تسكين الأسر الليبية مجانًا في شاليهات وفنادق مصايف مطروح
فتح سكان مدينة مرسى مطروح المصرية بيوتهم أمام الليبيين للإقامة عندهم،
وقام عدد من أصحاب الفنادق والشاليهات بتسكين الليبيين مجاناً، وفقا لما
أوردته صحيفة روز اليوسف المصرية، الخميس 31-3-2011.
كما أقام أصحاب الشقق المفروشة التي تقع على البحر بفتح العمارات التي تؤجر
في فصل الصيف للمصطافين بأسعار باهظة تصل إلى ألف جنيه في الليلة الواحدة
بفتحها مجاناً للأسر الليبية.
وعندما تنظر إلى مدينة مرسى مطروح تشعر وكأنها إحدي المدن الليبية لوجود عدد كبير من السيارات الليبية والأسر فيها.
يقول صالح عبدالمولي من أبناء مطروح ومؤذن بأحد المساجد بمنطقة الفيروز
السياحية: إن هناك تنسيقًا يتم بين اللجان الشعبية المتواجدة بمدينة السلوم
واللجان المتواجدة بمدينة مرسي مطروح من أجل استقبال أبناء ليبيا حيث يتم
استقبال هذه الأسر من منفذ السلوم البري الذي يقع علي الحدود المصرية ـ
والليبية ويتم توجيهها إلي العمارات السكنية دون أدني مقابل وهذا لشعور
أبناء مطروح بأنهم شعب واحد، مضيفا أن عدد الأسر المتواجدة بمنطقة الفيروز
فقط يصل إلي 70 أسرة ليبية.
وأوضح الشيخ مصطفي عبدالرازق من أهالي مطروح أن هناك العديد من الأسر التي
تم استضافتهم بمدينة مرسي مطروح، حيث وصلت الأسر إلي أكثر من 400 أسرة
بالإضافة إلي العديد من الأسر الأخري التي يتم استضافتهم عن طريق أقاربهم
الذين يصلون إلي أعداد كبيرة.
وأضاف: إن استقبال الأسر الليبية ليس علي أساس أنهم أولاد عمومتنا فقط ولكن
لشعور أبناء مطروح بأنهم أصحاب دين واحد، فمصر وليبيا يرتبطان فيما
بينهما، ولقد كان أبناء مطروح يسافرون إلي الأراضي الليبية بالبطاقة
الشخصية فقد دون جواز سفر أو تأشيرة مسبقة.
ويضيف الشيخ فتح الله وشهرته حامد أنه يتم تقديم الطعام والشراب والألبان
للأسر دون مقابل بتبرعات من أهالي مطروح، وأغلب أصحاب العمارات قاموا بفتح
شققهم مجانًا أمام الأسر الليبية فمدينة مرسي مطروح علي استعداد تام
لاستقبال أضعاف الأعداد المتواجدة.
روابط نسب ومصاهرة بين البلدين
وأوضح
عبدالخالق السنوسي من أبناء مطروح أنه لارتباط الشعبين المصري والليبي فقد
سافر وفد من قيادات القبائل البدوية بمطروح التي تربطها وحدة النسب
والمصاهرة مع القبائل الليبية بمحافظات مطروح والبحيرة والفيوم والمنيا إلي
ليبيا وقاموا بمقابلة العقيد معمر القذافي بالعاصمة طرابلس والمجلس
الانتقالي الليبي من أجل محاولة لإيجاد حل للأزمة الليبية، ووقف المواجهات
المسلحة بين الأشقاء الليبيين، فيما بينهم ولكن عاد الوفد مرة أخري إلي مصر
بعد فشله في مهمته.
يتوجه بكر سالم من مدينة بنغازي بالشكر لأبناء مطروح الذين استضافوهم في
بيوتهم وقال لم نشعر أبدًا بأننا في بلد آخر بل يقومون بشتي الطرق بمحاولة
توفير الأطعمة والشقق مجانًا دون أدني مقابل والذي يعكس الترابط بين
الشعبين المصري والليبي فنحن نشعر وكأننا في بيوتنا فالكل يحرص علي خدمتنا.
وأشار إلي من قام بالهروب بصحبة أسرته خوفًا من القنابل والصواريخ التي تدك
جميع المدن الليبية سواء كانت من السلطات الليبية أو عن طريق قوات
التحالف.
ويري باسط عيسي من أهالي مدينة أجدابيا الليبية أن هناك شبهًا كبيرًا بين
مقاومة الشباب الليبي لنظام القذافي والاحتلال الإيطالي فكلتاهما مقاومة
للظلم، موضحًا أن الثورتين التونسية والمصرية شجعتا الشباب الليبي علي
الثورة وإن كان للشباب المصري تأثير كبير في تشجيع ومساندة نظرائه في
ليبيا.
ويتذكر محمود أبورواف من مدينة أجدابيا الاخطار التي واجهته أثناء هروبه من
ليبيا إلي مصر حيث كانت أصوات المدافع والطائرات تهز أرجاء مدينة أجدابيا،
ما كان يرعب الأطفال ويري في طريقه إلي مصر المنازل المتهدمة والمباني.
ويقول: إن هذه الثورة خربت ليبيا وأنهت علي جميع البنية الأساسية بها وتحتاج ليبيا إلي أعوام كثيرة حتي تعيد ما حدث من تخريب ودمار.
وعلي الرغم من رفضي ما قام به الثوار لأن الشعب الليبي كان ينعم بالهدوء
والاستقرار، وكانت الحكومة الليبية توفر للمواطنين الخدمات المدعمة، وكان
القائد معمر القذافي ينعم بحب كبير وتأييد بين مواطني ليبيا، إلا أن ما قام
به لقمع الثورة بهذه القوة وقتل المواطنين فقد علي أثره تأييد الشعب.
ويوضح أن أهالي مطروح قدموا العون لنا وكأننا في وطننا وهذا ليس بغريب علي
الشعب المصري عامة وأهالي مطروح خاصة الذين كانوا يمدون الشعب الليبي
بالمعونات اللازمة لمواجهة الاستعمار الإيطالي ومساعدة المجاهد عمر
المختار، ما كان له الأثر الأكبر في تحرير الأراضي الليبية.
ويندد محمود سلومة ليبي بالقصف الجوي الغربي لبلاده، الذي استهدف عدة مواقع
في طرابلس ومصراتة، ما سبب ظلمًا حقيقيا للمدنيين وتعريض حياتهم للخطر،
مضيفًا إلي حزنه لأن بلاده تواجه هجومًا مسلحًا بربريا وأن هذه الأعمال
العسكرية لها أهداف أخرى.
يذكر أن الشعبان المصري والليبي يرتبطان بروابط وثيقة تمتد إلي مئات
السنين بسبب صلة القرابة والمصاهرة والجيرة، فضلاً عن اللغة والثقافة
والتقاليد المشتركة بين الدولتين، ما جعل المواطن الليبي يذهب باستمرار إلي
مدينة مرسي مطروح المصرية للتنزه والمصايف المصرية بمطروح والإسكندرية.
وكان الرئيس الليبي معمر القذافي يذهب كل شهرين أو ثلاثة إلي مصر لمدن
السلوم وسيوة ومرسي مطروح المصرية لزيارة أبناء عمومته من المصريين.
هذه العلاقات الممتدة جعلت الكثير من الأسر الليبية تفر من هول الحرب
الطاحنة بين القوات الليبية والمتمردين المدعومين من أمريكا وفرنسا وقطر
وإنجلترا.