«هايد بارك» لندن يتحول لـ«ميدان التحرير» احتجاجا على إجراءات التقشف
اعتصم نحو 400 ألف بريطاني مساء
السبت في «هايد بارك» بالعاصمة لندن بعد مسيرة دعا لها مؤتمر نقابات
العمال «تي يو سي» للاحتجاج على تخفيض الإنفاق الحكومي وإجراءات التقشف.
وجاءت المظاهرة بعد مطالبة عدد
من النشطاء البريطانيين بتحول وسط لندن إلى شبيه بميدان التحرير في القاهرة
والذي شهد مظاهرات استمرت عدة أيام للإطاحة بالنظام السابق.
وقال «ديف برينتس»، الأمين
العام لاتحاد العاملين بالقطاع العام في بريطانيا، إن خروج أعداد كبيرة
للاحتجاج «أظهر غضب العاملين العاديين من تخفيضات الإنفاق الحكومي التي
تهدف لتقليل العجز الحالي في الموازنة والذي بلغ 150 مليار جنيه إسترليني
(243 مليار دولار أمريكي)، فيما تتمسك وزارة الخزانة بخطة للتقشف من أجل
أعدتها استعادة الاستقرار للاقتصاد البريطاني.
وأكد مؤتمر نقابات العمال أن
عدد المحتجين فاق توقعاتهم، فيما أشارت تقارير غير رسمية أن 400 ألف شخص
شاركوا فيها، وتم نشر نحو 4500 شرطي في أنحاء لندن، ورفع المحتجون لافتات
كتب عليها «لا تخفيض» وأخرى كتب عليها «التخفيض ليس هو العلاج»، وقالت
الاتحادات العمالية إن تظاهرات هي الأكبر منذ المظاهرات التي شهدتها البلاد
إبان غزو العراق عام 2003.
وبدوره، قال نائب رئيس الوزراء
البريطاني نيك كليج إن الاحتجاجات المناهضة لخطة التقشف يجب أن توضح ما هو
البديل الذي يمكن أن تقدمه لخطة الحكومة الرامية إلى خفض عجز الميزانية.
وأضاف: «الناس الذين يصيحون ويهتفون ضد الحكومة عليهم أن يخرجوا بحل، ماذا
سيفعلون بشأن الاقتصاد؟».
وتراجعت شعبية حزب الديمقراطيون
الأحرار في استطلاعات الرأي بعد أن تخلى عنه مؤيدوه السابقون لانضمامه إلى
حكومة يقودها المحافظون أبدت التزاما بالقضاء فعليا على ميزانية قياسية
بحلول 2015.
وينحى الائتلاف الحاكم باللائمة
على إدارة حزب العمال السابقة في مصاعب بريطانيا الاقتصادية وقال كليج إن
حزب العمال كان غير أمين بشأن خططه الخاصة بعجز الميزانية. وتابع كليج «إذا
كنت متظاهرا في لندن لكنت صببت جام غضبي على قيادة حزب العمال لأنها تؤجج
حماسة الناس وإنها غير أمينة تماما».
ويقول حزب العمال إن عجز
الميزانية ارتفع بسبب الأزمة المالية العالمية وأن الحكومة تجازف بعرقلة
التعافي الاقتصادي بخفض عجز الميزانية بسرعة اكبر مما ينبغي.
وكان عدد من النشطاء أغلبهم من
طلاب الجامعات والمدارس الثانوية طالبوه بتحويل ميدان «الطرف الأغر» الشهير
بوسط لندن إلى «ميدان التحرير» وقالوا إنهم سيتبادلون أماكنهم في مظاهرات
السبت في برنامج واضح من الاعتصامات لمدة 24 ساعة يحتلون فيها الميدان
احتجاجا على خفض الخدمات العامة في إطار خطة التقشف.
وقال مايكل تشيسوم من الحملة
الوطنية ضد رفع المصروفات وخفض الخدمات: «نريد أن يصبح ميدان الطرف الأغر
نقطة تمركز للتظاهرات والمسيرات والاعتصامات والتي تستمر خلال عطلة نهاية
الأسبوع». وأضاف: «هناك العديد من الاحتجاجات والاعتصامات يخطط لها وكما
رأينا مؤخرا في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، نريد أن ننظم نقطة تجمع».