على غير العادة خسر المنتخب المصري بطل أفريقيا من منتخب جنوب القارة
السمراء في مباراة رسمية للمرة الأولى في التاريخ ليقترب بنسبة 80% من وداع
بطولة كأس الأمم الأفريقية للمرة الأولى أيضاً منذ سنوات طويلة.
منتخب
الفراعنة صاحب عرش القارة على مدار 6 سنوات متتالية دخل مباراته الحاسمة
ضد منظم كأس العالم بفريق مترهل معظمه من العناصر المتقدمة في السن والبعض
الأخر مفتقد للياقة البدنية والتكتيكية مثل جهازه الفني الذي انفصل عن كرة
القدم في الفترة الأخيرة وانشغل بالحياة السياسية.
حسن شحاته لعب
المباراة بتشكيل "قديم" شكلاً وموضوعاً فطريقة 3-5-1-1 التي بدأ بها
المباراة أصبحت محفوظة تماماً ومكشوفة جداً لأي فريق يواجه المنتخب المصري
على ملعبه ووسط جماهيره، فأي مشجع عادي قد يضع هذه الخطة ويغلق منتصف
الملعب في الشوط الأول ويدفع بمهاجم واحد وصانع ألعاب على أمل التعديل في
الشوط الثاني.
الخماسي الذي شارك في منتصف الملعب وبالتحديد عبدربه
وشوقي لم يلعبا جنباً إلى جنب منذ عهد الأيام الخوالي للمنتخب المصري،
فالأول عائد من إصابة خطيرة والثاني عائد من ثلاجة البدلاء في الأهلي ومع
ذلك قرر الجهاز الفني إشراكهم في هذه المباراة المصيرية والحاسمة وإن كان
الثنائي قد أدى المطلوب منهم بنسبة 70% وهذا أقصى ما نتمناه منهم نظراً
لحالتهم البدنية والفنية.
أما مشاركة أحمد فتحي في منتصف الملعب
بجوار شوقي وعبدربه فكانت تعني أن المنتخب المصري يلعب بطريقة حائط الصد في
الكرة الطائرة لمنع أي هجمات أو ضغط هجومي على الملعب المصري، وبالفعل نجح
وسط الملعب في ذلك معظم أوقات الشوط الأول لكن كانت النتيجة أن أحمد فتحي
لم يكن له دور سوى ملء منطقة وسط الملعب.
وكالعادة لا يوجد بديل
جاهز لسيد معوض وإن وجد لا يشارك على الرغم من الإرهاق الواضح على الجناح
الأيسر الرائع للفريق المصري، مثلما غاب المحمدي عن الفراعنة منذ إحترافه
في الدوري الإنجليزي الممتاز ولم يلعب منذ ذلك الحين بروح قميص منتخب بلاده
ويبدو أنه اكتفى بأضواء الدوري الإنجليزي وإهتمام الصحف العالمية.
في
الشوط الأول كان بإمكان المنتخب المصري أن يضغط بشكل أكبر في ظل إنكماش
الأولاد دفاعياً ورعبهم الواضح من الفراعنة ولكن ظل منتخب مصر يحمي منطقة
منتصف الملعب ولا ينظر لباقي الميدان! ، وإن كانت هناك محاولات فردية من
شيكابالا والسيد حمدي باءت جميعها بالفشل.
فطريقة الضغط في منتصف
الملعب فقط دون تمويل هجومي هي طريقة الفرق المصابة بالشيخوخة التي تلعب
على التعادل ومن يلعب على التعادل يستحق الهزيمة وهذه قاعدة لم يلتفت إليها
الجهاز الفني المصري، حتى مع إشراك تريكة الغير جاهز ثم إشراك جدو المصاب
وبعد ذلك إحراق زيدان في أخر 4 دقائق كل هذا لم يكن دليلاً على نية الفوز
أو حتى محاولة تحقيقه وإنما كانت مناورات لملء منطقة وسط الملعب أكثر وأكثر
حتى يقتنص بطل أفريقيا نقطة من جنوب أفريقيا في أضعف مبارياته منذ كأس
العالم الماضية.
منتخب مصر لعب المباراة بأسلوب قديم جداً ومكشوف
بإمكان أي مدرب مبتدأ فهمه وضربه بمنتهى السهولة، بالإضافة إلى أن بعض
لاعبي المنتخب المصري شعرو بالملل من هذا الأداء الكرتوني الباهت الذي
يحاول الإيحاء بأنه هجومي ولكنه في الأصل دفاعي مرتعد يبحث عن أقل الخسائر
حتى جاءت السكتة القلبية للبطل الفرعوني في اللحظة الأخيرة بهدف قاتل من
خطأ لا يغتفر من أحد أفضل اللاعبين المصريين حسام غالي الذي نسى دوره
كليبرو وتقدم لمنتصف الملعب ليكشف خط دفاع الفريق المصري ويفتح مرمى ملعب
إليس بارك ذراعيه للأولاد مستقبلاً هدف الهزيمة التاريخية للفراعنة.
حسن
شحاته كان بإمكانه تحقيق فوز كبير في حالة تغيير طريقة اللعب في منتصف
الشوط الأول بعد رؤية الأولاد مرعوبين من اسم منتخب مصر وتدعيم الناحية
الهجومية والدفع بمهاجم ثان وإعطاء تعليمات لعبدربه وشيكابالا بالتسديد على
المرمى وإشراك فتحى خلف المحمدي حتى يتمكن الأخير من لعب كراته العرضية
المتقنة لعل وعسى يلتقط إحداها مهاجمي الفراعنة, ولكن يبدو أن حسن شحاته
أيضاً بعيد عن اللياقة التكتيكية والذهنية بسبب إنشغاله عن دعم النظام
المصري المخلوع وتفرغه للدفاع عنه والخروج لتأييده!