحام القوي والتسديدات البعيدة والرقابة القوية علي مفاتيح اللعب في الزمالك الذي لم يكن أمامه سوي الهجوم لتعويض فارق هدفي مباراة الذهاب, ولذلك هاجم وسيطر منذ البداية, معتمدا علي تحركات حسين المحمدي ومحمد عبدالشافي في الجهة اليسري وشيكابالا وعمر جابر في الجهة اليمني, والمهاجمان أحمد جعفر ومحمد ابراهيم مع تقدم لاعبي خط الوسط بين الدفاع والهجوم.. وبين هذا وذاك أو بين حسام حسن وقيس اليعقوبي واللاعبين والحماس كانت البداية, حيث الهجوم الزملكاوي والتصدي الإفريقي له مع محاولات لرد الهجوم وامتصاص الحماس, ويهدر شيكابالا أول فرصة للزمالك في أول دقيقة لتشهد المباراة بعدها عدة تسديدات هنا وهناك, ويبدأ الالتحام, ويتصدي عبدالواحد حارس الزمالك لتسديدة يوسف الموهيبي ويبدأ فاصل الانذارات بأول انذار للاعب الافريقي بلال عيضة للالتحام القوي بعدها يسدد فتح الله ضربة رأس تعلو عارضة الافريقي, يليه ضربة رأس أخري من أحمد جعفر تعلو العارضة بعد التحام مع الحارس التونسي ويسدد وسام بن يحيي بجوار قائم الزمالك, ويحاول حسين ياسر الانفراد بمرمي الافريقي لكن الحارس ينقذ الموقف, ومع الدقيقة28 كان الموعد مع هدف الزمالك الأول الذي سجله محمود فتح الله من ركلة جزاء بعد دفع حسين ياسر داخل منطقة جزاء الافريقي وانذار ثان لكريم العواضي.. وقد كان هذا الهدف بمثابة دفعة قوية للزمالك وجماهيره ليواصل الفريق هجومه وينال هاني سعيد انذارا, ومن بعده محمد ابراهيم انذارا آخر, ووسط هجوم الزمالك كانت المفاجأة بتسجيل الافريقي هدف التعادل بلا مبرر اثر ركلة حرة تصدي لها وسام بن يحيي وسددها من مسافة بعيدة لتسكن مرمي عبدالواحد السيد الذي يسأل عن هذا الهدف خاصة أنه وضع الزمالك في مأزق ليجري بعدها حسام حسن أول تغيير للزمالك بنزول حازم امام بدلا من محمد إبراهيم, ومع نزول حازم عاد الأمل للزمالك وجماهيره بإحراز الهدف الثاني عندما تقدم يمينا وأرسل عرضية تخطت المدافعين والحارس لينقض عليها حسين ياسر ويسددها مباشرة في المرمي لينهي الزمالك الشوط متقدما1/2.
شوط إلغاء المباراة
جاء الشوط الثاني مثل سابقه, ويمكن القول إن الاختلاف الوحيد أن هذا الشوط شهد ندية وتكافؤا ومحاولات من كل فريق لتحقيق هدفه, وأن الزمالك أهدر فرص تأهله ولم يستطع إحراز هدف ثالث, حيث أهدر لاعبوه العديد من الفرص السهلة ليضعوا أنفسهم في هذا المأزق, وقد بدأ الشوط بتسديدة لحسين ياسر مرت بجوار قائم الإفريقي بعد دربكة أمام مرماه, ويدفع قيس اليعقوبي المدير الفني للإفريقي بالمهاجم أيزي جيك بدلا من أيمن سلطاني, ويسدد زهير الزوادي بعيدا عن مرمي الزمالك, وينال بلال عيضة لاعب الإفريقي الإنذار الثاني ويطرد من الملعب ثم ينزل كل من إبراهيم صلاح في الزمالك, ومهدي الرصيصي في الإفريقي بدلا من هاني سعيد, وكريم العواضي بعدها يبدأ إهدار الزمالك للفرص السهلة, حيث سدد فتح الله لكن الحارس, والدفاع أنقذا الموقف, وينزل أبوكونيه بدلا من حسن مصطفي, ويهدر شيكابالا فرصة إحراز الهدف الثالث, عندما تلقي كرة أبوكونيه العرضية, وهو منفرد تماما بمرمي الإفريقي, ولكنه سدد في يد الحارس المتقدم بعدها يسدد حسين ياسر, وأحمد جعفر خارج مرمي الإفريقي ومع اقتراب المباراة من نهايتها تتوتر الأعصاب ويزداد الالتحام, ويبدأ القلق والتوتر ومن دربكة أخري أمام مرمي الإفريقي يهدر جعفر فرصة أخري, وتتواصل الفرص, ويهدر فتح الله فرصة أخري عندما ارتدت الكرة من دفاع الإفريقي داخل منطقة الجزاء, ولكنه سددها عالية, ويحتسب الحكم6 دقائق وقتا إضافيا بدلا من الضائع سجل في بدايته الزمالك هدفا ألغاه الحكم بسبب التسلل إثر كرة عرضية سددها جعفر برأسه, ورفع حامل الراية رايته بعدها طالب لاعبو الزمالك بركلة جزاء إثر دفع أبوكونيه داخل منطقة الجزاء, ولكن الحكم لم يحتسبها بعدها تندفع الجماهير لأرض الملعب ويحدث ما حدث.
القبض علي بعض مثيري الشغب